25-06-2016 11:12 AM
بقلم : أ.د رشيد عبّاس
رجال أعطوا أكثر مما أخذوا, رجال زكّوا فوق أوقاتهم بأكثر مما يجب ولمصلحة العمل, رجال أياديهم وفروجهم نظيفة, رجال سيشهد لهم التاريخ حتما بذلك, لكن من هم هؤلاء؟...واحد من هؤلاء هو معالي الدكتور محمد ذنيبات حيث نال اجر ذلك وسعى وما زال «لتوحيد» معايير امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة في المملكة الأردنية الهاشمية, ونشهد (والشهادة فرض) له على ذلك, وكما يعلم الجميع أن كتمان الشهادة يصل إلى درجة التحريم, لان كتمان الشهادة يؤدي إلى نكران حقوق الآخرين, قال تعالى: «ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه والله بما تعلمون عليم».
كلمة (العامة) في عبارة امتحان شهادة الدراسية الثانوية العامة في علم القياس والتقويم, تعني باختصار شديد توحيد معايير امتحان شهادة الدراسية الثانوية, والمعايير جملة من الضوابط يتفق عليها أصحاب الاختصاص, والتساؤل الكبير هنا هو ما هي المعايير التي قام وما زال معالي الدكتور محمد ذنيبات بتوحيدها في هذا الامتحان؟ وما هو الهدف الأساسي من مثل هذا التوحيد؟ وهل وصلت نسبة توحيد معايير هذا الامتحان إلى مستوى مئة بالمائة أو اقتربت من ذلك؟
التساؤلات السابقة خطيرة ويعرف عمقها وأثرها على العملية التعليمية التعلمية برمتها أولئك الذين درسوا علم القياس والتقويم, ويؤكد أصحاب الاختصاص أن نسبة توحيد المعايير في أي امتحان( نقول هنا امتحان وليس اختبار وهناك فرق واسع بينهما) هي التي تحدد بالضبط هدف الامتحان بشكل عام, ويعلم أصحاب الاختصاص أن معايير توحيد الامتحان تكمن في شقين أساسيين, الشق الأساسي الأول يكمن في توحيد أسئلة الامتحان لجميع الطلبة وعلى مستوى الدولة, والشق الأساسي الثاني والأصعب على إدارات الامتحانات يكمن في توحيد إجراءات عقد الامتحان.
توحيد أسئلة الامتحان, وتوحيد إجراءات عقد الامتحان, هما بالضبط ما يعرف بمعايير امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة, وبالتحديد ما تسعى له كلمة (عامة) في عبارة امتحان شهادة الدراسية الثانوية العامة, والشق الذي يؤثر على النسبة المئوية على نسبة توحيد المعايير في أي امتحان هو الشق الثاني والمتمثل في توحيد إجراءات عقد الامتحان, هذا الشق هو التحدي الأكبر على مستوى العالم, كون أن الشق الأول من نسبة توحيد المعايير في أي امتحان يسهل ضبطه من خلال توحيد أسئلة الامتحان لجميع الطلبة أو بناء ما يسمى ببنك الأسئلة.
إن حساب ما يسمى بنسبة توحيد المعايير في أي امتحان تساوي نسبة توحيد أسئلة الامتحان لجميع الطلبة مضافا إليها نسبة توحيد إجراءات عقد الامتحان, وكما أشرت سابقا نسبة توحيد المعايير في أي امتحان تعتمد على نسبة توحيد إجراءات عقد الامتحان كون نسبة توحيد أسئلة الامتحان لجميع الطلبة أمر مقدور عليه, وهنا علينا نعترف أن نسبة توحيد إجراءات عقد الامتحان في أي دولة في العالم لن ولم تصل إلى نسبة مئة بالمائة, ولكن يمكن الاقتراب من الــ(مئة بالمائة), وهذا بكل صراحة ما يسعى له معالي الدكتور محمد ذنيبات.
إن إجراءات عقد الامتحان تتمثل في أولا: تنظيم العمل في قاعات الامتحان, ثانيا: الإجراءات الإدارية المعالجة لمخالفة تعليمات الامتحان, بقي أن نقول أن هدف توحيد المعايير في أي امتحان والمتمثل في توحيد أسئلة الامتحان لجميع الطلبة, وتوحيد إجراءات عقد الامتحان, باختصار شديد ومفيد هو تحقيق العدل والعدالة لجميع الطلبة في الحصول على علامات حقيقية لكل طالب, من اجل تحقيق ما يسمى بــ (تكافؤ الفرص) أمام جميع الطلبة للدخول إلى المعاهد والجامعات والمؤسسات المدنية والعسكرية في الدولة, وبالتالي ضمان مخرجات لموارد ولكوادر بشرية ذات كفاءة ومهارة عالية, تستطيع مواكبة متطلبات العصر, ونقولها بأمانه, «ذنيبات» هو الذي سعى وما زال لتوحيد معايير الامتحان.