حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 45986

تعزيز وبناء الهوية الوطنية .. دور وزارة الشباب !!

تعزيز وبناء الهوية الوطنية .. دور وزارة الشباب !!

تعزيز وبناء الهوية الوطنية  ..  دور وزارة الشباب !!

11-06-2016 09:57 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جهاد أحمد مساعدة

حتى تصبح وزارة الشباب قادرة على تحمل مسئوليتها نحو تأكيد الهوية الوطنية لابد أن يسهم مفكرونا وعلماؤنا والباحثون في المجال الشبابي في رسم استراتيجية علمية تؤهلها؛ للصمود أمام ما يشهده المجتمع الاردني من عادات وقيم دخيلة عليه نتيجة الظروف المحيطة به وخاصة من المجتمعات الوافدة لوطننا في الاونة الاخيرة.
وإذا كان تعزيز الهوية الوطنية هو مهمة مؤسسات وقطاعات متعددة ، فإن هناك مؤسسات بعينها لها دور هام في بناء الهوية الوطنية، وفي مقدمتها وزارة الشباب، وهي المعنية بالأساس في تعزيز الهوية الوطنية للشباب الاردني من خلال برامج مدروسة وموجهة الى الشباب تعمل على غرس القيم الوطنية في عقولهم وقلوبهم، والى دعم قيم الولاء والانتماء، والتأكيد علي الثوابت الوطنية والقومية للاردن التي تنبثق من مبادئ الثورة العربية الكبرى، وبالتالي فإن وزارة الشباب تعد اللاعب الاساس في مجال تعزيز الهوية الوطنية للشباب الاردني وترسيخ ثوابتها ودعائمها الأساسية من خلال وضع استراتيجيات تعتمد علي مبدأين أساسيين الاول السعي الى تأكيد الهوية الوطنية بثوابتها العربية الإسلامية ومكوناتها وأبعادها المختلفة وتحصينها ضد محاولات السيطرة والهيمنة، والثاني الى تعزيز التفاعل الإيجابي مع معطيات الثقافات الأخرى، والإفادة من عناصر التميز في ثقافة الآخر دون انبهار أو ذوبان فيها.
ومن هنا لا بد ان تقوم وزارة الشباب الى وضع مجموعة من الإجراءات والآليات التي تعمل على بناء الهوية الوطنية منبثقة من أساس البناء القيمي والأخلاقي، اذ يعد بناء الشباب قيميا وأخلاقيا من أهم الغايات التي تسعي الدولة إلي تحقيقها .
وفي ضوء التحديات والمخاطر التي تحيط بالوطن وشبابه فإن المأمول من وزارة الشباب التطلع الى صقل وبناء تلك الهوية الوطنية من جميع جوانبها، من خلال تقديم المعرفة وتنمية السلوك المرغوب فيه، وتعليم الشباب مهارت التفكير لِتُحدِث التغير المتوازن والمتكامل في منظومة القيم ، فاذا بلغت الوزارة هذه المرحلة فقد تكون قد قطعت شوطاً كبيراً في الاعداد النفسي والفكري مما يولد لدى الشباب الشعور بالأمن، والطمأنينة.
ومن هنا كان على وزارة الشباب اعادة الرؤية بحيث يتغير عملها السابق لتواكب تطلعات امال وطموحات الشباب الاردني ومن الملاحظ ان العمل السابق وما كانت تقوم به الاندية والمراكز الشبابية من ممارسات لم تؤتي ثمارها وما زادتها البيروقراطية الا ضعفا وترهلا مما دفع جلالة الملك الى الاشارة الى ذلك الضعف في خطابه السامي الموجه الى الحكومة الجديدة حيث طالب جلالته بإحداث قفزة نوعية في العمل مع الشباب وفي بناء الاستراتيجيات التي من شأنها تحقيق التوازن بين مقومات الشخصية لشبابنا، والارتقاء بقدراتهم الفكرية والابداعية والاجتماعية، على اساس أن هؤلاء هم الغالبية العظمى من المجتمع الاردني، وان بناء هوية وطنية للشباب من شأنها ان تسهم في تشكيل شخصيتهم لمواجهة العوامل والمتغيرات والظروف المحيطة اضافة الى تحصينهم فكريا نتيجة ما تفرضه متغيرات الحياة من قيم جديدة وغريبة ووجود تنظيمات ارهابية تستهدف افكار الشباب وتعمل جاهدة في الحاق ضررا هيكلياً بتركيبة مجتمعنا ومنظومته القيمية وهويته الوطنية .
ويستذكرنا هنا ما اشار اليه ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله حفظه الله امام الامم المتحدة "أن الأحداث والنزاعات وتبعاتها التي شهدها العالم في العقود القليلة الماضية جعلت أعدادا متزايدة من الشباب عرضة للوقوع في ظلمات التطرف وشراك المضللين، فالشباب هم الأكثر استهدافا بالتجنيد الطوعي وغير الطوعي من قبل الجيوش والجماعات المتطرفة والإرهابية. لذلك، لا بد من اتخاذ التدابير السريعة لوقف تغذية نيران الإرهاب بدماء وأرواح شبابنا."
ومن هنا ولاشك فيه أن وجود شريحة كبيرة من مكونات المجتمع الاردني جلها من الشباب يحتم على وزارة الشباب إلى ضرورة مضاعفة الاهتمام بالمنظومة القيمية وترسيخ الهويه الوطنية لتعزيز منظومة القيم لدى الشباب في ظل الظروف الصعبة والتهديدات المحيطة بالاردن.
إن جميع المؤسسات في الاردن وعلى رأسها وزارة الشباب أن توحد جهودها للحفاظ على هذه الهوية وحماية الشباب من التشتت والتبعية والضياع، وهذا يتطلب العمل التكاملي بين مؤسسات الدولة المختلفة لبناء القيم الحميدة وغرسها في نفوس الشباب، لتصبح بعد ذلك جزءاً من حياتهم، وشعورهم، وسلوكهم الإيجابي القويم .
فتأصيل الهوية الوطنية للشباب تعد من أهم سبل تشكيل الشخصية القادرة على حماية الوطن ومواجهة التحديات التي تهدد امنه وسلامته، ومواجهة المظاهر السلبية والمخاطر والافكار الهدامة التي من شأنها تشويه وإضعاف هذه الهوية ، فالحفاظ على الهوية الوطنية يستوجب تنمية الشعور الوطني لدى شباب وشابات الاردن على حد سواء، ومن هنا يقع على عاتق وزارة الشباب حماية هذه الهوية وتوفير الأمن الفكري ومواجهة تلك الافكار الهدامة التي أصبحت تصاغ خارج حدود الثقافة الوطنية، وتوعية شبابنا في كشف زيف الابواق الرنانة الخارجية والخطابات القومية المدسوسة بالسم لتدغدغ بها عواطف شبابنا في الانقلاب على القيم الحميدة لمجتمعنا، حيث تروج هذه الابواق لنفسها على انها حامية الامة والدين وتعد نفسها على انها قوى المقماومة والممانعة ولكن في الحقيقة ما هي الا خناجر مسمومة تستهدف شبابنا ومجتمعنا مما يستوجب على وزارة الشباب بالتشارك مع المؤسسات الاخرى الى وضع برامج وخطط استراتيجية فاعلة للحفاظ على الهوية االوطنية.
ان تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب يزيد من قدراتهم في مواجهة التطرف والإرهاب، فالشباب اليوم بحاجة الى رسم سياساتهم واشراكهم في عملية الاعداد والبناء بدلا من أن يكونوا هدفا للعنف والدمار، ووزارة الشباب التي تعد المظلة الرسمية للشباب الاردني هي المنوط بها رسم تلك السياسات التي تستهدف عملية التنمية الشبابية الشاملة .
فأمام معالي وزير الشباب الدكتور رامي الوريكات( أعانه الله) تحديات كبيرة وادواراً مهمة في صناعة العمل الشبابي ووضع تصور مستقبلي لهذه المؤسسة الشبابية الهامة يكون هذا التصور قابلا للتطبيق بعيداً عن منهجية العمل الروتيني السابق الذي وجدنا قومنا وآبَاءَنَا عليه وما زاد ذلك العمل الشباب الاضعفاً ووهناً.








طباعة
  • المشاهدات: 45986
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم