حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24184

الارادة وعظماء التاريخ

الارادة وعظماء التاريخ

 الارادة وعظماء التاريخ

08-05-2016 04:31 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
استمرار تاريخ العظماء ناتج عن طاقة فكرية عظيمة كطاقة النجوم المستمدة من حرق ذاتها لتنير للإنسان ظلمات الكون ليهتدي بها وليتزين بزينتها الثمينة ليستمر تاريخ العظماء الذين ملكوا الإرادة على أنفسهم وملكوا إرادة التضحية كلانبياء والمرسلين والشهداء ومن اقتدى بإحسانهم للبشرية ، فهذا الكون مليء بطاقات أنوار هذه النجوم المخلدة رغم فنائها تكريما لها من خالق هذا الكون ، ليهتدي إليها الإنسان كلما ضل ويقتبس من نورها ليتمكن من تحرير إرادته من نفسه لينطلق بالكون ويتمتع بإعجازه وبسعادة تسبيح خالقه .......
أن كثير من الناس من توفرت لهم فرص العظمة والخلود في سماء علياء النجوم لكنهم فشلوا لأنهم رضخوا لمحاصرة أنفسهم لهم وبقوا في محيطها الضيق ، حتى غدوا ادني فقها من فقه بهائم الدنيا كونها تملك أنفسها من قبس الهدى الفطري هدى التوكل والقناعة وكونها ضحت بإرادتها واستسلمت لإرادة الخالق من اجل إسعاد وإطعام الإنسان ............
إن كل ما نلاحظه من تطور في الحياة المادية هو استمرار لطاقة فكرمن عقل بشري خلقه البريء عز وجل ووهب إرادته لمن شاء وفي الزمان المناسب لحاجة الإنسان في التطور(و الخيل و البغال و الحمير لتركبوها و زينة و يخلق ما لا تعلمون) فالتطور هو من أسس قيام الحضارة ، كما ان الحضارة التي تقوم على الأخلاق والقيم هي محفز للتطور ،لهذا فان عظماء التاريخ هم من تحلوا بزينة الخلق والقيم لاستمرارها ،واستمرارها بعلم الشكر الذي يحفظ نعم التطور المادي من محيط الأنفس الضيقة حتى تبقى هذه النعم لصالح البشرية ............
إن الإنسان يصنع تاريخه في حياته،وحظه من تاريخ البشرية بقدر عزم إرادته التي يمكن أن تتسع بقدر فهمه لحقيقة نظام وعظمة وفناء الكون ،حيث تتصل مع إرادة خالق هذا الكون الذي مكن سيد عظماء تاريخ البشرية قول (أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ) إن الشجعان يشعرون بقوة دفع القلوب لهم حتى يتجاوزوا الخوف من الفقر ومن الباطل، ليكونوا في صف المقدمة في تاريخ البشرية ،فالإرادة هي من آخر مراحل النمو عند الإنسان، كالشرنقة التي تحتضن الفراشة فإذا ما اكتمل نموها تمكنت من الإفلات والطيران،أما من بقوا متحوصلين بأنفسهم لغياب الإرادة والرغبة بها حتى ماتوا فذكراهم ليس أكثر من شهادة مزابل التاريخ لهم،ليتعظ بها شجعان الإرادة التي لا تكون إلا بالإيمان ومن الإيمان .......








طباعة
  • المشاهدات: 24184
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم