08-06-2016 09:39 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
العرب الأمريكيون هم العرب المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنهم 80% حاصلين على الجنسية الأمريكية , وينحدر العرب الأمريكيون غالبًا من البلاد العربية جميعها بدءا من عُمان في أقصى الشرق الجنوبي للعالم العربي حتى موريتانيا في أقصى غرب أفريقيا.
%62 من العرب الأمريكيون من بلاد الشام (سوريا، لبنان، فلسطين، والأردن)، والذين من أصل مصري يكونون 11 % من العرب الأمريكيون , والعرب من العراق، اليمن، دول المغرب العربي والدول العربية الأخرى يكونون النسبة الباقية من العرب الأمريكيون وهي 27%. أكبر التجمعات العربية في أمريكا موجودة في ولايات كاليفورنيا، ميتشيغان، ونيويورك , ويكوِّن العرب المسيحيين ما نسبته 77% بينما يكون المسلمون 23% من العرب الأمريكان , ويصنف العرب الأمريكيون على انهم عرق أبيض وذلك من الحكومة ودائرة الإحصاء الأمريكية , وتعتبر الجالية العربية في الولايات المتحدة جالية ناجحة، فحوالي 61% منهم حملة شهادات علمية عليا، ولديهم نسب عالية في المهن الحرة والطبية والهندسة، كما ان متوسط دخل الأُسر الأميركية من أصل عربي في عموم الولايات المتحدة يتجاوز 54 ألف دولار سنوياً، متفوقاً بذلك على مستوى دخل الأسر الأميركية الأخرى والبالغ 43.6 ألف دولار سنوياً.
وتعيش امريكا في عقول العرب في عالمنا العربي ممثِّلة لروح الشيطان ومخططاته بينما تعيش في بعض العقول العربيّة لأولئك الحالمون بالهجرة او لمن منّ الله عليهم بالإقامة الدائمة او الجنسيّة الأمريكية ممثلّة لروح ليلة القدر وقبر الفقر ومآسيه وكلا الفريقين عربا ولكن المصلحة تختلف والروح المتمثّلة لهم تختلف بإختلاف القصد والمقصد .
وقد لا يعرف الكثيرون أن هناك عدداً كبيراً من الأمريكيين العرب الذين حققوا نجاحاً كبيراً في الولايات المتحدة غير أنهم يميلون لعدم إبراز أصولهم القومية في الحياة العامة.
معظم الناس يعرفون أن الجنرال جون أبي زيد المولود لأب لبناني كان رئيس القيادة الوسطى في القوات المسلحة الأمريكية، لكن كم منا يعلم أن جورج جولوان القائد الأعلى السابق لقوات الناتو في أوروبا أو الجنرال فريد سافاي أحد أبطال الحرب العالمية الثانية يتحدران من مهاجرين لبنانيين, كما ان الأمريكيون العرب حققوا نجاحاً كبيراً على كل الأصعدة، بما في ذلك ميادين السياسة والترفيه والعلوم والرياضة.
وحسب المعهد الأمريكي العربي فإن هناك اكثر من 3.5 مليون أمريكي عربي في الولايات المتحدة عام 2009 مع أن معظمهم يستقرون في خمس ولايات فقط هي نيويورك وكاليفورنيا وفلوريدا ونيوجيرسي وميتشيغان.
أما أكبر الجاليات الأمريكية العربية فتوجد في ديربورن، إحدى ضواحي مدينة ديترويت, وفيما يتحدر ما يزيد عن 60 في المئة من الأمريكيين العرب من لبنان وسوريا وفلسطين والأردن، هناك أيضاً أعداد مهمة تعود أصولها إلى مصر والعراق واليمن.
الجالية الأمريكية العربية هي مجموعة عرقية وثقافية ناجحة جداً حيث يحمل أكثر من ثلث أبنائها درجات تعليمية عالية ويعمل 65 في المئة منهم في أعمال وظيفية دائمة، و73% من هؤلاء يعملون في وظائف إدارية أو تقنية أو في المبيعات ويحصلون على دخول تزيد بنسبة 22 في المئة عن معدل الدخل على المستوى الوطني.
وامريكا هي الولايات المتّحدة الأمريكيّة وهي جمهورية دستورية فيدرالية تضم خمسين ولاية ومنطقة العاصمة الإتحادية, تقع معظم البلاد في وسط أمريكا الشمالية، حيث تقع 48 ولاية وواشنطن العاصمة بين المحيط الهادي والمحيط الأطلسي وتحدها كندا شمالا والمكسيك جنوبا, وتقع ولاية ألاسكا في الشمال الغربي من القارة، وتحدها كندا شرقا وروسيا غربا عبر مضيق بيرينج,أما ولاية هاواي، وهي عبارة عن مجموعة جزر فتقع في منتصف المحيط الهادئ , كما تضم الدولة العديد من الأراضي، أو الجزر في الكاريبي والمحيط الهادئ , وتأتى الولايات المتحدة في المركز الثالث أو الرابع من حيث المساحة (3.79 مليون ميل مربع أو 9.83 مليون كم2، وتحتل المرتبة الثالثة من حيث الكثافة السكانية320.206 مليون نسمة عام 2015). وتتميز الولايات المتحدة بأنها واحدة من أكثر دول العالم تنوعا من حيث العرق والثقافة، وجاء ذلك نتيجة الهجرة الكبيرة إليها من بلدان مختلفة , ففي القرن التاسع عشر، حصلت الولايات المتحدة على أراض من فرنسا، وأسبانيا، والمملكة المتحدة، والمكسيك، وروسيا، كما ضمت إليها جمهورية تكساس وهاواي. أدت النزاعات بين منطقة الجنوب الزراعية ومنطقة الشمال الصناعية حول حقوق الولايات والتوسع في تجارة الرقيق إلى نشوب الحرب الأهلية الأمريكية في ستينات القرن التاسع عشر. منع انتصار المنطقة الشمالية حدوث انقسام في البلاد، مما أدى إلى نهاية العبودية القانونية في الولايات المتحدة. أصبح الاقتصاد الوطني أضخم اقتصاد في العالم بحلول عام 1870. وأكدت الحرب الأمريكية الإسبانية والحرب العالمية الأولى على القوة العسكرية للبلاد. وفي عام 1945، خرجت الولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية لتكون أول دولة تمتلك أسلحة نووية، وعضوا دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وعضواً مؤسساً في منظمة حلف شمال الأطلسي , كما أصبحت الولايات المتحدة القوى العظمى الوحيدة في العالم بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي , يبلغ مقدار ما تنفقه الولايات المتحدة على القوات الأمريكية حوالي 50 في المائة من الإنفاق العسكري العالمي، كما تعد قوة اقتصادية وسياسية وثقافية عالمية.
ويعتبر الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد وطني في العالم، حيث يقدر إجمالي الناتج المحلى لعام 2014 بنحو 17،348،075 تريليون دولار أمريكي اي اكثر من %22 من المجموع العالمي، استنادا إلى إجمالي الناتج المحلي الاسمي و 21 ٪ تقريبا من حيث القوة الشرائية.
ومن نماذج عرب أمريكا البارزين في المشهد السياسي الأمريكي كثيرين (وهم تقريبا منقسمين بالتساوي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي)، وعلى الرغم من أن المرء ربما لا يدرك الأصول العربية للمتميِّزين العرب مباشرة من أسمائهم, فالسفيرة سلوى "لاكي" شوكر روزفلت، التي عملت كبيرة موظفي المراسم في البيت الأبيض خلال رئاسة رونالد ريغان مثال على ذلك , كما أن دونا شلالة، وزيرة الصحة في حكومة الرئيس بيل كلينتون، أو جون سنونو، كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس بوش الأب، هما من أصل فلسطيني ولبناني.
كما استوزر الرئيس جورج بوش الابن اثنين من الأمريكيين العرب في حكومته الأولى وهما ميتشيل "ميتش" دانييلز جونيور، وهي مديرة مكتب الإدارة والموازنة وسبينسر أبراهام وزير الطاقة.
كما أنّ عضو مجلس الشيوخ جورج ميتشيل، الزعيم السابق للغالبية في مجلس الشيوخ الأمريكي وأحد عرّابي اتفاق السلام في إيرلندا وقام بجولات مكوكية في الشرق الأوسط ممثِّلا لأوباما، ولد لأم لبنانية.
وحتى يوليو 2008 كان هناك ما يصل إلى أربعين مرشحاً سياسياً من الأمريكيين العرب وبينهم داريل عيسى وفريال مصري وسام واكيم ووفاء أبو راشد وسليم نجيم وطومي حزوري وراشدة طالب وفنسنت شاهين وجين عبد الله وسام رسول وسورا فرج وكل هؤلاء يحملون أسماء عربية بيّنة.
ولن تكون أي قائمة بالساسة الأمريكيين العرب مكتملة دون ذكر رالف نادر (ترشح لرئاسة الولايات المتحدة 4 مرات، بأعوام 1996 و2000 كمرشح لحزب الخضر، وعامي 2004 و2008 كمرشح مستقل )، والذي ولد لمهاجرين لبنانيين، أو جيمس زغبي، المستشار السياسي ومؤسس المعهد الأمريكي العربي.
كما يتذكر الأمريكيين العرب العاملين في الإعلام الأمريكي اسم المراسلة المخضرمة في البيت الأبيض هيلين توماس ,حيث نشأت هيلين لدى أبويها اللبنانيين في ديترويت وسافرت في أرجاء العالم مرارا منذ 1960 بصحبة الرؤساء فورد وكارتر وريغان وكلينتون وبوش الأب والابن.
واختارتها موسوعة المناخ العالمية عام 1976 لتكون "إحدى أكثر 25 امرأة ذات نفوذ في أمريكا".
ونال أمريكيّان عربيان هما أنطوني شديد من صحيفة واشنطن بوست ومايكل صلاح من صحيفة توليدو بليد جائزة بوليتزر الشهيرة.
وإذا ما كانت هيلين هي سيدة الصحافة فإن لوسيل "لوسي" سلحبي هي نظيرتها في الإعلام المرئي حيث كانت أول امرأة في الولايات المتحدة تترأس شبكة تلفزيونية عندما اصبحت رئيسة مجلس إدارة شركة فوكس التلفزيونية.
كما ان اسم أوكتافيا نصر، كبيرة المحررين ومذيعة الربط في تلفزيون سي إن إن كان مألوفا لكثيرين في الشرق الأوسط والخليج , وأوكتافيا هي خريجة الجامعة الأمريكية في بيروت ونالت جائزة التميز الإعلامي من غرفة التجارة اللبنانية الأمريكية لعام 2006.
أما أشهر اسم في عالم الإذاعة في الولايات المتحدة بما لا شك فيه فهو كمال أمين "كيسي" قاسم، وهو لبناني درزي أسس عام 1970 مؤسسة العشرة الأمريكيين الكبار كما قدم منذ ذلك الوقت برنامج أربعون كيسي الكبار وبرنامج عد كيسي التنازلي.
وكذلك بول أنكا الذي ولد لأبوين من موارنة لبنان، هو أحد أقدم الأسماء في صناعة الموسيقى الأمريكية , وقد ولد بول في كندا لكنه حصل لاحقاً على الجنسية الأمريكية بعد أغانيه الشهيرة ومنها "ضعي رأسك على كتفي".
كما أن مغني الروك فرانك زابا يؤكد بشدة أنه أمريكي عربي لأن والده كان يونانياً من أصل عربي .
ويعتقد أن المغنية والمحكِّمة في مسابقة محبوبة أمريكا باولا عبدول أمريكية عربية بالنظر إلى اسمها والحقيقة هي أنها ابنة يهودي من سوريا, أما شاكيرا فهي أشهر مغنية بوب كولومبية على الإطلاق وقد اعتادت على تضمين أغانيها ورقصاتها عناصر موسيقية تقليدية عربية.
وقد حقق أنطوني مرقص "طوني" شلهوب، لبناني الأصل، النجومية بعد أن قدم شخصية "مونك" المحقق المهووس وشارك في أفلام كبيرة مثل "الحصار" من بطولة دينزل واشنطن وبروس ويليس.
ومايكل نوري هو ممثل آخر ولد لأب لبناني والذي عرفه الجمهور في فيلم "فلاشدانس" والمسلسل التلفزيوني "يوميات رجل عصابات"وغيره.
وفاز موراي أبراهام ابن فريد أبراهام، وهو أشوري مسيحي يعمل ميكانيكي سيارات، جائزة أوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "أماديوس".
وتضم قائمة النجوم من الأمريكيين العرب أيضاً الممثلات كاثي نجمي التي لعبت دور راهبة في فيلم "سيستر آكت" وآمي يزبك ("الأجنحة") وسلمى حايك ("ديسبيرادو") والفائزة بجائزة إيمي مارلو توماس ("تلك الفتاة") ابنة الممثل والكوميديان داني توماس.
ولعل أشهر منتجين سينمائيين من الأمريكيين العرب هما ماريو قصار الذي ولد في بيروت ومصطفى العقاد الذي ولد في مدينة حلب السورية.
ومخترع قمع الآيس كريم هو إرنست حموي المولود في سوريا والذي عرض اختراعه هذا لأول مرة في معرض العالم في سانت لويس عام 1904, وكثيرين غيره من رجال الأعمال الأمريكيين العرب وعلى رأس هؤلاء نجيب حلبي الرئيس التنفيذي لشركة بان أمريكان للطيران وهو من مواليد سوريا وهو والد الملكة نور.
وتضم قائمة كبار رجال الأعمال أيضاً كلاً من جاك ناصر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة فورد والذي يلقب "جاك الموس" لخبرته الفائقة في تقليص النفقات , وسمير جبارة رئيس مجلس إدارة شركة غوديير , وجون ماك (جون مخول) رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمورغان ستانلي , ويوسف نصر، لبناني المولد، الرئيس التنفيذي لبنك hsbcأمريكا , ووليام حنا، الرئيس المؤسس لبنك سيدارس , وجورج شاهين مؤسس أندرسن الاستشارية , ومحمد أبو غزالة، الرئيس التنفيذي لشركة فريش ديلمونتي , وروجر فرح، رئيس بولو رالف لورين , وكذلك فايز ساروفيم، ملياردير تكساس مصري المولد والذي يدير وقف متحف هيوستن للفنون الجميلة.
ويعتبر فاروق الباز مصري المولد واحداً من أكثر العلماء شهرة و كان له دور أساسي في رحلات أبولو للفضاء, وهو حاصل على جائزة الريادة من مؤسسة الفكر العربي وجائزة ميدالية نيفادا من معهد بحوث الصحراء.
كما أن اثنين من الحاصلين على جائزة نوبل في الكيمياء هما الأمريكيان العربيان الدكتور إلياس كوري والدكتور أحمد زويل.
والدكتور الراحل مايكل ديبغي، مخترع مضخة القلب هو ابن مهاجرين لبنانيين هما شاكر وراهجة دبغي.
كما أطلق اسم عالم الجيولوجيا جورج دوماني الذي أثبت نظرية الانجراف القاري على قمة جبلية في القارة القطبية الجنوبية, وكان دوماني يطمح لأن يصبح رائد فضاء غير أن حلمه لم يتحقق لأنه في ذلك الوقت كان ما يزال يحمل الجنسية اللبنانية , ومع ذلك حينما عرضت إنجازاته في المتحف الوطني الأمريكي العربي في ديربورن قال: "إن من بين أهم الإنجازات التي حققتها خلال حياتي هو الشرف العظيم بأن أجعل الناس الذين أنا منهم يكرمونني."
ويسافر العربي الى امريكا بعد الحصول على تأشيرة دخول من السفارة الأمريكية , وهناك انواع مختلفة ومتنوعة للتأشيرات حسب الهدف من الزيارة , الغالبية من الناس تذهب للسياحة او لزيارة احد الاقارب او الاصدقاء, في هذه الحالة التأشيرة السياحية هي اللازمة وتتم عادة من خلال تعبئة نموذج معين في السفارة, ومن ثم تحديد موعد للمقابلة والحصول على الموافقة, و اذا كان لدى مقدم الطلب عقار معين فهذا يساعد, حيث تثبت لهم ان لديه القدرة على الانفاق على نفسه اثناء اقامته , وهناك انواع اخرى من التأشيرات كتأشيرة العمل او تأشيرة الدراسة او الهجرة, كل تأشيرة من تلك لها اسم معين , مثلا التأشيرة السياحية B-2 والتأشيرة الدبلوماسية A وهناك رسوم معينة تدفع في السفارة مقابل طلب التأشيرة .
