02-05-2016 12:55 PM
بقلم : د. طارق زياد الناصر
كانت هذه الجملة التي اخترتها عنوانا لمقالي جزءا من كلمة لسمو الامير الحسن بن طلال في لقاء مع الشباب الاردني منذ سنوات وكنت حينها احد المستفيدين من برامج جائزة الحسن للشباب التي ساهمت في رفد ساحة العمل العام بالكثير من القادة الحقيقيين خاصة بالاستفادة من بيوت الخبرة الاردنيةة والعربية في مختلف المجالات.
رنت تلك الكلمات في اذني من ذلك الوقت ولا زال لها ذات التأثير من حينه وحتى يومنا هذا علي حتى انني احرص على نقلها للجيل الصاعد من الشباب الذين اتعامل معهم من خلال عملي او البرامج التطوعية التي اعمل بها وباعثي لكتابة هذا المقال هو اختلاط الحق بالباطل في الكثير من الامور العامة التي لم نعد ندرك صوابها من عدمه ناهيك عن فشلنا في ايجاد حل لمثل هذه الاشكاليات وظنا مني ان الحلول مرتبطة بتجسير الفجوة ما بين قلوبنا التي تنظر الى الامور بعواطف مطلقة دون تحكيم للعقل على الجانب الاخر فعقولنا باتت مليئة بالمعلومات منها النافع وكثيرها بعكس ذلك فاختلطت الامور وبتنا بحاجة الى الجسر الذي تحدث عنه سمو الامير.
ان اقامة جسر حقيقي بين مشاعرنا وافكارنا يسمح بمرور الفكرة في معمل الدراسة والتفكير المتمعن والقائم على معرفة المسببات والمبررات لأي فعل او قرار مع البحث في النتائج واليات التنفيذ و عدم التحيز لمشاعر الكراهية والحب وعدم اغفالها مطلقا فلا حب او كره الا بتجربة او بموقف واذا ما كانت التجربة مبنية على حقائق ونتائج دقيقة كانت المشاعر صادقة وواضحة وتصب جميعها في محور الفهم والعمل الايجابي.
خلاصة القول في ظل الظروف الراهنة وكثرة الشائعات والفتن لا بد للعقل من يقظة تضمن عدم الانجراف وراء الغرائز والمشاعر ولا بد للقلوب من حياة نقية تسقي العقول مياه التجديد وصولا الى التوازن المطلوب في حياتنا اللامتزنة، وعلى الجميع العودة للحكمة في المواقف وعدم التسرع في اطلاق الاحكام او الافعال لأن كلمة او فعل قد تقودنا ذات مرة الى ما لا يحمد عقباه ولسنا بحاجة ابدا لمثل ذلك.