27-06-2016 09:53 AM
بقلم : حلمي تيم
جمال حلب هاجر لدنيا لا يعرف لها لون بحر
حياة بها اليأس
وهي الأمل
فاطمة
بقطرات الندى رسمت بيتها الحلبي بورود واشتل شجرا
منذ سنين
لم تعرف وهج الطفولة كما ذاك الحنين
ليرسم على وجهها ثنايا الحزن
لتحط رحال غربتها للعالم كله سؤال
جمال وجه ابيض أبدع الخلاق به ليكون متراس حب
حطت رحال أهلها وغادرت تبكي الديار منذ سنين
لم تعرف من الطفولة الا قصص أبنائها المستدفئين حولها كما دفيء ثلج كانون
ذاك الصغير يمسك بخصال شعرها الأسمر وهذا ينحني كما هو بالحضن منذ أن عزف الكانون
بغربة قصريه
جسد جميل يحمل هم أسرة بتسبيح فجريه
حلمت بحرية فكانت بين مخالب ذلك الجزار العليين
نظر لجسدها بغصة عسى أن يتعطر بما يغطي تلك الحرة التي تربت منذ سنين
قالت وبها أمل بالله : تأبى الحرة بيع شرفها حتى على وضع السكين
إنا حرة بينت حرة مهما جارت بيّ السنين
نظر ذاك الجزار لصدر ممتلئ هامس جاءت ذبيحته الحلبية التي انتظرها
أنا الجزار اللعين
جسد جميل تكونت به امرأة جميلة بقامة عربية كل مفاتنها مخفية منذ سنين
لم يعرف الحرام لو لمرة فكيف الآن بعد تلك الحروب وذاك الغزو العين
الحرة تبقى حرة حتى لو جارت بها السنين
فلا لون عينها الساحرة تشده
ولا الجسد المحصن يشده
ولا ذاك الصدر الجميل يتنهد
فرمال الغربة قذرة
ورمال البحر نمره
وهنا ذئاب ليل متوحشة
لكن تسبيح المولى هو الحامي وهي المنتظرة
بدمعة حرقة من فاطمة الحلبية تنهدت
يا وطن حط رحالك فها هو زادي شرف هنا
وحلمة صدري البيضاء شاهدة بأننا نمره
فيا أرض الفرات أنا هنا بين الذئاب
وارضي هناك تنتهك بأيد قذرة
يا وطن حط رحالك فها هو زادي شرف هنا
بلون دم الأرض هربنا
لنكون هنا بينا ذئاب ووحوش كسره
اغتصبوا بلادي وها هم ذئاب الشواطئ يريدون الجزية للسحرة
فاطمة أيها الجميلة
قدماك السحران ليست بأيدي الفجرة
جسد ناعم يتمايل بين شاطئ الحب والحياة
فخاصرة حرة به
كم الأرض تشتاق لعشاق بين صبحت وعشاء منتظره
لترسم حبها الأبدي فهمس عشاق لم تعرف الهروب او الفجرة
تصرخ فاطمه
آه يا وطني غربتنا قذرة