01-05-2016 03:34 PM
بقلم : ديما الرجبي
الحرب هي أن تلتهم الأرض لحوم البشر وفي حرب العرب يلتهمون الأرض ومن عليها، ليست المرةُ الأولى التي يغرق بها المتخاذلون في خزي أفعالهم، وليست هذه الانتكاسة الأولى على هذه المعمورة المبتلاة بمن عليها.
ولكن الصمت اليوم أشد ظلماً من الحدث؟! والفاتورة أكبر من أن يتكبدها المدنيين وحدهم والواقع العربي يقول بأن أخرجوا يا أصحاب الاتفاقيات والقرارات واصنعوا ما كنتم به تعدون ؟! أو افضحوا ما أنتم به متورطون؟!
الخدع البصرية في ايصال الخبر أصبح واضحاً فاضحاً فهذه المؤامرة التي يتنصبها الطغاة لم تعد تخفى على أحد، لا يهم كيف نضم تلك المنطقة لهذا الحكم ولا يعني شيئاً كيف يتم التقسيم وإن كلف ذلك هولوكوست ممنهج طالما أن المزاد رسى على أخذ هذه البقعة وضمها اليهم ؟!
سألنا جميعاً لماذ حلب استثنت من الهدنة؟؟ فتطايرت التحليلات ورجعوا بنا إلى أهمية اقتصادها وتاريخها العثماني الذي تُعنى به تركيا وانتقلوا الى الخطب العصماء كي تثرينا معرفةً بما وراء هذه الهجمة الشرسة وهذا الاستثناء من الهدنة .
وإلى هذه اللحظة لم نجد ما يرضي فضولنا نحن الجالسون وراء شاشاتنا نقلب أيادينا خيبةً وألماً على أهلنا المستضعفين في بلاد العرب أوطاني ؟!
وهنا نطرح سؤالاً ساذج للمعنيين بأمر " القضية السورية" الملقبون بالمعارضة السورية ؟ نظراً لإنشغال العديد من الدول التي اعتدنا أن نسمع شجبها واستنكارها فوجب السؤال !!
ألم تعترفوا بشرعية القتل في سوريا بمجرد أن ذهبتم إلى جنيف كي تفاوضوا على دماء الشعب السوري ؟ اتعتبرون استمراركم في المفاوضات وتأييدكم لمجرياتها نصرةً لشعبكم هل استنفاركم الاعلامي وتوجيهاتكم للفصائل السورية المسلحة بالتوجه لإنقاذ حلب يعتبر حلاً ونصرة ؟؟؟
بما أن أمريكا تعتمد على هدنة هشة كي تتيح للنظام وروسيا الفرصة على الاجهاز على حلب فلماذا لا تخلعون بذلاتكم الفخمة وتترجلون من طائراتكم المحجوزة مسبقاً وتشاركون في القتال على الأرض المشتعلة لإثبات حسن النية في جهادكم ؟!
أم أنكم تتبنون الجهاد بأضعف الإيمان ؟!
لا نعلم إلى أين سيصل الأمر بهذا الشرق الأوسط المصاب ولكننا نُدرك بأن الأمر خرج عن سيطرت " المسيطرين" وأصبحنا نسمع دوي العد التنازلي للحرب الكبرى ؟!
والله المُستعان