01-05-2016 03:35 PM
بقلم : فيصل تايه
كلهم زائلون ويوماً ما سينتهي حكم حكام سوريا وستبقى سوريا .. ويوما ما ستنتهي عصابات الطوائف المذهبية وستبقى سوريا، ستنتصر فقط أحلام السوريين الوطنيين المثلى التي لا تهدأ، أحلام الوطن السوري الحر والديمقراطي والمدني السوي والمتقدّم رغم كل شيء.
سيقول التاريخ إن سوريا ضحية أحقاد الفُرس والتُرك والعُربان، كلهم أعداء سوريا وأعداء شعبها العظيم ولو اختلفوا في المسعى، كل ذلك الجحيم الإجرامي الذي فاق الخيال بمأساويته الرهيبة ضد الشعب السوري النبيل والمثخن، كل تلك الأهوال والقيامات اللا متصوّرة التي تكدّست في بلد نبيل ورقيق وفردوسي كسوريا، فضلاً عن كل صنوف الهمجيات البربرية التي قرّرت الفتك بتطلُّعات السوريين البواسل من أجل حقوقهم وحرياتهم وتجانس هويتهم الوطنية، بينما استمر العالم كمعتوه أو ككائد يتعامل مع سوريا والإنسان السوري، أو بالحالتين معاً للأسف
من أكبر ذنوبنا أن نتناسى مأساة سوريا، وجلالة تضحيات الشعب السوري العظيم . سوريا بعد ان سيقت في دهاليز الإرهاب والعنف وجماعات الرعب من نظامها ومخربيها ..بل هي أكبر المآسي التي شهدتها الإنسانية هي مأساة الخراب في سوريا أرضاً وإنساناً ، إلا أن الشعب السوري الراسخ بتوقه الديمقراطي المدني اللاطائفي، يتجلى أكثر وثوقاً بقدره الأكيد في الانبثاق، متشافياً من كل آلام العقود الماضية، وآلام الانحرافات وتجريفاتها الممنهجة إقليمياً و دولياً . سوريا الإنسان السلمي الملهم، والذاكرة الثورية الملهمة .. سوريا التي فضحت العالم وكل المتآمرين والخونة وتجار الدم والانفصاميين والمأزومين والمشوهين وأدعياء الحريات والحقوق والعدالة ورموز الثقافة والضمير والتاريخ.
كلما شردت روحي باتجاه سوريا تهيج غصتي، واشعر بالخجل من تلك المعاناة الجحيمية الرهيبة .كذلك يزداد يقيني بأن الوطنية السورية هي طائر الفينيق الحقيقي اللاخيالي، الوطنية السورية التي لامناص لها سوى أن تكون أكبر من كل التحديات المتأصلة والطارئة . ثم ان سوريا الحضارية الأصيلة منذ الأزل ، هي سوريا التي ستستمر عميقة الحضارية رغم كل شيء .
قلوبنا على سوريا
لك الله يا سوريا ..