04-07-2016 09:55 AM
بقلم : عيسى الخزاعلة
نبهنا الله سبحانه وتعالى الى ان هناك فئة من الناس لا تحارب البشر فقط وانما تحارب الله. فقد قال الله سبحانة وتعالي في كتابه العزيز: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" (الاية 8 –الصف). وهذا الرد القوي من قبل رب العزة لا يعيه الكثيرون ممن اعمتهم الافكار العلمانية لا بل انهم في غيهم يعمهون ونسوا ان الله تعهد بحفظ هذا الدين حيث قال: "انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" (الاية 9-الحجر).
الاسلام لم يكن يوما دين كراهية ولم يكن القرآن كتاب كراهية ابدا فهو الدين الذي اسس للحرية الدينية للبشر حيث قال الله سبحانة وتعالى في سورة الكافرون....لكم دينكم ولي دين. فهذه الاية قيلت في الوقت الذي كانت فيه الجاهلية ديدن معظم العرب في ذلك الوقت وهي خطاب للكافرين فكيف اذا كان الامر يتعلق بدين رباني كالمسيحية واليهودية؟؟ الم يقل الله في كتابه العزيز في سورة البقرة الاية 256: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ". من ناحية ثانية فقد حث الرسول على التعايش مع الامم الاخرى واتباع الديانات الاخرى فقد كان يعود المرضى من غير المسلمين ولنا في قصة اليهودي الذي عاده وهو مريض عبرة. وكان عليه الصلاة السلام يزور اهل الكتاب ويحضر ولائمهم لا بل اكثر من ذلك فقد تزوج ماريا القبطية الكتابية.
فدور تحفيظ القرآن يا زليخة لا تحث على الكراهية بدليل انها اسمها دور تحفيظ القرآن وليس دور تعليم الكراهية وهي استجابة لارادة الله بحفظ القرآان الكريم الى يوم الدين وان الله سوف يتم نوره. فينحصر دور هذه الدور في تحفيظ كتاب الله وتنشئة اجيال تسير في الاتجاه الصحيح وليست اجيال من المخنثين واللواطيين واصحاب البنطلون الساحل والشعر المنكوش والذين يعيشون كما تعيش البهائم. من ناحية اخرى, كيف عرفت ان هذه الدور تعلم الكراهية؟ هل حضرت احدى جلساتها على الاقل حتى تحكمين عليها ام انك ركبت ركب نوال السعداوي التي مسخها الله وغيرها. ام انك تريدين مثل غيرك العودة الى الاضواء بعد ان اصبحوا في الظل؟؟ وهل محاربة الدين هي الوسيلة الوحيدة للظهور الى الاضواء ام ان الابداع والتاثير في المجتمع ايجابا وبناءً هو السبيل الافضل؟؟ فعلى سبيل المثال اصبح الشاب احمد الشقيري من اكثر الناس شهرة في وطننا العربي ليس لانه حارب الدين وليس لانه سب وقدح غيره لا بل لانه اثر ايجابا في المجتمعات العربية عن طريق طرح قضايا ليست دينية بالذات بل قضايا اجتماعية واخلاقية وممارسات حميدة في المجتمع.
انه شيء مؤسف ان ينظر البعض ممن يعتبرون انفسهم مثقفين او علمانيين الى الدين الاسلامي من خلال ممارسة الجماعات الارهابية امثال داعش والقاعدة وغيرها والتي بلا ادنى شك تم تأسيسها من قبل المخابرات الغربية من اجل تشوية صورة الدين على انه دين ارهاب وقتل وتدمير اضافة الى دور هذه الجماعات في تفريق الامة من خلال ادامة الصراع الدموي. فلا يوجد مسلم حقيقي يعرف الله يقتل مسلما اخر دون وجه حق (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق..... الاية 33 من سورة الاسراء). فاالاسلام بريء من داعش والجماعات الارهابية والانتحارية واعمالها ونحن نعلم ان الاسلام حرم الانتحار.
واذا ما نظرنا الى غير المسلمين وخاصة في الغرب لوجدنا ان خطاب الكراهية في كل زمان ومكان ومحاربة الدين الاسلامي اصبحت فخرا للبعض من الغربيين في اوروبا وامريكا. ف (جريب وايلدرز) رئيس حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف دعى الى حظر القرآن في هولندا وسمى هذا الامر ضريبة على "الرأس المعمم". وكذلك لا ننسى الرسوم الكاريكاتورية التي اساءت للرسول صلى الله عليه وسلم واثارت ضجة كبيرة في بلاد المسلمين. وقصة مسابقة الرسوم الكاريكاتورية في "جارلاند/ تكساس " ما زالت في الاذهان. اما الأعلانات المناهضة للاسلام على الحافلات في امريكا وبالذات في نيويورك شيء اخر لا يمكن نكرانه. والمناهج الامريكية وبالذات مناهج طلبة الصف السادس والسابع في امريكا تذكر قصصا عن الاسلام والعرب تشوه فيه صورتهم فالمسلم في كتبهم واعلامهم ليس سوى بدوي متخلف يعشق الناس وخزائنه مليئة بالذهب وتفوح منه رائحة البترول. ونسوا ان المستشرقين من الغرب المسيحي كانوا يتوافدون الى بلاد المسلمين ليتعلموا لغتهم لغة القرآن. وفي هذا السياق لا بد من الذكر ان جيراننا الذين اغتصبوا فلسطيننا يثيرون الكراهية في مناهجهم وفي اعلامهم بشكل يومي. فمناهجهم تحارب كل ما هو عربي واسلامي.
الحديث يطول ويطول ولكنني اردت ان ابين بعض الامور وبعجالة عن ان ديننا دين السماحة والتواد والتراحم والتعايش السلمي ولم يكن يوما دين كراهية وان دور تحفيظ القرآن انما تنفذ امر الله بتحفيظ القرآن وتحت اشراف الدولة الاردنية وبرعاية هاشمية . وما المسابقة الهاشمية لحفظ القرآن الا خير دليل على هذه الرعاية الهاشمية . اضافة الى ذلك فقد اكد جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابات عدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي البرلمان الاوروبي على سماحة الاسلام وعلى اهمية القرآن ككتاب رباني وليس من صنع البشر وكان جلالته خير من اوصل الرسالة الى الغرب ليعرفوا الاسلام الحقيقي وليس اسلام داعش الذي ليس له علاقة بالدين الاسلامي لا من بعيد ولا من قريب.
وانا كمسلم عادي معتدل واعبد الله كما علمني ديني ادعو ما يسمون انفسهم بالعلمانيين ان يجدوا وسيلة اخرى للظهور الى الاضواء فالدين ليس مطية لكم تتسنمون ظهرها فهو دين الجميع المتشدد منهم والمعتدل فلا تسيئوا لخلق الله من خلال الدين. ابحثوا لكم عن وسيلة اخرى للظهور او الشهرة او التكسب.