حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 31403

(وبالوالدين احسانا )

(وبالوالدين احسانا )

(وبالوالدين احسانا )

04-07-2016 09:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
قال تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)،قرن الإحسان بالعبادة كون الإحسان من الله تعالى وهو من أعلى درجات الإسلام بعد الإيمان الغيبي في القلوب إذ تصبح العبادة بيقين حضور الخالق والشعور بمراقبته ،فعبادة المحسن بصفات الإحسان وجماله ،هي تمكين له لتحقيق إحسان الله تعالى بإتمام نعمته عليه بالخلق الحسن من العفو والتسامح وكل مكارم الأخلاق وانعكاسها على الحياة ، فالمحسنون هم خاصة الله في خلقه لتكليفهم بانجاز المهام وهم خلفاء المرسلون ، لهذا لا يجزي المحسن على إحسانه إلى الله تعالى، ولهذا فالمحسن الذي بلغ درجة الإحسان لا يطلب الآجر إلا من الله تعالى كالأنبياء والمرسلين ومن تبع إحسانهم وتحلو به ،وكذلك الوالدين لتكليفهم المسيًر بالإحسان إلى الأبناء لنشر نسل الجنس البشري وإدامته، لكره حملهم وصعوبة رعايتهم ، مهمة يحققها الله تعالى بفطرة قلب كل والد عليها ، وذلك بقذف الرحمة في قلوبهم على كل ولد .....................
إن اكتمال مهمة إحسان الوالدين للأبناء لا تتوقف عند مرحلة أعمار الفطرة للأبناء، فهذا إحسان مسًير ومفروض ومقدر على كل والد ،إنما تستمر بالتربية على منهج الله تعالى ، وتحبيبه بها وبحب رسولها فالحب يحيي القلوب لتعمر بمشاعر الإيمان ويحيي الروح بمشاعر كرم الإحسان ليتمكن من مقابلة الإحسان بالإحسان ( إذا أكرمت الكريم ملكته) ، ولهذا فان الإحسان للأبناء يبدأ منذ لحظة اختيار شريك الحياة عند الذكر والأنثى ، وحتى اختيار الاسم الحسن للأبناء هو من الإحسان إليهم ، فالإحسان يتناوب على الإنسان في مراحل حياته ،لهذا فليس أمام الإنسان إلا أن يقدس هذه العلاقة بدايتا من مصدر طرفها الأول وهم الوالدين فكل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أي يحرفونه بالتربية عن فطرة الله تعالى لينعكس عليهم ما تم تربيتهم عليه، وهنا يأتي دور الأبناء في تقديس هذه العلاقة مع الوالدين ومع أبنائهم ، تصحيحا وخروجا من واقع الحال الذي أصبح العقوق فيه منظور وبازدياد .............


إن أعظم انجاز يستثمره الإنسان في الحياة الدنيا وقبل الآخرة ولد صالح من إحسانه إليه في كل مرحلة من مراحله بالحنان والحب والتربية على منهج الله تعالى، حيث يكتمل النسب الصحيح فيه ، الذي يربط الولد بوالديه في محياهم ومماتهم حيث يمكن الأبناء من رد بعض الجميل لهم بالقول والعمل والدعاء ، فالإحسان لا يقتصر على الطعام والكسوة والأمور المادية ، إنما الأهم هو إحسان بقول الصدق ليتعلمه، إحسان برزق الحلال يطعمه ،إحسان بإرضاعه وشعوره بحنان الحضن والتواصل بنبض القلب ، إن الوالدين عندما يسيئوا الفهم لهذه الأمانة وعظمتها وفائدتها عليهم فان كل جهدهم في هذه الحياة لا يساوي شي ء ولا يحصدون إلا ما زرعوا من عقوق ، ولو زرعوا إحسانا لحصدوه ، فالعمل الخالص لله لا يضيعه سبحانه وتعالى...................


إن من ينظر إلى واقع الحال للمجتمعات الغربية وما تعانيه من تفكك اسري وانعكاسه على نسب الزواج ونسب المواليد ،فيه دلالة واضحة على تغييب الإحسان في العلاقات الأسرية حيث يصبح الأبناء نقمة لا نعمة، حيث تصبح الرغبة بالرذيلة في غياب الإحسان هي الأفضل بالمنظور المادي للعلاقتين ،وليس واقع المجتمعات الشرقية بأفضل مما ذكر، فهذا واقع زينه الفكر المادي الإلحادي الغربي المتصهين ،من خلال الشاشات المرئية حيث يتربى عليها الأجيال ولم ينكره الآباء وذلك في غياب وضعف الإيمان ..............
أقول الفكر المادي الإلحادي المتصهين وما ينسب إليه من الفكر الليبرالي الرأسمالي المسوني (الذي أصبح حاضر الوجود بأزلامه في المجتمعات الإسلامية ) الذي حد من حالات الزواج بالرذيلة والفقر ،وهدم أهم الأسس التي تقيم الأسرة وذلك بتدخلها في تحديد دور الإباء في الإحسان للأبناء بالتربية بحجة الحرية الشخصية ،ونهاتها تشتت الأسرة من العقوق وهروب الأبناء إلى المخدرات والشذوذ ونتيجة ذلك إما الانتحار أو وقوفهم خلف قضبان السجون ،وفي ذلك استحواذ واضح للشيطان على الجنس البشري ، في حين أن الفكر الإسلامي الذي استنار به الفاروق رضي الله تعالى عنه قد نسب عقوق الابن للأب الذي جاء يشكي عقوق ولده هذا ،وذلك لعدم الإحسان إليه بإحسان اختيار إلام وبإحسانه له بالاسم الحسن ،وقبل ذلك ما تحث عليه السنة النبوية تعليم الأبناء لاستنارت عقولهم وتربية نفوسهم لتزكيتها بالردع لدرجة الضرب الرحيم الذي يحمي الأبناء من الضياع والاهانة نهاية الفكر المادي الذي يدعي ألحنية ، إن من باب أولى أن يعاقب الآباء على إهمالهم بتربية الأبناء ...........

إن الإنسان عند بلوغ درجة الإيمان ودرجة الإحسان قد تجاوز حريته في الاختيار بين أن يعبد الله تعالى أو لا يعبده ،كونها تكشف للإنسان الأفق الواسع لرحمة الله وإحسانه عليه بفضائل الهداية والرعاية وحفظ الكرامة والعزة ،وإصلاح حياته ، والأمر بإحسان الصنعة ، وتماسك الأسرة ليعم الإحسان على المجتمع ،فمن هذه الفضائل وحدها لا بد أن تكون حريته في الاختيار أن يكون مسًيرا لطاعة الله تعالى في إتباع أوامره لما فيها من خير، واجتناب نواهيه لما فيها من شر على الجنس البشري ،والذي يتطلب الإيمان القوي في التصدي لهذه الأفكار الشيطانية ،بإتباع نهج الله تعالى في تعليم و تربية البناء فالتعليم للعقل والتربية للنفس..........
نسال الله تعالى أن يغفر لنا ولوالدينا ، وان يصلح أبنائنا أباء المستقبل على نهج الإحسان وفضائله،ويحفظهم من أفكار أزلام الملحدين آمين .









طباعة
  • المشاهدات: 31403
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم