25-06-2016 11:07 AM
بقلم : محمد اكرم خصاونه
على عتبة الحدود تقف ثلة من أبناء الوطن تعمل بجد دون ملل وكلل تمد يد العون ، تحرس تراقب الأفق الممتد الذي يحمل بين ثناياها ارتال من الفارين والهاربين من جحيم وطنهم ، ليحتضنهم وطن مد ذراعيه بإتساع المدى، عيونهم لا تنام ، اأياديهم على الزناد ، أفعالهم تنبئ عن عظيم العطاء ، وفرحة بإحتضان مشرد أضناه لهيب النار ، وجحيم الفرار.
أنتم يا جنود الوطن يا من ضمخت دماءكم الزكية تراب الوطن وخضبته بحناء أرجواني كمسك يفوح طيبا ، وينثر شذى عطر فواح في صباح أرجواني ، غابت عن قاتل مستهتر روح العقيدة، وباع الشرف والضمير من أجل حفنة من دريهمات ليقتل وليسفك الدماء، لا يهمه طفل ، ولا يهم مقعد ولا تهمه إمرأة مسنه ، ولا تهمه فتاة بائسة فقدت الأهل والخلان همه القتل والتخريب والترويع، فبئس عملكم والصنيع يا من أستبحتم المحرمات، يا من لم يردعكم عرف ودين ، ويا من لم يردعكم شراف وكرامة ، يا من دنستم شرف الأمة بالوحل والقذارة ، قبحت أفعالكم وشاهت وجوهكم القميئة ،بسؤ فعالكم وأعمالكم الدنيئة.
أنتم يا شهداء الفجر لكم المجد والفخار ، لكم العز والوقار ، أنتم يا جنودالوطن يا من عاهدتم الله وأقسمتم اليمين أن لا تنام عيونكم ، وأن لا تلين لكم قناه ، فسلم المجد والشرف لا يرتقيه إلا أفراد أباة .
كنتم تحلمون بيوم يحمل بشرى اللقاء ، كنتم تخططون ، كنتم تأملون ، كنتم وكنتم ، وكنا ننام على وثير الفراش ، وكنا نقهقق ونضحك ونلتهم من الطعام ما لذ وطاب ، وأنتم بسهر وتعب لم تلن لكم عريكه ، ولم تغب عنكم العزيمة والشكيمة ، لإنكم أبطال يحملون هم الوطن ويفتدونه بالمهج والأرواح.
في حين الكثير من أبناء الذوات لا يعرفون الوطن إلا حقيبة سفر، وبطاقة نقد فوريه يضعها في حقيبته ويغادر غير مبال فيما يدور، مرابع وملاهي أوروبا يعرفها أكثر من شوارع الرمثا والطفيلة والكرك وعجلون وإربد ، بارات ومراقص العالم له فيها باع ، وحدود الوطن ليست قريبة من همه ولو باع ، لإنه باع نفسه لنزوات وسكرات وعنجهيات على حساب أبناء الكادحين وابناء الشعب الغلبان ، فجراب جزدانه مليئ بالدولارات والجنيهات ، فما هم إن سقط شهيدأو أكثر فهو أبن الذوات الذين أشبعونا كلاما وعنتريات ، وأسقونا كأس العلقم بالنهب والسلب والسرقات.
لا نامت أعين الجبناء ، ولا سلمت يد العبث والتخريب والتدمير ، ولا بوركت أياد تعيث بالأرض فسادا.
أما أنتم يا جنود الوطن يا من لوحت شمس الصيف وجوهكم بسمرة ، ويامن أكتوت أجسادكم ببرد الشتاء ، لكم منا الفخار ولكم المجد ولكم التحية.
وأنتم أيها الشهداء الذين إرتقت أرواحكم لبارئها فهي في جوف طيور خضر ترفرف ليبقى الوطن بخير ، فلكم منا الدعاء بالرحمة والقبول ، ولذويكم ومحبيكم اخلص العزاء ، ورحمكم الله وجعلكم في الفردوس الأعلى من الجنان .
وسينبت من طهر دمكم الأرجواني أبطال يسيرون خلفكم غير عابئين، ليد مجرمة تقتل ، فأنتم الأمل وأنتم البشرى ، في زمن الذل والمهانة .