حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,18 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 32387

مواقع التواصل الاجتماعي و علاقتها بالمشاكل الاسرية " الخيانة الزوجية نموذجاً "

مواقع التواصل الاجتماعي و علاقتها بالمشاكل الاسرية " الخيانة الزوجية نموذجاً "

مواقع التواصل الاجتماعي و علاقتها بالمشاكل الاسرية " الخيانة الزوجية نموذجاً "

01-05-2016 03:39 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : بلال الذنيبات
لقد حملت مواقع التواصل الاجتماعي منذ بزوغ نجمها ، و تبيان أهدابها ، و طلوع شذراتها ، و ذلك إبان العشرة سنوات الأخيرة ، ردحاً من التغييرات الجذرية في العلاقات الانسانية في المجتمع المعاصر ، و التي كان منها على الصعيد العائلي ما يسمى "الخيانةِ الزوجية " ، حيث منحتها تلك المواقع بيئة خِصبة للذيوع ، و قدماً في الوثوب و الانتشار ، و مجالاً أوسع للتشجيع.
و لا جِرم في ذاك و نحنُ نجدُ تنامياً في مثل هذه الانحرافات ، تُطبع فصولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، و ذلك من خلال غرف الدردشة و التراسل بين الجنسين المُتبادل بالكلمات الغرامية ، و التي تتم بمبادرة طرفي التواصل " ذكراً أم أنثاً " ، و لهذا بطبيعة الحال عوامل و دوافع سوف تكون مثار حديثنا و تعريجنا بعد هينةٍ من الوقت .
و تشير التقارير المتداولة على شبكة الانترنت المعلوماتية ، إلى أن بعض الرجال قد يلجأ لعمل أكثر من حساب بدافع مصادقة الجنس الأخر و ربما إدمان الحديث الى الجنس الاخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، بصورةٍ لا تُطاق حسب وجهة نظر بعض السيدات ( موقع مجلة أسرار الصبايا ).
و تمتد شباك الخيانة الزوجية أحياناً إلى لجوء بعض الفتيات " المتزوجات " إلى تكوين علاقة مع الجنس الأخر عبر مواقع التواصل الاجتماعية ، ثم تتطور هذه العلاقة الى مرحلة اللقاء و الذي قد يتخلله قيام إحدى الطرفين " الرجال غالباً " بتصوير اللقاء بداعي الإبتزاز لغايات جنسية أم مادية ( موقع مجلة سيدتي بتصرف ) .
و يمكنني إرجاء تنامي هذه الظاهرة بمساعدة مواقع التواصل الاجتماعي ، إلى طبيعة تلك المواقع ، خاصة و أنها توفر نوعاً من الخصوصية و الفردية ، و تساعد المرء على التعبير عن مكبوتاته العاطفية و العقل باطنية " مكبوتات العقل الباطني كما يقول لنا إخصائيي علم النفس " ، مما يدفع المرء " بغض النظر عن جنسه " إلى سلك مسالك مُنحرفة و هو يرتاد منصة السوشال ميديا .
و أما الدوافع الأخرى و التي قد تدفع إلى إقتراف هذه الفعلة ، الفقر العاطفي و الشعور بالنقص و سوء التوافق الأسري و غلبة الروتين على العلاقة الاسرية و غياب الحميمية في العلاقات بين أفراد الاسرة ، و تراجع وتيرة منظومة الضبط القيمي.
و تعمل عدة ظواهر تعاني منها بيوتنا لتوفير دافع قد يقف وراء مثل هذه الأفعال الشاذة و المُنحرفة ، و لعل الطلاق الصامت " قطيعة العلاقة بين الزوجين دون طلاق فعلي " و البيت الصامت " قطيعة العلاقة بين أفرادة الاسرة " من أبرز تلك الدوافع ، بالإضافة إلى أن إدمان الانترنت يلعب دوراً ثانوياً ، و ذلك أنه يمهد الطريق لخلق الظروف المواتية لارتكاب مثل هذه الفعلة.
و تتعدد سبل و طرق العلاج من وجهة نظري كمختص بالعلوم الاجتماعية ، إذ تبدأ بمحاربة و مكافحة صور القطيعة داخل البيت ، و العمل على خلق جو من الحوار و الامن الاسري ، بحيث يتم الابتعاد عن لغة العنف بين الزوجين لدرء خطر جلب الملل و الضجر المؤدي لفساد و تفسخ العلائق بين الزوجين ، و كمرحلة متقدمة و نتيجة الدوافع الاخرى الوقوع في شباك " الخيانة الزوجية " .
و أيضا يجب العمل على بث المشاعر الايجابية بين الزوجين و تشكيل علاقة ودية بينهما ، و تغليب مصلحة الأولاد في ضرورة إتباع الحوار سبيلاً لدرء ما يكدر الحياة الاسرية ، و الابتعاد قدر المستطاع عن الاستخدام الجائر لمواقع التواصل الاجتماعي و تقنين ذلك بحيث لا يتجاهل فيه الواحد منا عمله و قضاء وقت جيد مع الاسرة.
و من الضروري أن يكون إختيار الزوجين لبعضهما البعض عن رضا و إدراك ، لأن جل المشاكل إنما تنجم عن سوء إختيار الزوجين لبعضهما البعض ، و على الأهل محاولة عدم التدخل الا بما يحقق حاجة الزوجين " حديثيي الزواج خاصة " ، من خلال النصح و الارشاد الايجابي.
و في طبيعة الحال يجب أن يدرك كلا الزوجين أن الحياة لا تخلوا من المشاكل ، و عليهما بالتفاهم و الحوار حلها و مواجهتها و التصدي لها بعيداً عن الجبر و الالزام و فرض الرجل لوجهة نظره .
و في الختام على الجميع أن يعي أن الاسرة هي المجتمع و المجتمع هي الاسرة ، فلا يحق للمجتمع أن ينأى بنفسه عن مشاكل الاسرة ، و عليه تربية أبنائه بمختلف أدواته كي يكونوا قادرين على تكوين " ثقافة الحياة الاسرية " بما يحقق مُبتغى المجتمع و صالحه.








طباعة
  • المشاهدات: 32387
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم