بقلم : هاشم الخالدي

قلت ان هذه القصة حدثت معي وساروي لكم تفاصيلها :

قبل فترة زارني في منزلي دولة رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ورئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي حيث اكدا لي ان منطقة الكوم جميلة جدا ، لكنهما وعلى مايبدو ابديا امتعاظا من عدم اضاءة مثلث الكوم المقابل لارجان مول وكأن حالهما يقول .. خساره ان منطقه جميله تنغصها هذه الظلمه التي تسببت بالكثير من حوادث الموت والاصابات لعدد كبير من اهالي المنطقه .

بادرت في اليوم التالي الى زيارة وزير الاشغال سامي هلسه الذي قام بالاتصال مع مسؤول كبير في امانة عمان ووعد الاخير بتركيب وحدات انارة على هذا المثلث الذي يخدم الاف السكان .. وبالفعل حضرت فرق الامانة في اليوم التالي فصدموا ان هذا المثلث الحيوي لا يوجد به اعمدة انارة فوعد المسؤول في امانة عمان بالكتابة الى مدير المدينة للكتابة الى شركة الكهرباء من اجل شراء هذه الاعمدة.


امضيت الشهر الاول وانا اتابع مع مسؤول كبير في شركة الكهرباء المعاملة ثم مضى الشهر الثاني وكل مرة يعدني هذا ويعدني ذاك مؤكدين ان الاسبوع القادم ستبدأ الورشة في المنطقه


مضى الشهر الثاني فاكتشفت ان المعاملة ليست موجودة
ثم ابلغني المدير في امانة عمان انهم قاموا بدفع ثمن الاعمدة لشركة الكهرباء ، وكل الامور تمام وهم ينتظرون ان يتسلموا هذه الاعمدة من شركة الكهرباء للبدء بالتركيب .


في الشهر الثالث دخلت المعاملة حيزا اخر اذ اصبحت عالكره التي يتلاعب بها اللاعبون .

كيف ؟؟؟
ساحدثكم

اتصلت من الامانة فأكد لي المسؤول هناك انهم قاموا بدفع مبلغ الاعمدة لشركة الكهرباء وانها - اي شركة الكهرباء-هي من تتسبب بتعطيل العمل في مشاريع العاصمة فيزداد غضبي على شركة الكهرباء.

في الاسبوع التالي قمت بالاتصال مع الامانة للمرة الالف وخمسمئة فأكد لي مسؤول الامانة ان المعاملة امامه وان الامانة قامت بدفع ثمن (21) عامود كهرباء من بينها اعمدة مثلث الكوم في شفا بدران وان كلام شركة الكهرباء كله كذب .

عدت للاتصال مع مسؤول شركة الكهرباء فاقسم لي ان الامانه لم تدفع ويتحدى الامانة ان تبرز مايثبت ذلك .

بالامس اتصلت مع مدير عام شركة الكهرباء مروان بشناق ووضعته بصورة المأساة التي ما زلت اعيشها فاندهش الرجل ووعد باتخاذ اجراء.

صباح اليوم اتصل بي مسؤول كبير في شركة الكهرباء واقسم لي ان الامانة لم تدفع فاتصلت بالمسؤول الكبير في الامانه فأقسم لي ان الامانة قامت بدفع ثمن الاعمدة وان تعطيل المعاملة ليس من الامانة .

بعد كل هذه الاشهر من المتابعه والضغط شعرت باستفزاز قل نظيره فبدأت اصرخ قائلا لاحدهما : الان عرفت كيف يتم تطفيش الاستثمار ... يعني اذا مستثمر اجا وفتح مصنع واحتاج لانارة خارجية واعمدة وما معه واسطة رح يضل يتابع بالمعاملة لاكثر من ثلاث سنين ... ولكوا خافوا الله بهالوطن وبسيدنا اللي بلف العالم مشان جلب الاستثمار .... ولكوا اذا معامله عاديه ومتدخل فيها اكثر من وزير ولمصلحه عامه قعدت اربع اشهر فما بالك بمعاملة مستثمر مسخم ما اله ظهر.


القصة هنا .. ليست قصته اعمدة ولا قصة انارة ... القصة هنا انني استطعت من خلال تجربة شخصية ان اضع يدي على مربط الفرس حول السبب الرئيس لتطفيش الاستثمار في وطني .

الحكاية للاسف حكاية مناكفة وجكر ومنافسة بين مؤسسات الدولة ... فبعض موظفي امانة عمان يكرهون حد الثمالة كبار موظفي شركة الكهرباء ويحاولون تعطيل اي معاملة تصلهم من هذه الشركة، وفي المقابل فان كبار الموظفين شركة الكهرباء يكرهون الى حد كبير موظفي امانة عمان وتستفزهم اي معاملة تأتيهم من الامانة .

ايضا .. ربما ان موظفي شركة المياه تستفزهم اي معاملة تأتيهم من الامانة او شركة الكهرباء ويحاولون تعطيلها من اجل فرد العضلات.

وما يحصل يا سيدي في الامانة والمياة والكهرباء من فرد العضلات يحصل ايضا بين موظفي ضريبة الدخل وموظفي المالية وموظفي الجمارك .


اذا ... مشكلتنا اننا نحتاج لعقد مؤتمر وطني للاصلاح بين موظفي الدولة كي لا تتعطل الاستثمارات او معاملات المواطنين ... والا كنا امام معضلة كبرى نعيشها هذه الايام اسمها العنطزة ... وللحديث بقية.

الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com