17-05-2016 01:40 PM
بقلم : المعتصم بالله الهامي
في يوم حار تصل فيه درجة الحرارة 40 مئوية، ترتدي ما تعتقد انه أجمل مالديك من ثياب وتضع قليلاً من مثبت الشعر على الواجهة الأمامية من شعرك و( ترش ) نفسك بقليل من محتوى زجاجة العطر( التركيب) وتبحث في كل الجيوب عن بقايا مبلغ يقلك الى المكتب الذي سيرسلك إلى جنة العمل بعد أن اكتويت بنار الجلوس.
تلملم نفسك وتستقل الباص العام الذي يوصلك إلى أقرب نقطه لمكان ألعمل، وتكمل ما تبقى من مسافة سيرا على الأقدام 'بضعة كيلو مترات' .
أثنلء المسير ستكتشف أن نوعية مزيل العرق ومثبت الشعر الذي قمت بأستعمالهما لا يصلحان لهكذا أجواء ...
تصل المكتب المعني... ياه...ياه ما أجمل البراد...
ممر لا تزيد مساحته عن 2x1 متر وضع فيه مقعدين امام مكتب من الزجاج وضعت لوحة على الباب ( H.R)...
تجلس على المقعد بصمت حاملا ما تيسر من أوراق ثبوتية...دقائق وتخرج عليك فتاه بعمر آخر أبنائك لا أتصور أن الابتسامة وجدت يوماً طريقاً إلى محياها.
تقذف بوجهك ورقة يطلق عليها ( طلب توظيف).
تبدأ بتعبئة النموذج ببطئ شديد بتحرير المعلومات المطلوبه ببطئ للستمتاع بهذه البرودة أكثر وقت ممكن قياسا بدرجة الحرارة في الخارج والتي تصل حد الشواء.
تنهي تعبئة الطلب وتطرق الباب على تلك الصبية بهدوء وتقدمه لها بكل خشوع...لتعيد وتقذف بوجهك ورقة اخرى تحمل الأوراق المطلوبة لاستكمال الطلب...
أوراق لا تطلب من مرشح وزير في أكثر حكومة شفافه...
تسأل عن طبيعة العمل لتجد أنها عودة إلى زمن العبودية مقابل مبلغ لا يكفي للتنقل من المنزل إلى مركز العمل حتى بالمواصلات العامه.