بقلم : ديما الرجبي
ما زال الوطن قابضاً على أمنه وأمانهِ وما زال المواطن يتجرع الأزمات الإقتصادية والبطالة والتزاحم البشري من كأسهِ الذي إن فرغَ يمضي مهرولاً إلى بئر الصبر لتعبئته من جديد ...
على ما يبدو أننا أصبحنا نعالج الألم بنكرانه وعندما نقرر أن نواجهه نؤثم ونولي الأدبار من مواجهة المصاب ونستعين بميثاق حب الوطن فما دام بخير سنبقى بخير ...
كنت وما زلت ضد الفكر الذي يقود إلى " الإنتحار" وما زلت ألوم على تفكيرهم لأنني أؤمن بأن شبابنا قادرون على بناء حضارات ولو لم يمنحوا من الدعم ما يكفي ليخطوا عتبةً واحدة فالرجال سواعد والسواعد تحرث وتغرس وتبني وتشق الحياة بعزم لا بيأس ...
ولكن الوطن إن ضاق على عزيمتهم هزمها وزعزع ثقتها ونحن مبتلون بوظائفٍ يمنحونها لأبناء الوزارة والسعادة والعطوفة ويستبعدون أبناء الوطن والعلم والقدرات والإبداع والكفاءة وربما الجنسية الواحدة ؟!
فلا ندري أنجلد الذات أم نصمت ؟!!
هل أصبحت نساؤنا بغير مأمنٍ في أوطانهم ؟!!
منذ متى تتجرأ "القوانين" على أمان " إمرأة " وتجعلها تطلب اللجوء ؟!
هل أصبحت فاتورة الفساد تسدد على حساب ثقتنا وأمننا في وطننا؟!
لماذا تغرموننا حبنا لهذا الوطن ؟ ولماذا تقلبون ذواتنا على ايماننا بغدٍ أفضل ؟
من الفقر إلى الغلاء إلى البطالة إلى الصفيح الملتهب إلى التجاوزات إلى التهاون ... إلى أين تقودون هذا الشعب ؟!
هل من الحكمة المراهنة على جسدٍ أعياه حب الوطن ؟
في كل مرةٍ تختبرون ايماننا فيها نقابلكم بالصبر .. هل فكرتم إذا ما اختبركم الوطن بماذا ستقابلوه ؟!
لا أملك أن أقول سوى إدارة الأزمات أصبحت ضرورة مُلحةَ والتروي نجاة والاستخفاف بوجع المواطن واحتياجاته عواقبه وخيمة والمنابر خُلقت للحوار وليس للخطابات السياسية فقط وتمرير الذي ترغبون به .. بأضعف الإيمان أنصتوا لهم ولو كذباً دعوهم يتحدثون ... ولا تكمموا وتقيدوا وتهددوا الآمنين في البلاد الصامتون عن ما تفعلون .

والله المستعان