حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23027

عندما يصبح الفساد ثقافة

عندما يصبح الفساد ثقافة

عندما يصبح الفساد ثقافة

16-06-2016 10:09 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عيسى الخزاعلة
في كل يوم نقرأ العديد من المقالات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي يدعوا فيها كاتبوها الى محاربة الفساد ومعاقبة الفاسدين. وفي كل يوم نرى تصريحات تناشد الحكومة محاربة الفساد وقطع دابره. وفي الكثير من الحوارات على المحطات التلفزيونية يحذر المتحاورون من خطر هذا الفساد الذي انتشر في جميع ارجاء الوطن وفي جميع الدوائر بلا استثناء. فلا يكاد يخلوا مكان من الفساد صغيرا كان او كبيرا وباشكال متعددة دون ان نعي ذلك حتى اصبح الفساد ثقافة يعتبرها البعض شيئا طبيعيا. وهناك العديد من الاسباب التي ادت الى انتشار مثل هذه الثقافة.
اول هذه الاسباب هو البريوقراطية القاتلة في انجاز معاملات المواطنين الامر الذي يجعل المواطن احيانا يكفر بالقوانين ويحاول تجاوزها بشتى الطرق. لذلك يضطر الى انجاز معاملاته باية وسيلة حتى لو اضطر الى دفع المال على شكل اكرامية كما يحلو للبعض تسميتها ولكنها في الواقع هي رشوة بشكل واضح . ولذلك انتشرت هذه الظاهرة في اماكن عدة والسبب في ذلك يعود الى بعض الاجراءات غير الضرورية والتي تؤخر انجاز هذه المعاملات. ومن الاسباب ايضا هو عدم قيام بعض الموظفين بواجباتهم بشكل صحيح لانجاز المعاملاتت. فتجد معاملة تحتاج الى توقيع واحد من احد الموظفين تمكث في مكتبة لعدة ايام دون ان يعي ان تخاذله هذا قد اضر بالمواطن وربما سبب له خسائر مادية ايضا.
ومن الاسباب التي ادت الى انتشار ثقافة الفساد هو الواسطة التي يستخدمها الكثيرون من اجل الحصول على منصب او وظيفة او انجاز معاملة متناسين ان هذا فيه ظلم للكثيرين بسبب اخذ حقوقهم واعطائها لمن لا يستحقها بدون وجه حق. فعلى سبيل المثال تجد طالب متفوق جدا يتقدم لبعثة دراسية في الخارج ولا يحصل عليها رغم انه متفوق وحصل اعلى الدرجات في المقابلة والاختبار التحريري ولكن وبقدرة قادر تعطى البعثة لطالب تخرج بتقدير مقبول لا لشيء ولكن لان واسطته بمرتبة وزير او نائب او ما شابه. وهذا يحدث كثيرا واخر مثال على ذلك ما نشر في الاعلام عن ارسال طالبة بتقدير مقبول في بعثة دراسية الى الخارج لان والدها نائب ربما او مسؤول مهم. والمصيبة عندما تسمع تبرير الجامعة تجده تبريرا غير صحيح لا بل تبرير صاعق لا يتصف بالصدق باي شكل من الاشكال.
ومن الاسباب ايضا هو اصرار البعض على مبدا توريث الوظيفة فهذا وزير يريد توريث الوزارة لابنه وهذا سفير يريد لابنه ان يكون سفيرا مثله والمصيبة ان الحكومة هي من تساعد في ذلك حيث انه اصبح شيئا مفروضا ان يكون ابن المسؤول مسؤول. وقد سمعنا عن الكثير من القصص التي ورث فيها ابناء المسؤولين المناصب باسلوب يخلو من العدل بشكل مطلق وياتي تبرير من عينه ان هذا الشخص فريد من نوعه وقد سبق عصره في الذكاء والمفهومية وهو خبير عز نظيرة وكأن الاردن يخلو من الكفاءات وان الاردنيات لم ينجبن مطلقا عبقريا مثل هذا العبقري ابن المسؤول الذي اعاد اختبار الثانوية مرتين او ثلاثة وتخرج من الجامعة (بالدّز) كما يقال.
وسبب اخر مهم جدا وهو عدم تطبيق العدالة في التعيين في الوظائف الحكومية وخاصة العليا منها. فتحصل التجاوزات بعدة اشكال رغم وجود القانون ووجود المعايير لشغل اية وظيفة في الدوائر الحكومية ولكن لا تطبق بشكل صحيح لا بل يتم تجاوزها بشكل واضح. فعدم تطبيق القانون هو مصيبة بحد ذاتها اسست لثقافة الفساد.
واخر الاسباب القاتلة بأعتقادي هو عدم وجود الرقابة الحقيقة وعدم تفعيل قانون العقوبات المتعلق بمثل هذه التجاوزات. فسمعنا عن تجاوزات كثيرة وعن موظفين ياخذون رواتبهم وهم في البيوت ولسنوات عدة وعن موظفين يستخدمون السيارات الحكومية لاغراض شخصية بحته ليس لها علاق بوظيفتهم. كل هذا يحدث بسبب عدم تفعيل الرقابة وعدم تفعيل قانون العقوبات.
ونتيجة لتلك الاسباب التي ذكرتها وغيرها اصبح الفساد ثقافة الامر الذي جعل من هذه الثقافة بديلا للعدالة التي تخدم الجميع. فعندما يصبح الفساد ثقافة فهذا دليل على اننا نسير في طريق مجهول اذا ما استمر الوضع هكذا.








طباعة
  • المشاهدات: 23027
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم