14-06-2016 10:04 AM
بقلم : فيصل تايه
اليوم بدأت الجولة الثانية من امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة / الدورة الصيفية للعام الدراسي 2015 / 2016م بعد أن استكملت وزارة التربية والتعليم استعداداتها لإنجاح هذا الفعل التربوي الوطني .. ونحن كأولياء أمور تعودنا كل عام أن نعيش حالة طوارئ وجوٍ من التوتر الذي يرافق موسم الامتحانات ، لنوفر لأبنائنا الجو المناسب ليتم تجاوز هذه المرحلة بكل ما تحمله من ضغوطات نفسية ودراسية ، ونزرع فيهم التفاؤل بالمستقبل في ديمومة الحياة المعاصرة .. فالمنهجية التقليدية التي فرضت عليهم لا تأخذ الا جزءً قليلاُ من التحولات الاجتماعية ، وايضاً فأن طبيعة تقييم المواد الدراسية وآلياتها ما زال يسير باتجاه تقليدي مكرور ، فلا يأخذ بمنطق حسابات التفكير الأدائية أو يراعي الجوانب المهارية البلومية ، أو مهارات التفكير الناقد أو الإبداعي أو الاستدلالي والتي أصبحت بحكم التغيرات التربوية الحديثة مطلب يفرض نفسه ، في ظل الثورة المعلوماتية والتكنولوجية ، فلم يعد في تفكيرهم إلا حسابات المستقبل الدراماتيكي المجهول الذي يعتمد توقعاتهم فيه على معدلهم التراكمي في الثانوية العامة.. ومقدرتهم على الحفظ والتذكر ليسيروا نحو المرغوب أو آلا مرغوب الذي يُفرض عليهم بمنطق التنافسية العادلة في الجامعات ، والتي توجه مصير شبابنا نحو مزيدا من البطالة الهيكلية المقنعة .. بعيداً عن تلبية حاجاتهم وطموحهم ورغباتهم ، فالعصف التساؤلي هو الذي يعبد الطريق نحو هذا المنطق المستشري .
إننا نفخر أننا نمتلك كوادر عتيدة وكفاءات تربوية عاليه المستوى من الأساتذة الأفاضل في وزارة التربية والتعليم والكليات والجامعات يملكون رؤى تربوية تطويريه يمكن أن تنهض بالنظم التربوية القائمة في نظامنا التربوي إلى أفضل المستويات ، خاصة في مجال تطوير الثانوية العامة .. فمن هنا لا بد لنا أن ندرك أننا ما زلنا بحاجة إلى تحديث النظام التربوي ليواكب خصائص المجتمع الأردني المتغيرة والمتطورة مع تغير وتطور المجتمعات دون أن يكون مستوردا او منقولا ، خصوصًا فيما يتعلق بالتعليم الثانوي ، فمن الضرورة بمكان انتهاج الطريقة الجذرية في التغيير على الدوام ، وللحقيقة أن ظهور أي خلل لا يستدعي أكثر من التحسين والتطوير في الأسلوب القائم أو في وعي المجتمع التربوي ، فالتغيير الجذري مطلوب في فترات متباعدة ، أما التحسين والتطوير فهما مطلوبان بشكل مستمر ودائم ، وفي فترات قصيرة متلاحقة متعاقبه.
إننا ونحن نعيش زمن الاقتصاد القائم على المعرفة ، لا بد أن ننظر إلى جهد القائمين على العملية التعليمية التعلمية في التركيز على العمل التعليمي التعلمي الصفي وإتقانه وتجويده بالطرق العلمية الحديثه .. بعد تحديد المعايير التي تكفل ذلك وتحديثها باستمرار وفق المتغيرات ، بغض النظر عن اسس التقويم ومعدلات الترفيع التي سترتفع كنتيجة منطقية للجودة التعليمية العالية ما يتطلب عمل تقييم شامل للعملية التعليمية ومراجعة عامة وشاملة خاصة فيما يتعلق بتحديد المناهج الدراسية و بيداغوجيا التعليم ..أو أدوات التقييم التقليدية المنتهجة ، مع تقصي المناهج الخفية المكتوبة ( مناهج الظل ) التي تعتمدها بعض الجهات التربوية غير الرسمية من مراكز ثقافية ربحية وغيرها كبدائل قوية للمناهج الرسمية .
وأخيراُ فان هؤلاء الطلاب هم أبناؤنا وهم امانة لدينا ولا يجب على الاطلاق مجرد التفكير في صياغة الأسئلة بطريقة تعرضهم للإحباط او التعجيز ، وبما أن المسألة تتعلق باعتبارات تربوية تتلخص في أن شهادة الدراسة الثانوية العامه تمثل معيار النظام التعليمي الوطني وحصيلته ، فذلك يعكس تطلعات وطموحات المجتمع الأردني بالأكمل ويحقق آماله وأهدافه التربوية المنشودة ، وهو نتاج عمليات تربوية مستمرة تبدأ بالمرحلة الأساسية وصولاً للمرحلة الثانوية ، تتم بتعاون الجميع لتسهم في تشكيل هذا النتاج وبذل الكثير من الجهود في تكوين الفرد المتعلم والذي هو هدف من الأهداف العليا التي نطمح لها ، ذلك من الضروري ان تكون عملية تقويم الطالب في نهاية المرحلة الثانوية موضوعية ودقيقة وصادقة وتخضع لأسس ومعايير تربوية سليمة ، وبناء عليه فإن امتحانات الثانوية العامة هي امتحانات تحكمها الخطوط العريضه الموضوعة والأهداف التربوية المأموله إضافة إلى معايير عمليات التقويم والقياس التي تنص على الشمولية في الاسئلة وتنوعها وتوافقها مع مستويات التفكير العقلية عند بناء التقييم لتميز الطلاب بعدالة وأحقية الطالب المتفوق للتميز الذي يرسم لنا صورة مشرقة للنظام التعليمي الاردني .
أنهم إبناؤنا وفلذات اكبادنا وأفراد هذا التكوين لمجتمعنا الفتي !!
فقلوبنا معهم دائما .. والله الموفق