07-06-2016 10:04 PM
بقلم : اشرف النوايسة
لم يكن الأول من رمضان يوما عاديا لدى الأردنيين ، بل كان يوم عزٍ و فخر و بطولة يضاف إلى تاريخه الزاخر بالرفعة و التضحيات الجسام ، فقد زَفَّ نُخبة من فرسان الحق إلى جوار ربهم ، و الذين قضوا في سبيل رفع راية الحق دفاعا عن وطنهم و أمتهم و ثرى الاردن الطاهر .
لقد استيقظ الأردنيون بالأمس على أزيز رصاص متطرف مجرم ، ليُـزهق أرواح خمسةٍ من جنودنا البواسل ، الذين عاهدوا لله و الوطن بالذود عن حماه بالغالي و النفيس ، ظانا أنه قادر على زعزعة أمن الأردن و الأردنيين ، فما كان من فعلته الشائنة إلّا أن زادت من عزيمتهم و تعاضدِهم و تلاحمِهم ، و لتزيد أيضا من ثقتهم بأجهزتهم الأمنية التي أثبتت كفاءةَ مُنتسبيها و إمكاناتها المتطورة ، ليؤكدوا أن جنود أبي الحسين لا ينامون على ظيم .
إن هذه الجريمة النكراء التي أودت بحياة أبٍ لطفلٍ لم يتجاوز بضعة أعوام ، وآخر كان ينوي الزواج بُعيد عيد الفطر ، ورفيقٍ لهم سردت أمه بحرقة وداعها لابنها ذلك الصباح ، لتنتهي بدموع والدٍ مكلومٍ على فراق ابنه ، ما هي إلا تجسيد للإجرام بأبشع صوره ، وترجمة لأخسِّ و أنجس نوايا الأنفس الإرهابية المريضة الضالة ، التي لا تعرف الإنسانية و لا تمُت لديننا الحنيف بأي صلة .
أما أهالي شهداء الواجب الرجال الرجال ، و إخوتهم من الأسرة الأردنية الواحدة الذي آمنوا بقضاء الله و قدره ، فقد سطروا دروسا في الوطنية و الانتماء و الوحدة ، حيث وقفوا يداً واحدة مع الأجهزة الأمنية في سبيل كشف الجاني و إلقاء القبض عليه ، ليبقى الأردن واحة أمنٍ و استقرارٍ و عزة ، وليبقى أردنُ أرضَ العزم .
أشرف النوايسة