08-06-2016 09:55 AM
بقلم : فرح ابراهيم العبدالات
بما أن فكرة الارتباط والزواج في مجتمعاتنا الشرقية هذه الأيام اتخذت منحى مختلف فيما يتعلق بموضوع التعارف بين الزوجين، فبعد أن كانت الأم هي من تبحث لابنها عن الزوجة المحتملة في بيوت المعارف والأقارب والأصدقاء، أصبح اليوم هذا التعارف والالتقاء بين الزوجين يتم في ظروف مختلفة تماماً عما سبق، وذلك بسبب تطور الحياة السريع وظهور عادات اجتماعية جديدة لم تكن سائدة من قبل فيما يتعلق بموضوع الارتباط والزواج، بالإضافة لاختلاط الرجل والمرأة في كثير من ميادين الحياة. فكثير من الرجال في هذه الأيام وحتى "النساء" أيضاً يفضلون هذه الفكرة المتعلقة في التعرف المسبق على "الشريك المحتمل" والتعامل معه لفترة من الزمن قبل اتخاذ أي إجراء أو قرار بخصوص الارتباط الرسمي. حتى أن المرأة بشكل خاص تفكر دائماً في الالتقاء بفارس أحلامها والذي يأتيها بطريق المصادفة أو الذي غالبا ما تتعرف عليه بعد موقف معين.
في ظل الانفتاح الاجتماعي الذي تعيشه المجتمعات العربية والذي غير الكثير من العادات والمفاهيم والممارسات في حياتنا ، أصبحت كلمة ( أحبك ) من أسهل الكلام وليس أسهل منها إلا حجة عدم القدرة علي الزواج للأسباب الاقتصادية والاجتماعية المعروفة والخطير في الموضوع استسهال العلاقات العاطفية وتعددها ما يلجأ إليه بعض الشباب في التباهي أمام أصدقائه وأقاربه بحب الفتيات له ليثبت أنه محبوباً ، فبعد ان كانت العلاقة بين الشاب والفتاة مرفوضة بشتي أنواعها ، أصبح أمراً غريبا أن لا ينتقل الشباب من علاقة الى أخرى . فهل إثبات الذات هي السبب الرئيسي للتعدد في العلاقات العاطفية وتباهي الشاب في كثرة علاقاتهم ؟فمنهم من يرفض التسليم بأن التعدد في العلاقات العاطفية هو من أجل إثبات الذات ،بأن الذي يسعى لاثبات ذاته عليه أن يثبت ذلك بنجاحه في دراسته وعمله وحياته, وان مشكلة استسهال التنقل من فتاة الى اخرى الى الانفتاح الذي تشهده البلاد خاصة أنها تحتوي كل الجنسيات وما يتضمنه هذا الاختلاط من اختلاط في العادات ووجهات النظر هي في نفس الوقت مرحلة عمرية غالبا ما تتمحور في سن المراهقة وسرعان ما تختفي حين يفهم الشاب أو الفتاة أن هذه العلاقة يرفضها المجتمع والعادات والتقاليد ,و" أما السبب الثاني في التعدد ، هو أن الشباب في البداية يقنع نفسه أن كل علاقاته هي مجرد تسليه ، فيكون لديه فتاة يصنفها كالأساسية وويكون مثاليا في حبها ويبقى معها أطول فتره ممكنة ، وهذه المسكينة هي أكبر ضحية من ضحاياه ، وحين تعلق في شباكه ويصبح محور حياتها ، يبدأ بالتعرف على بنات جدد أولا لإثبات الذات والتفاخر بين الأصدقاء ، وثانيا للتغيير بعد حدوث الروتين والبرود في العلاقة ، الا درجة ان يوجد بعض الشباب يتعرفون أسبوعيا تقريبا على أربع أو خمس بنات استنادا على اعترافات بعضهم.
بالواقع عندما نتحدث عن تباهي الشباب في تعدد العلاقات العاطفية ، لا يعني أن الفتيات هن دائما الضحايا فهن أيضا مشاركات فاعلات في ذلك لان بعض البنات يستمتعن باستحواذ إعجاب كل الشباب ويرغبون في إقامة علاقة _ليس دأئما بالضرورة أن تكون جسدية – مع عشر شباب وأكثر ويتفاخرن أمام بنات جنسهن عندما يتهامسن ويقلن : "هذا أعطاني رقمه وهذا قال لي بحبك .." ، يعني لن اظلم الشباب في هذا الامر فالجنسين الاثنين في قفص الاتهام وشريكين في ذلك.
هل اصبحنا نتلاعب بمشاعر وقلوب الاخرين استهزاءا؟انتقاما من الجنس الآخر؟ لقتل الفراغ العاطفي ولقتل الوقت؟ لا صدقوني انه يعتبر من اشد الأمراض النفسية وجودا في عقل و قلب هذا الانسان, مرضا اقتصرت اسبابه في الجوع العاطفي ,مرضا اقتصرت اسبابه على انعدام الثقة ما بين الاطراف وانعدام الامان ما بينهم,فترى هذه الفتاة أو الشاب لا يثق بالطرف الآخرولا بأيها شكل ,يكن متأكدا بوجود الخيانة و البدائل الكثيرة والتي يتم استهلاكها جميعها للأسف ,فلا ينوجد ذلك الامان ولا الثقة بأن هذه العلاقة نظيفة و جدية وخالية من أية تلاعب وبالأخص بعد المرور بتجارب فاشلة من قبل ,فيبدأون بوضع الخيارات و تجربة الحظ معها جميعا,فبمنظور هذا الشاب بأن الفتيات جميعهن متطابقات في الوصف والكلام و التصرفات ,و يوجد ايضا من الفتيات من يقمن بضخيم عدد علاقاتهن لعل و عسى بنجاح علاقة من بينهم والتي باعتقادهن انها هي الوحيدة التي تودي الى الزواج و سترة النفس, علينا باحترام أنفسنا وألسنتنا ولا نقل إلا الصدق..فلا نقول أحبك لأي شخص بهدف التلاعب بمشاعره وخداعه.. ولا نجعل قلوبنا كشقة مفروشة يستأجرها من يشاء..أو كسيارة تاكسي كل فترة يركب فيها راكب جديد ويخرج منها قديم , ولا نجعل مشاعرنا مستهلكة فقد نحنّ يوماً لمشاعر الحب الحقيقي فنكتشف أن مشاعرنا ممزقة لا تصلح لأن تهبنا من السعادة ما تتمناه ,,دائما أقول لمثل اولئك الشباب ان السر في نجاح أي شيء في هذا العالم هوصفاء النية," صفّي نيتك و توكل عالله وما يسير الا اللي بخاطرك" فلست مضطر ايها الشاب باثبات رجولتك بكثر الضحايا و التمثيل و الكذب على الفتيات عساك بأن تصل الى نشوة الرضا و القبول في مجتمعك,فالرجولة انوجدت في الفعل قبل القول صديقي,وما انوجدت رجولتك لا في كذب ولا الاستخفاف ببنات العالم وتعشيمهن بالزواج الوهمي الى ان تستنزف مشاعرها وقلبها و وقتها كليا, ولستِ مضطرة ايتها الفتاة باثبات انوثتك عن طريق عروض العرض والطلب, وحضن أية فرصة انوجدت أمامكِ فقط للتباهي و شعوركِ بأنكِ "مقطوع وصفك ",الأنوثه هي في الاخلاق,الجمال,الحياء, تشبهي بحبة اللولو واجعلي من يريدك يغوص في اوج البحار عميقا, اجعليه يتعب للحصول عليك فهو الوحيد من بينهم الذي فعلا أرادك بصدق نية وبكل ما فيه من جوارح, وازرعي في قلبك عبارة"الثقل صنعة" ولا تهلكي نفسك بالتفكير و استخدام كيد النساء والخطط,فانها تأتي على أهون الأمور, فمن كان مقدرا له ان يكن لك فهو لك,ازرعوا مخافة الله في قلوبكم وانضجوا بفكركم و عقولكم,وتذكروا ان الدنيادوارة,وكما تدين سوف تدان, وسلامتك