08-05-2016 04:24 PM
بقلم : محمد اكرم خصاونه
حلب القدم، حلب المجد ، حلب التاريخ ،حلب الحضارة، حلب الروعة ، حلب الفخامة، حلب العزة ، حلب الفخار ، حلب الأصالة ، حلب الحب ،،،، ماذا أقول عنك أيتها المدينة الضاربة بعمق التاريخ من عصور سحيقة قبل الإسلام ، ؟ ماذا أقول عنك يا مدينة تجلى فيك الفن والإبداع ؟ ماذا أقول عنك يا مدينة عرفت بماضيها الجميل ؟ فأنت سنى المجد للعلياء ، وأنت الفخر في بيارق العطاء ، وأنت زمن جميل طاول الخير فيه عنان السماء.
منك خرجت شموع ، وفوق أرضك الخصبة نبتت واحات غناء ، وفيك قامت زراعات وتجارة وصناعة تباهي الغرب في ما يدعيه من روعة وإتقان.
لك الله يا حلب الجريحة اليوم كيف عاث فيك مستبد لا يرعوي ولا يخاف ، دمر ، قتل ، أحرق والعالم المتحضر يدعو لوقف الإجتياح . وأنت بين صمت العرب ، وشماتة الخلان لا تكفين عن النواح ، ليس على ماضيك الجميل ، بل على حال الجيل المضطهد المسكين الذي لا حول له ولا قوة.
اطفال مشردون ، عيون واجفة ، طبيب يحاول علاج مريض ، عاجله دمار وتعالت غبار وغاب عن الأنظار ، يا للعار على من للأرض والوطن أستباح .
ماذا عسانا وفينا أن نقدم، أو نفعل لك يا مدينة العز والفخار، يا مدينة نثرت رحيق عطرها في زمن ، كانت الأمة تبحث عن متع ، وعن متاهات في دروب الضلال والإنحراف.
نيرون الحاكم المستبد يصهل ويهذي بكلام لا يقوى عليه ، لإن جبروت مجده كما يظن في دم مستباح ، لإنه غاب عن الوجود وغاب الضمير ، فحين ضياع الضمير جميع الأمور تضحى امرا طبيعيا، والعار يصبح شرف، والعيب يصبح طبيعة ، والحياء يصبح من سمات الجبناء في ظنهم .
يا للعار على من باع الأراضي والديار من أجل منصب وكرسي ، يوما ما عندما تنهي المهمة والمهلة ممن أعانوك على البقاء ، سوف يزول منصبك وبك يطاح .
تذكر من قبلك يا هذا كيف كانت مصائر من إستبدوا بشعوبهم ، وأين هم الان برغم ما فعلوا،؟ فلا تقوى ولا تدعي أنك في حياتك مرتاح.
عيون الثكالى وإن كانت لا تقدر ولا تلوي على شئ فبنظراتها ترمقك وهي سهام ستصيبك دعوة مظلوم فيهم ، لأن دعوة المظلوم تشق عنان السماء ، ورب العزة وعد بنصرها ولو بعد حين.
أما انت يا حلب ، لك الله ولك دعوة الأهل والخلان والأصحاب بأن يفرج عنكم وان يكشف الله عنكم الغمة ، ويحفظكم البارئ ، من كل شر وسؤ ، وأن تنهضي من جراحاك اقوى .
وان يعود البهاء والجمال فيك أحلى .