10-07-2016 02:54 PM
بقلم : اشرف النوايسة
بت جازما أن الحكومة ممثلةً بالمختصين و على رأسهم وزير الاشغال الهلسة سامي ، يطربون لسماع أنباءِ سقوط ضحايا طريق الصحراوي ، الذي اصبح لا يخلو يوما إلاّ و يشهد مأساةً أو كارثةً مرورية ، لتودي بحياة مُرتاديه لا سمح الله أو تلحق بهم اضرارا ماديةً جسيمة في أحسن الأحوال .
لقد أصبح هذا الطريق الدولي الذي أُسِّسَ في ثمانينيات القرن الماضي ، يُشكل خطراً يفوق خطر خوض أيِّ معركة ، فالداخل مفقود و الخارج مولود ، إذ أصبح أبناء محافظات الجنوب الأربع من الكرك و الطفيلة و معان وصولا إلى العقبة ، يفكرون مليَّا قبل خوض زمام معركة استخدام هذا الطريق المتهالك ، الذي لو أحصيت خنادقه و جوره و مطباته و حفره ، لدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية ، اضافة الى كم الشاحنات الهائل التي تستخدم هذا الطريق ، والتي زادت من سوء حالته .
أما حكومتنا الرشيدة و المسؤولين الذين تعاقبوا عليها من أبناء هذه المحافظات و غيرها ، فهم في سبات عميق لم يحظى به أهل الكهف ، فكما يقول المثل العامي ( العرس بقـفـقـفة و الطخ بمعان ) ، لا يحركون ساكنا و لا يولون الامر أي انتباه ، متناسين أن هذه الطريق تخدم حوالى سبعمئة و خمسين الف نسمة من سكان هذه المحافظات الأربع ( الأردنية ) ، اضافة الى مرتاديها من باقي المحافظات و طلاب الجامعات ، علاوةً على أن هذه المناطق تعد مقصداً سياحيا لما تحويه من آثار نادرة ، فبدأ من قلعة الكرك مروراً بمحمية ضانا الطبيعة ، وصولا الى البترا التي صنفت اخيرا من عجائب الدنيا السبع ، و انتهاء بالعقبة ثغر الاردن الباسم و منفذه البحري الوحيد ، الذي يقصده الاردنيون من شمال الوطن الى جنوبه لقضاء الاجازة و الاستجمام ، لكن بات هذا الطريق يقف عائقا دون ذلك ، فهي مغامرةٌ لا تحمد عقباها ، فالطريق في حالة يرثى لها ، وبحاجة الى اعادة البناء و التأهيل و التخطيط ، ووضع العواكس خصوصا في ظل انعدام الانارة .
فهنا لا بد من دق ناقوس الخطر لإيقاض مسؤولينا ودعوتهم لزيارة هذه الطريق ( بسياراتهم الفارهة ) للاطلاع على ما تبقى منها ، لكن حذاري من طريق الموت ، فهو لايُميِّز بين مسؤولٍ و غير مسؤول .