بقلم :

هاشم الخالدي

ساروي لكم ما حدث معي شخصيآ وليس ما سمعتة من هنا وهناك ؟

قبل ايام ذهبت في اجازه الى العاصمه الرومانيه بوخارست وشاءت الصدف ان اكون ضيفاً على ابن عمتي الذي يقم هناك ليأخدنا لتناول الطعام الغداء في مطعم لبنان الشهير .

فرحت لوجود طعام عربي هناك وجلسنا ننتظر الطعام بشهيه لكنني فوجئت بعد لحظات بدخول اكثر من عشرون شابا قي مقتبل العمر يرتدون التشيرت الأردني الذي يتزين بالوان العلم الأردني وكلمه ( jordan)... ففرحت من كل قلبي ان اشاهد اسم بلدي في الغربه .


ويبد ان الفرحه لم تكتمل عندما بدأت اراقب تصرفاتهم في الغربه .... شباب في مقبل العمر تعلو اصواتهم احيانا وتنخفض احيانا اخرى ..تتعالى الضحكات والمزاح والصخب الذي بدأت وتيرته تتزايد شيئا فشيئا لكن الملف في القضيه ان بعضآ من هؤلاء الشباب بدؤا يتلفظون بالفاظ نابيه وشتائم من تحت الحزام على بعضهم البعض من باب المزاح ولم يراعي هؤلاء الصبيه انهم يمثلون وطنهم وانهم يجلسون في مطعم عام يتواجد فيه الأردني والسوري واللبناني والروماني وربما زبائن من جنسيات اخرى.

حين ذهبت الى المغسله بعيد انتهاء الطعام صادفت ثلاثه منهم يتحدثون بلغه الشوارع وبصوت مرتفع معتقدين انهم يملكون المكان وحدهم ولم يخلو كلامهم من الشتائم القذرة التي ما تعودت على سماعها .

كظمت غيضي وغادرت المطعم متأسفا على وجود مثل هذه الفئه التي تسرح وتمرح في رومانيا وتمثل بلدي هناك دون ان يراعي احد من هؤلاء انهم يمثلون وطنهم وان اي تصرف سيئ من احدهم قد يحسب على البلد ذاتها وليس على الشخص المسيئ .

كنت اعتقد انها مجرد صدفه وانتهت ، لكنني فوجئت للمره الثانيه عندما ذهبت الى مطار بوخارست باتجاه العوده الى العاصمه مجموعه من هؤلاء الشبان متواجدون امام البوابه الرئيسيه للمطار فادركت انهم سيعودون معنا في ذات الطائره المتجهه الى عمان .

بدات انا وابن عمتي في انزال الحقائب من السياره وبدأنا بتفحص المكان لمعرفة الطريق المؤدي الى صالة المغادرين فاذا باصوات خمسه من اعضاء هذا الوفد الشبابي تعلو كما كانت في المطعم قبل ايام لكنها هذا المره بقذاره اكثر .

كانو يدخنون السجائر ويتداولون النكت الصاخبه... فجأه تقدم احدهم مخاطبأ زميله بصوت مرتفع جدآ قائلا له ما حرفه " بتعرف انك واحد خول ...ولك انت واحد .....".

صدمت في بدايه الأمر لكنني بدأت اعتاد على امتصاص الصدمات حيثما بدأت تنهمر من السنتهم قذاره الشتائم وانواعها وبعلو سمعه ربما كل من كان يتجه الى صالة المغادرين .


في تمام الساعه الثانيه عشر والثلث مساءا دخلنا لنأخذ مقاعدنا في الطائره وكان يجلس ثلاث منهم خلف مقعدي انا وابن عمتي بينما يجلس المدربون في المقاعد الاماميه لمقاعدنا .

بدأ المزاح وتسلسل النكت والضحك والصخب بعد ساعه من الاقلاع فيما حاول احد المشرفين على هذا الوفد الشبابي ان يبقى على هدوء فريقه، لكن المؤسف في الموضوع ان مضيفه الطائرة حينما سألت الشبان الثلاثة من الوفد الشبابي الذين يجلسون خلفي تماما عما يريدون من طلبات الشاي و القهوة و الكولا ، طلب اثنان منهم مشروبا كحوليا و يدعى " الواين" ، و بالفعل همت المضيفه في صب الخمور في الكؤوس واعطاؤها لهؤلاء الشباب الذين لم يتموا ربما الخمسة والعشرون عاماً ، غير ان احد المشرفين انتبه لطلباتهم القذرة واشار الى المضيفة بعدم الانصياع لرغباتهم و عدم صب الخمور لهم .

أبدى الشبان امتعاضهم من تدخل المشرف لأنهم وعلى ما يبدو كانوا قد عقدوا العزم على احتساء الخمور في الطائرة ، فمضت الرحلة الى عمان دون ان تتم تلبية رغباتهم في الوقت الذي أصر لاعب اخر يجلس في الخلف على احتساء الخمور فأشار له المشرف بأن عليه ان يأخذ اذن كبير المشرفين على ما يبدو ، و لم أفهم ما هي رتبته او مكانته بين المشرفين ... و لم اعلم اذا ما تمت تلبية رغبة الشاب السكير فيما بعد ام لا .

اعتقد ان ما حصل هو شيء مخزي بكل ما تحملة الكلمة من معنى، فانا افهم ان تمثيل الوطن في الخارج هو شرف كبير وان التهاون فيه او خدشه هو عار اكبر.

بالنهايه ... يجب ان يتعلم هؤلاء الفتيه ان الادب مطلوب في كل مناحي الحياة وكان على مشرفيهم ان يعلمونهم انهم يمثلون بلدا محترما اسمه الاردن وان ارتدائهم لفانيلا عليها علم الاردن واسم الاردن يعني انهم تحولوا الى سفراء لهذا البلد الذي لا اقبل منهم ولا من غيرهم ان يخدشوه.

اعذروني فانا اشعر بالقرف مما سمعت وشاهدت ولكن هل شعر هؤلاء انهم طعنوا وطنهم وشوهوا سمعته في الخارج؟؟؟؟
هل هذه هي اخلاق بعض وفودنا التي تمثلنا في الخارج ... اذا كان الجواب بنعم فهذه فضيحه بكل معنى الكلمه .... وللحديث بقية

الكاتب مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com