حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8340

جريمة شرف تودي بحياة فتاة بريئة

جريمة شرف تودي بحياة فتاة بريئة

جريمة شرف تودي بحياة فتاة بريئة

22-09-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

سرايا – وكالات - لايكاد يمرّ يومٌ إلا وتتناهى أخبار جرائم الشرف إلى أسماع الناس. وفي كل مرة يكون للجريمة أثرٌ بالغ في النفوس، على الرغم من أن هذا الأثر لن يؤثر على نفسية المرتكب الذي سفح دماء فتاة، ضحية نوعية ما من الأفكار تحصر الحياة والقيم في زاوية ضيقة للغاية. هذا إذا أضفنا التحري المعلوماتي للواقعة، هذه أو تلك، حيث تزداد نسبة الظلامة في بعض الجرائم الى درجة مأسوية للغاية، عندما تكون الجريمة بسبب استنتاج خاطئ أو معلومة محرّفة، هنا تزداد الجريمة جريمةً والمأساة تتضاعف.

 

ففي أحد أحياء مدينة حلب، شمال سورية، الشهر الماضي، ذهبت طالبة مدرسة في المرحلة الثانوية، لحضور حفل يوم ميلاد صديقتها التي تتشارك معها الغرفة الدراسية وحيث تنتميان الى الجيل نفسه، وقد عاشتا جل عمريهما معاً سواء في الدراسة أو الحياة المشتركة. ذهبت الطالبة الى حفل ميلاد صديقتها بعدما استحصلت على موافقة الأهل المتعودين على تلك العلاقة بين الفتاتين. وقد قامت سيارة أجرة (تكسي) يعرفها الأهل بتوصيل الطالبة الى بيت زميلتها وانتظرها السائق أسفل البيت كما طلب الأهل منه. الحفلة تبدأ في الساعة العاشرة ليلاً، ذلك أن أهل الفتاة صاحبة المناسبة يضطرون للتأخير في موعد حفل الميلاد لأن والد الأسرة ينتهي من عمله في الساعة التاسعة مساء. في هذه الأثناء يقوم سائق التاكسي بالاتصال بالأهل لإخبارهم أن الأفضل أن يذهب ليغير زيت المحرك بينما الفتاة في الحفلة، ويوافق الأهل شريطة أن يعود بأسرع وقت كي لاتكون الفتاة وحدها بدون من ينتبه إليها، وكي لايضطر أهل الفتاة من توصيلها عوضا من أهلها. وفعل السائق وذهب الى أقرب مكان لصيانة السيارات.

 

يقول السائق إنه بعدما ركن سيارته في محل الصيانة لتغيير زيت المحرك توقفت سيارته بالكامل عن التشغيل وصارت تحتاج الى تصليح جذري سيأخذ وقتاً طويلاً. وبعد أن أخبر أهل الفتاة بذلك أخبروه أن يذهب الى بيته وإنهم سيرسلون أخاها الكبير كي يصطحبها من مكان الاحتفال. وهكذا فعل. الفتاة في الاحتفال لم تكن على علم بما جرى، فبسبب الضجة التي في المكان بسبب الموسيقى الصاخبة لم يكن أحد ليرد على هاتف البيت. وعندما حانت اللحظة التي ستنزل بها الفتاة الى أسفل البيت لركوب السيارة التي كان يفترض أن تقلها الى البيت، قام أخ الفتاة صاحبة الحفل بالطلب اليها انه سينزلها الى الشارع كي لاتبدو فتاة وحيدة في هذا الوقت من الليل (الساعة الحادية عشرة والنصف). يقول أخ الفتاة إن زميلة أخته عندما نزلت معه في المصعد أحسّت بدوخة بسيطة ودوران في رأسها بسبب حركات الرقص التي قام بها المدعوون ومنها الفتاة نفسها، ويقول إنها بعدما وضعت يدها على رأسها طالبة منه أن يأخذ بيدها لتستعيد توازنها، قام هو بوضع ذراعه وراء كتفيها ومسك يدها الأخرى بيده بينما هما يهمّان في الخروج الى الشارع. في هذه اللحظة كان أخ الفتاة قد وصل بسيارة أجرة خاصة ورأى مرأى العين أخته مع (شاب غريب) تسند ظهرها الى عمود الكهرباء بينما هذا الرجل يلف ساعده حول كتفها ويمسك يدها الأخرى بينما يحدثها بكلمات لتتحسن حالتها. هنا ظن الأخ أن أخته مع حبيب لها في الشارع فنزل على الفور من سيارة الأجرة التي كان قد اصطحبها معه وبدأ بالسباب والشتائم راكضا اليهما. وبينما رفعت الفتاة رأسها رأت أخاها يضرب الشاب الذي معها مما دفع بالشاب أن يقفل هاربا الى بيته خائفا مستغربا ولم يتمكن من أن يقول أي كلمة، في هذا اللحظة هجم الأخ على أخته وضربها وبدأ بلكمها ثم دفعها الى الحلف ضاربا رأسها بعمود الكهرباء فسقطت مغشية عليها على الفور. حتى أن الأخ تابع لكماته على وجه الفتاة كما قال السائق الذي نزل من السيارة بعدما نزلت الفتاة صاحبة الدعوة وأهلها الى الشارع ليمنعوا الأخ من متابعة ضرب أخته وشرح الموقف. ولأن الفتاة كان أغمي عليها فقد هرع الجميع لنقلها الى المستشفى رغما عن أخيها الذي حاول منعهم من ذلك بحجة أن أخته "ماكرة وتحتال عليه ليتوقف عن ضربها". وماإن وصلت الفتاة الى المستشفى وانتهى الفحص السريع عليها حتى تبين أنها ماتت في ساعتها بعد ارتجاج حاد في الدماغ أدى الى توقف عضلة القلب التي عجز الأطباء عن إعادة الحياة اليها!

 

جريمة شرف أم جريمة غباء أم جريمة تعصّب أم جريمة الجنون؟ أي اسم من هذه الأسماء لن ينطبق على الأخ الأعمى الذي أفقد أخته حياتها لمجرد أنه تداخلت عنده الصور والتبست. جريمة جاهل تودي بحياة ربيع كامل.

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 8340
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-09-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم