15-05-2016 01:44 AM
سرايا - سرايا- أكد تقرير حقوقي أن عدد النازحين السوريين من بيوتهم تجاوز أكثر من "نصف الشعب"، مع وصوله العام الماضي إلى نحو 10.9 مليون نسمة.
وأضاف أن الوضع الإنساني في سورية "يزداد تدهورا نتيجة للتصعيد الحاد في الأعمال العدائية على الأرض بين النظام السوري والمجموعات المسلحة".
وبحسب التقرير الصادر عن المجلس النرويجي للاجئين في عمان، الذي تناول أحوال النازحين حول العالم للعام 2015، فإن "عدد النازحين ازداد بنسبة 18 % في سورية مقارنة مع العام 2014".
وبين التقرير الذي حصلت " على نسخة منه أن "أعمال العنف في سورية تسببت بنزوح نحو 10.9 مليون سوري من بيوتهم، أي ما يشكل أكثر من نصف الشعب السوري".
وأضاف: "في سورية اليوم تهجر 50 عائلة كل ساعة منذ العام 2011"، لافتا إلى أن "الاهتمام العالمي ينصب اليوم على الملايين الذين يخاطرون بحياتهم وسلامتهم وحياة أطفالهم في اللجوء إلى دول مجاورة أو أوروبا، وذلك مع تضاؤل الفرص في تحقيق الأمن".
غير أن التقرير لفت كذلك إلى أن "عددا كبيرا من الدول، بما فيها الدول المجاورة لسورية، فرضت مزيدا من القيود أمام دخول اللاجئين إليها، بل حتى إغلاق حدودها بشكل كامل".
وأضاف أنه "نتيجة لفرض القيود أمام اللاجئين، فإن مئات الآلاف عالقون اليوم داخل البلاد، أو متخلى عنهم في المخيمات، أو يقيمون داخل المجتمعات المضيفة بالقرب من الحدود، دون مخارج قانونية، وغالبا ما يعيشون في ظروف إنسانية صعبة".
وكشف عن أن "نحو 4.5 ملايين يعيشون داخل سورية في مناطق تعتبرها الأمم المتحدة صعبة أو يستحيل الدخول إليها، وهو ما يعد رقما مضاعفا للأعداد في العام 2014".
وبحسب التقرير، "ضم الشرق الأوسط خلال العام 2015 أكثر من 50 % من المجموع العالمي للسكان النازحين داخليا جراء النزاعات، حيث أجبر نحو 4.8 ملايين على الفرار من منازلهم خلال السنة المنصرمة".
وبلغ عدد النازحين بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية العام الماضي 8.6 ملايين، أكثر من نصفهم من سورية والعراق واليمن، كما شهدت المنطقة 2.2 مليون نازح جديد في اليمن عام 2015، فضلاً عن 1.3 مليون في سورية، و1.1 مليونا في العراق.
وفي هذا الصدد، قال المدير الإقليمي للمجلس في الشرق الأوسط كارستن هانسن: "فيما يركز العالم اهتمامه على تدفق اللاجئين خارج المنطقة، نزح الملايين داخليًا في الشرق الأوسط، وبنسبة أعلى من بقية مناطق العالم أجمع". وأضاف: "مع تخطيط البلدان الغنية والمستقرة لإبقاء طالبي اللجوء خارج حدودها وحرمانهم من الحماية، يبقى الملايين عالقين في بلادهم والموت ينتظرهم".
ووفقا لما نشره مركز رصد النزوح الداخلي التابع للمجلس في التقرير العالمي بشأن النزوح الداخلي للعام 2016، فإن "كلا من اليمن وسورية والعراق تتصدر قائمة حركات النزوح الجديدة جراء النزاعات وأعمال العنف حول العالم".
وشهدت اليمن خلال العام الماضي أسوأ عملية نزوح وأكبرها، حيث شكلت وحدها ربع النسبة العالمية للنزوح الناتج عن النزاعات (25 %)، أي 2.2 مليون شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم جراء الضربات الجوية، وهذا يشير إلى زيادة بنحو عشرين ضعفًا عن الأرقام المسجلة عام 2014، ومع ذلك ما زالت هذه الأزمة "منسية"، وفق التقرير.
وفي العراق، أدى تواجد "داعش" والجماعات المسلحة الأخرى إلى نزوح أكثر من 1.1 مليون شخص خلال العام الماضي، فيما تستضيف محافظات الأنبار وبغداد ودهوك نحو نصف عدد النازحين داخليًا، وكلما تدهور وضع الأزمة، ضاقت فرصة عودتهم.
ويغطي التقرير النزوح الداخلي الذي تسببت به النزاعات والكوارث المفاجئة، كما يستكشف النزوح خارج الضوء الذي تسلطه وسائل الإعلام، كالذي يسببه "العنف الإجرامي وعنف العصابات، والكوارث بطيئة الظهور، كالجفاف والمشاريع التنموية".
ويقدم قراءة واقعية، حيث تم تسجيل نحو 8.6 مليون حالة نزوح جديدة مصاحبة للنزاعات وأعمال العنف خلال العام 2015، وبلغ الرقم الإجمالي حتى نهاية العام 40.8 مليونا، بمن فيهم النازحون خلال الأعوام السابقة.
ومن بين الدول العشر التي تضم العدد الأكبر من النازحين جراء النزاع، بقيت خمس منها (كولومبيا والكونغو الديمقراطية والعراق وجنوب السودان والسودان) على هذه اللائحة سنويا منذ العام 2003.
ووفقا لمديرة مركز رصد النزوح أليكساندرا بيلاك فإن هذا يعد "دليلا إضافيا على أنه، وفي غياب المساعدات التي يحتاجها النازحون، يميل النزوح للاستمرار لأعوام وحتى لعقود، وأن المجبرين على الفرار من منازلهم يفقدون كل شيء، كما تخلف التجربة وراءها جروحا نفسية وجسدية عميقة".
ويوضح التقرير تحديات عدة تواجه التصدي لهذه الأزمة العالمية للنزوح الداخلي، كما يسلط الضوء على الانعدام التام للحلول السياسية اللازمة لمعالجة مشكلة النزوح، ويشكل دعوة مهمة لصحوة الحكومات الوطنية وصانعي السياسات العالمية على حد سواء.الغد