09-07-2016 04:10 PM
بقلم : أحمد محمود سعيد
كم حزين أنت بنا أيُّها العام وكم نحن محزونون بك والحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، وأعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وعاداتنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا هو الحكيم العليم رب العالمين، خالق الأولين والآخرين، مدير الأفلاك ومغير الأملاك ومقلب القلوب، لا تدرك حكمته الأفهام، تبارك الله وتعالى من أن تدركه الأوصاف والأمثال، أو أن تحيط به العقول ,وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفوة خلقه، أرسله للجن والإنس بشيرًا ونذيرًا، فما بقـي من خير إلا دل الأمة عليه، ولا شرًّا إلا حذرها منه، فصلوات ربي وسلامه عليه، وقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾صدق الله العظيم ، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، صلاة دائمة ما دام الليل والنهار، اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
فاعتبروا يا أولي الأبصار بمرور الأعوام وتردد الأيام، قال تعالى: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ صدق الله العظيم ,فها أنتم ترون أننا مع مرور الليالي والأيام والأعوام والتي يتبعها مرور الأعمار، وعلى هذا فالواجب علينا أن نعتبر بسنيننا الماضية، وسنتنا هذه التي فقدنا فيها عزيز على قلوبنا كان ابن اخي حاتميا في حبِّه لأهله مِعطائا بلا حدود نقي القلب والسريرة ترجّل عن الحصان وهو في قمّة العطاء لنا وفي ريعان الشباب مودِّعا من أحبّ ومن أحبّوه وما زالت قلوبهم تدمع لفراقه وسيبقى الحزن غلافها يرحمه الله الى حين ان يشاء الله .
وأختنا الحبيبة الأحنُّ علينا والأحب لقلوبنا والتي مازالت غائبة في غيبوبة منذ أيام ونحن من حولها ندعوا ان يكتب الله لها الشفاء وان تصحوا لتشاركنا الأمل بشفائها وعودة الصحّة والعافية لها وان يُزيل سقمها انه السميع المجيب .
وابن عمِّنا الحبيب الغالي ما زال غائب في ملكوت لا يدري إلاّ الله ماهو وما زالت ايدينا مرفوعة الى السماء تدعوا له بالشفاء والعودة لنا سالما معافى من رحلة نرجوا ان تكون عودته منها معافى سريعة للعائلة التي ما كان لها إلاّ الكريم المحبّ لها على الدوام ولم تغيِّبه عنها ابدا حدود النهر او بطش الأعداء تلك فلسطين الحبيبة التي قضى من عمره طويلا العمل على الحفاظ على هويتها عربية اسلاميّة .
وقبل ايام معدودة توفى شقيق نسيبنا المرحوم عودة في فلسطين نتيجة حادث تصادم مركبته بمركبة اسرائيلية رحمه الله وشفى زوجته وبناته انه السمميع القدير .
وبعد ايام تكون ذكرى وفاة الحبيب سماحة الوالد قائد العطاء وكافل الأيتام صاحب الحكمة والبسمة الدائمة والوقار الذي لم تغب ذكراه عنّا وعن اصدقائه لحظة وتأتي ذكراه الطيّبة أنّى وأينما كانوا .
وهكذا كان وما زال عامنا هذا حزين حزين وما زلنا محزونون جدّا فلا طعم لعيد ولا إحساس بفرح وفقط هو الدعاء الدعاء بالرحمة لحاتمنا الأعز والأحب للقلوب وبالشفاء والنجاة لأختنا نجاة التي في القلب هي الأحن ولإبن عمِّنا الأعز والأزكى طارق بالشفاء العاجل .
وحيث اننا سنحتفظ بالعيد في القلوب وعلى الألسنة دعاء بان يطيل في عمر أمِّنا وان يهبها الصحة والعافية والصبر الجميل وسنكون في حضرة الوالدة طيلة ايام عيد الفطر المبارك وتقبّل الله طاعاتكم وصيامكم وجعل ايامكم مباركة وسعيدة ولا اراكم الله سوءا في عزيز لديكم .
ويجب أن نتدارك ما فات بالعمل المثمر النافع لنا ولأبناء وطننا ولآخرتنا ولدنيانا، وأن لا نكون صُمًّا بُكمًا تمر علينا الحوادث وتنصرم أمامنا الأعوام والأيام من غير أن ندرك لها معنى، أو نتعظ بها، فيجب أن ندرك أن الحياة ليست نومًا وأكلًا وشربًا فقط، فارفعوا من شأن أنفسكم وأَعْمِلُوا أيديكم وأذهانكم، واعلموا أن الحياة دقائق وثواني، كما قيل:
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له:
إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها
فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني