12-05-2016 04:06 PM
بقلم : لؤي الجرادات
تعلمنا في مناهجكم وعلى مقاعد مدارسكم أن الوطن الفضاء الأوسع الذي يضم داخله مواطنيه كافة باختلاف طوائفهم وأعراقهم وأصولهم ومنابتهم , و تعلمنا منكم أن للوطن قدسيّة خاصّة عند الواعين من الناس ، عند المخلصين في أعمالهم وأقوالهم, وأنّ مصلحة الوطن من مصلحة الناس فيه، وفهمنا منكم أن أيّ نوع من النزاعات والمشاكل مهما كانت بسيطة قد تؤثّر سلباً على الجميع.
وحفظنا عن ظهر قلب ان الوطن ليس من الأمور الهامشية في حياة الإنسان، بل هو أهمّ شيء عند أبنائه ، ويحب أن يكون الحفاظ عليه وسلامته ورقيه وتقدمة ورفعته أولى من أي شيء أخر لدي الجميع .
وعلمتمونا ان حاجات المواطنين الأساسية تُلبَّى من أوطانهم ..وكل شيء يعنيهم كان في هذا الوطن منذ اليوم الأولى من ولدنا حتى اليوم الأخير من حياتنا , و خدمة الوطن وحبه يجب أن يترجم عمليا, وحبك للوطن ييكون ضمن أولى أولويات القلوب النقية والنوايا الحسنة المروية بالعمل المنتج والفكر ألمثمر والمؤثر فمن يحب وطنه سيبذل الغالي والنفيس مقابل أن يراه عزيزاً، جميلاً، نظيفاً، متقدماً، وان هذه المزايا تحتاج إلى عمل شاق ودؤوب من أجل أن تتحقق، كما وتحتاج إلى تكاتف جميع أبناء الوطن كل في مجال اختصاصه، دون احتقار أي مواطن مهما كان, فحب الوطن لا يقترن ولا بأي حال من الأحوال مع سرقته ونهبه، كما أنّه لا يقترن مع خيانته وإلحاق الضرر به.
وأفهمتمونا أن من يكره وطنه ليس له مكان فيه، وسينبذ منه عاجلاً أم آجلاً، ومن لا يديم المودة والحبّ بين المواطنين لا مكان له فيه، ومن لا يحافظ على السلام ويديم الأمن على ثراه ليس له مكان فيه أيضا, وان الانتماء والولاء للوطن الحقيقي الطاهر البرىء يسمو بنفس ويحفّز المواطنين على الدفاع عن أوطانهم في حال تعرّض الوطن لأيّ اعتداء سواء كان داخليّاً أم خارجيّاً، وأفهمتمونا إنّ الاعتداءات الداخليّة قد تكون في غالب الأحيان أصعب واخطر لأنّها تأخذ الوطن إلى نفق مجهول المخرج، وتدخله في مستنقع من الحروب الأهليّة والصراعات التي لا طائل منها سوى إلحاق الدمار في البلاد والعباد ..كما حصل في سوريا والعراق وليبيا .
زرعتم في قلوبنا وعقولنا الكثير من المبادئ منها أطال الله في أعماركم ان دور الحكومة ان هو تحسين الأوضاع الاقتصادية في الدولة، من خلال إنشاء المشاريع التي تقلّل من المشاكل الاقتصادية التي يعاني الوطن منها، والتي تثقل كاهله بالديون هذا ما تعلمناه من الكثير من المسوؤلين, ولكن يصيبني الذهول والحيرة والدهشة واستفز جدا عندما اسمع من بعض من كانوا في المسؤولية وهم يصرخون في الولاء والانتماء وحب الوطن وفي حقيقة أمرهم لا يوفرون منبرا او مساحة إلا ويزرعون الفرقة والبغضاء بين المواطنين بالسر والعلن تلميحا او تصريحا فكيف يدعون أنكم مخلصون وهم في الحقيقة التي تعلموها علم اليقين لا ينظرون إلى الوطن سوى انه البقرة الحلوب عمليا يستفيدون منها ولا يفكروا حتى أن يطعموها , فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون . بعض الأفكار التي تعلمنا مبادئها على يديكم