ولعل الإدارات الأمريكيّة المتعاقبة ومنذ منتصف القرن الماضي وهي تزرع الحقد في نفوس العرب تجاهها نتيجة مواقفها المنحازة بالكامل لإسرائيل ضد العرب وتكرار استخدامها لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمنع الأمم المتحدة من اتخاذ قرارات دولية ضد اسرائيل بعد قيامها بأعمال ارهابية ضد العرب والفلسطينيّين من حروب واعتداءات واغتيالات واقتلاع الأشجار وبناء الجدار العنصري والإستيلاء على الأراضي وهدم المنازل وحرق الأطفال والإعتداء على المقدسات والمصلِّين وحجز اموال الضرائب بناء المستوطنات والتوسُّع بها وغير ذلك من اعمال ارهابيّة إضافة لضخ المليارات من اموال الشعب الأمريكي لإسرائيل وتسليحها بأحدث الأسلحة الفتّاكة واسلحة الدمار الشامل .
وإدّعى المفاوض السابق والخبير بالشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر ان امريكا ليست وحدها السبب الرئيس لتوتر الشرق الأوسط بل يتعين على العرب أنفسهم أن يعترفوا بتحمل جزء من ذلك وسوريا ومصر أبرز مثالين , ولكنها مع ذلك أيضا مازالت جزءا مهمّا من ذلك , وزعم بان الكثير من المتشددين الإسلاميين يكرهون الأمريكان لأنهم لا يحبون القيم الغربية، وآخرون تربوا على نظرية المؤامرة الأمريكية في كل مكان كلما تعلق الأمر باستقلالية العرب وفخرهم وكرامتهم , ولكن ملايين العرب والمسلمين لا يحبون أمريكا ليس بسبب ما هي عليه ولكن بسبب أفعالها , وسياساتها , وبسبب أن تلك السياسات لن تتغير على الأقل على المدى القريب، فإنّ هناك احتمالا كبيرا أن تستمر الولايات المتحدة في خسارة صورتها في الشرق الأوسط , كل ذلك قد يتحول إلى خيبة أمل فسياستنا إزاء الربيع العربي تضجّ بالمتناقضات.
وقد جاء أوباما إلى البيت الأبيض واعدا بصورة جديدة للمنطقة بمزيد من الالتزام بقضاياها وحساسية أكثر بشأن الإسلام ودور بناء في ا لملف الفلسطيني-الإسرائيلي , ولقد تعلمنا من حربين في التاريخ الأمريكي أن معايير الانتصار لا تتحدد بقدرتنا على هزم الخصم وإنما بتحديد ساعة المغادرة ومن سيرمي بالمسؤولية على الآخر , وبالنسبة إلى أوباما فإنّ الطبقة الوسطى الأمريكية أهمّ بكثير من الشرق الأوسط، ومكان أمريكا في هذه المنطقة، سواء سلبا أو إيجابا، يعكس ذلك.
وها هي الفترة الثانية والأخيرة لأوباما اوشكت على الإنتهاء وما زالت سمعة امريكا في الحضيض عند العرب والكثير من شعوب العالم ولا يوجد عداء لدى أي أحد ضد الشعب الأمريكي ولكن ضد إدارته المتغطرسة بينما الأمريكيّون من أصل عربي يعيشون بين حدّين حدُّ الدولة التي تأويهم وتؤدّي حقوقهم كاملة وحدُّ الإدارة التي تساعد عدوّهم في احتلالها لفلسطين وممارساتها الإجراميّة ضد العرب وشعبها خاصّة ونحن نعيش ذكرى احتلال القدس والضفة الغربيّة واراض عربية اخرى .
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وقيادة وحمى الله فلسطين من جرائم اعدائهم الصهاينة وردّها ردّا جميلا لأهلها .
ambanr@hotmail.com