01-05-2016 09:30 AM
سرايا - سرايا - فيديو مأساوي ظهر أمس السبت لطبيب سوري، نراه فيه يقضي بقذيفة من غارة شنتها قوات الأسد على مستشفى يعمل فيه بمدينة حلب في الشمال السوري، ومعه قضى بالغارة طبيب أسنان و3 ممرضات و22 مدنياً، مع عشرات من المرضى والعاملين أصيبوا بجروح وتشوهات متنوعة.
إنه أول فيديو عما حدث، وبثته Channel4 البريطانية الشهيرة، من ضمن خبر لها عن الغارة التي استهدفت الأربعاء الماضي "مستشفى القدس" ووضعته في حسابها "اليوتيوبي" ومنه نقلته "العربية.نت" لتبثه بدورها الآن، وفيه نرى الدكتور محمد وسيم معاذ، الموصوف من زملائه بأنه "أفضل طبيب أطفال في المنطقة" يفقد حياته بانفجار القذيفة في المربع الذي كان فيه بالمستشفى المدعوم من منظمة "أطباء بلا حدود" في المدينة.
صورة بثتها الوكالات للغارة الأسدية الطراز على مستشفى القدس الأربعاء الماضي
ومنذ الغارة، كتبوا الكثير عن الدكتور معاذ، لكن من دون معلومات شخصية عنه، كعمره وهل هو متزوج أم لا، كما وأين كانت دراسته وعمله في السابق قبل "مستشفى القدس" الذي لم تذكر "أطباء بلا حدود" منذ متى يعمل فيه، إلا أن مشاعر من كتبوا عنه تدل بأنه كان طبيبا محترفا، ومن الأبرز في المدينة بمعالجة الأطفال "ونذر نفسه لخدمة أطفالها" وبأنه "أصر على البقاء رافضا المغادرة إلى حيث انتقلت عائلته في تركيا، فبقي يعمل في المستشفى بقسم الأطفال نهارا، وفي قسم الطوارئ ليلا".
بين من كتبوا عنه في موقع "أطباء بلا حدود" هي ميريلا حديب، المتحدثة باسم مكتبها في بيروت، فوصفته بأنه كان "مندفعا جدا واختار المجازفة بحياته لمساعدة سكان حلب"، وقالت عن "مستشفى القدس" إنه الرئيسي للأطفال "وكان معاذ يعمل فيه منذ سنوات طويلة" وفق ما قرأت "العربية.نت" مما كتبته، وفيه اعتبرت أن "خسارته لا تعوض" بحسب تقديرها وشعورها بخسارته.
والشيء نفسه تقريبا ذكرته ميسكيلدا زنكادا، رئيسة بعثة المنظمة في سوريا، والمتخذة من مدينة "كلس" التركية مقرا لها، بوصفها مقتل الدكتور معاذ بأنه "مأساة" في معرض ما كتبته عن واقع الأطباء في حلب، ممن "لم يبق منهم سوى بين 70 و80 للاهتمام بأكثر من 250 ألفا ما زالوا يعيشون في القسم الشرقي من المدينة، لأن 95% من الأطباء غادروا أو قتلوا" وفقا لتأكيدها.
وفي الفيديو نرى الدكتور معاذ منهمكا في عمله، يدخل إلى غرفة ليخرج منها إلى أخرى، مهتما برعاية مرضى المستشفى، وحين عبر الممر متجها إلى قسم آخر، فاجأته القذيفة وأردته قتيلا.. جاءت كأنها "هدية" من الأسد وقواته لمنظمة "أطباء بلا حدود" التي ظهرت في 1971 إلى الوجود، وتحتفل هذه الأيام بمرور 45 سنة على تأسيسها.
(العربية نت)