حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 33502

الوطن هو الانسان

الوطن هو الانسان

 الوطن هو الانسان

25-05-2016 10:07 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
خُلق الإنسان من تراب الأرض ومنح الحياة من روح الله تعالى ،وجعل من الإنسان أمم وكل امة تميزت عن الأخرى بهوية صبغة وطنها التي خلقت منه واستوطنته ،لتصبح علاقة الجسد وتراب الوطن علاقة واحدة يشترك كلاهما بروح واحده تحيي مشاعر الحب والحنين والغيرة والتضحية ،مشاعر الحب والحنين يشعر بها الإنسان لدرجة المرض عند غربته عن وطنه ،مشاعر الغيرة والتضحية عندما يعتدى على ذرات الوطن من جسم غريب لا يحمل صبغة هويته ،فالوطن لا يقدس ولا يشعر به ويمنحه الحياة إلا مواطنيه ...............
علاقة الإنسان بوطنه علاقة الإنسان برحم وحضن الأم ،رحما احتضن ورعى نطفة الطين ومنحها الحياة ،حتى إذا ما اكتمل أصبح له حضنا ومهدا يمنحا الحب والحنان ،ووطنا يمنح نطفته هوية الانتماء والانتساب إليه، مثل الأم في حفظ رحمها لحسب الأنساب والتربي عليها .........
علاقة الإنسان مع وطنه علاقة نطفة الطين مع مصدرها لهذا فان عقوق الوطن وعقوق الوالدين مصدر النطفة هو عقوق للاحسان والحب والرحمة والحنان ،فلا يعاقق إحسان ورحمة ومودة الأم والوطن إلا اللئيم ،الذي يعيش حياته بنقائض الإحسان والرحمة والمودة لهذا فان الجزاء على عقوقهما يظهر سريعا على اللئام قصيري النظر في مفهوم الاوطان .......

في كل عام تحتفل كل امة بيوم وطنها تحت مسمى يوم الاستقلال، استقلال الوطن لمواطنيه المخلصين له قي العطاء والتضحية والحب وغيرة الانتماء إليه لإبقاء الوطن حيا ، ليكرم الوطن مواطنيه المخلصين بلمهم وجمعهم في ظل رايته المرفوعة ليشعر الجميع بروح الوطن في داخل أعماقهم وهو يخاطب مشاعر الحب والحنان والغيرة لكل منهم حيث يتجانس أبنائه في وحدة الشعور بالمودة والرحمة كما تجانسوا في وحدة الأجساد من تراب الوطن الواحد......
يوم الاستقلال هو رمزا للمواطنة الصادقة والمخلصة مع الوطن التي تحافظ على استقلاله من كل النواحي، استقلال الإرادة في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،التي تتحقق بوعي أبنائه لمقدرات وطنهم الاقتصادية والمحافظة عليها وعلى خصوصية كل منها ،وجهد أبنائه ليمنحوا الحياة لهذه المقدرات ليأكلوا من زرعه ويلبسوا ويتداووا بما يصنعون من زرعه ، ليحفظوا هوية الوطن الذي يمنح القوة لأبنائه في وحدتهم وانتمائهم إليه والتضحية من اجله والمحافظة على استقلاله .............
الحديث عن الاستقلال يثير شجون الأحزان والأسف على الوطن الأم (الوطن العربي)الذي استقالت عنه جميع أقطاره ، وذلك بعدما تشربت قلوب أبنائه مؤامرة التقسيم ،فالأوطان تغزى وتستعمر على مدى تاريخها ولكنها تتحرر بصلة أرحامها لها ، وبعلاقة الروح المشتركة بين الوطن والنطفة ، لهذا فان شهيد الوطن لا يموت كونه يمنح الحياة للوطن مصدر الإنسان ولهذا فان الوطن يموت عندما تموت الرحمة ويموت الإحسان والمودة بين النطف حيث تموت الغيرة والتضحية من اجل الأوطان ...........

الحديث عن الاستقلال،بمناسبة استقلال قطرنا الأردن العزيز الغالي كما هي باقي الأقطار،هو الحديث عن استقلال وطنا العربي الذي يبدءا باستقلال الإنسان العربي من التعصب للفكر الضيق للقطرية ،فالأردن الغالي ومنذ نشأته تبني الفكر الوحدوي الحقيقي البعيد عن الشعارات،حيث أصبح يمثل الوطن الكبير للإنسان العربي فهو نواة تجمع وقبلة فكر وحدوي عقدي للإنسان العربي، تأهله في تحقيق نبوءة المصطفى عليه الصلاة والسلام التي أصبحت مظاهرها واضحة للعيان (انتم شرقي النهر وهم أي اليهود غربي النهر آو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ) تجمع في الشرق قهري يقابله تجمع في الغرب مبني على نبوة الهيكل المزعوم ، وكلاهما لتحقيق إرادة الله ،فحقا على الإنسان العربي أن يتبنى النبوءة في فكره ،وأن يكرم هذا البلد ويجله الذي كرم بنبوءة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، بتحرير نفسه من كل الأفكار الضيقة والمعتقدات الخاطئة ليحرر الوطن الكبير ..........








طباعة
  • المشاهدات: 33502
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم