حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,17 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29341

اردوغان نصر مُظفر مبين على الخونه الإنقلابيين

اردوغان نصر مُظفر مبين على الخونه الإنقلابيين

اردوغان نصر مُظفر مبين على الخونه الإنقلابيين

19-07-2016 09:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : منور أحمد الدباس
كانت ليله ساخنه وصلت الى درجة الغليان ، حيث نشرت محطات فضائيه خبر عاجل عن انقلاب عسكري في تركيا ، وعلى إثر ذلك الخبر جهزت نفسي لمتابعة هذا الخبر السيء ، فتركيا هي البلد الإسلامي الذي لايزال يدافع عن الإسلام ، ويتبنى ويناصر القضايا العربيه والإسلاميه ، وقد اثبتت الأحداث والمتغيرات ان تركيا هي السند الوحيد والمتبقي لمساندة المستضعفين من المسلمين عامه والعرب خاصه ، لذلك وجب علي ان اتابع هذا الحدث الهام وفي هذه الظروف الصعبه والمتغيرات المتلاحقه الخطيره ، فبقيت اتابع وبشكل دقيق يغمرني القلق ويحدوني الخوف ومتواصل عبر الفصائيات وخاصه محطة الجزيره ، من الساعه العاشره مساء الى السادسه صباحا ، اسمع من هنا ومن هناك حتى تأكد لي الخبر من اكثر من مصدر .
فقد أعلن عن انقلاب عسكري في تركيا قامت به شرذمه من المتمردين من تشكيلات القوات المسلحه التركيه ، من الجيش والدرك وسلاح الجو والبحريه ، وقد انتشر الخبر وبشكل سريع وبما يفيد بأن قوات الإنقلاب قد سيطرت على كل مفاصل الدوله التركيه ، وقد بسطت يدها على السلطه ، وفي خضم هذه الانباء دخلت مجموعه من قوات الإنقلاب مبنى التلفزيون التركي الرسمي واجبرت احدى الإعلاميات على إذاعة بيان موجه للشعب التركي وكان أهم ما جاء فيه ، اعلان حالة الطوارىء في كل الدوله التركيه وفرض حالة عدم التجول ، واغلاق الطرق الرئيسه ، وحظر الطيران في كافة المطارات التركيه ، وقد اكد البيان على المحافظه والإلتزام بكل الإتفاقيات والتعهدات التركيه مع الغير .
وقد بدأت وسائل الإعلام المختلفه بالحديث في أول ساعتين من زمن الإنقلاب بأن الأنقلابيين قد نجحوا في انقلابهم ، وبعد ذلك اخذ الوضع في تركيا بالتغير السريع ، وذلك بعد ان اجرت احدى القنوات الرسميه"سي إن إن مقابله عبر " فاس تايم "مع الرئيس رجب طيب اردوغان ، وكان ذالك هو اول ظهور له بعد الإعلان عن الإنقلاب ، وقد تحدث للشعب طالبا منه النزول الى الميادين في المدن التركيه للدفاع عن الديمقراطيه التركيه وطمئن الشعب بأن كل ماحدث هو تحت السيطره وقال : انني موجود في مدينة مرمره ، ومسافة الطريق سأكون بينكم إن شاء الله تعالى وقد امرت الشرطه والقوات الخاصه وكل القطاعات المواليه في الجيش والدرك بالتصدي للخونه الإنقلابيين وهم قادرون بعون الله على ذالك وسيرى الذين ظلمو أي منقلب ينقلبون .
وكأن مايحدث كان يشابه الخيال ، وما ان انتهت المقابله واذ بالشعب التركي يخرج الى الشوارع افواجا افواجا ، وصوت الله اكبر يعلو من كل مآذن المساجد في المدن التركيه واصبحت المحطات الفضائيه تركز على الشارع التركي الذي عجت وفاضت به شوارع وميادين المدن التركيه وخصوصا في انقره واسطنبول ، حيث امتلأ ميدان تقسيم وفاض عن حده ، وكان نزول الشعب الى الشارع تلبية لنداء الرئيس رجب طيب اردوغان ، حيث وصفه الإعلام بالنزول المذهل والسيل العارم الفياض ، وبعد ذالك تحدث الرئيس السابق عبدالله غل و رئيس الوزراء بن علي يلدرم ثم تبعه رئيس مجلس النواب إسماعيل كهرمان ورئيس الوزراء السابق داود أوغلو ، وكلهم كانوا يطالبون الشعب التركي بالنزول الى الشارع والدفاع عن الدستور والديمقراطيه التركيه ، وكان جميعهم يتشابهون في الكلام في مخاطبة الشعب التركي البطل ، وقد اجمعوا بأن الوضع تحت السيطره وان قوات الشرطه والقوات المواليه للرئيس تتصدى للإنقلابيين الخونه وبعد ذلك اعلنت جميع الاحزاب التركيه المعارضه تباعا وقوفها الى جانب الرئيس والحكومه الشرعيه المنتخبه .
هذا وتحدثت مع الإعلام قيادات كبيره من الجيش والشرطه والدرك والبحريه يستنكرون ما يحدث ومعلنين انحيازهم للدفاع عن الشرعيه ، هذه الخطوات الهامه قد قلبت الكفه وكل الموازين ، وبعد ان سيطر الإنقلابيون على مطار اسطنبول ، وتم الإعلان عن تعطيل ووقف حركة المطارات وفي اعقاب ذالك زحف الشعب الى مطار اسطنبول ، وتعاون الشعب مع الشرطه والقوات الخاصه في اخراج الدبابات من مطار اتاتورك الدولي في اسطنبول وطلبوا من طواقمها تسليم انفسهم للشرطه ، وفعلا سلموا انفسهم للشرطه بفعل ضغط الجماهير والشرطه وقد شاهدتهم بعيني على الشاشات ينزلون من الدبابات ويركبون بباص الشرطه لنقلهم الى مراكز الإعتقال ، وكذلك فعلت كل القوات الموجوده في الشوارع حيث سلمت نفسها وبضغط من الشعب والشرطه ، وغدت شوارع المدن الرئيسيه خاليه من زمر الجيش المتورطين في الإنقلاب .
وفي ظل وتحت هذه الظروف الصعبه الظلاميه ، وصل الرئيس اردوغان بطائرته الخاصه الى مطار اتاتورك الدولي في اسطنبول ، وقد اصبح المطار آمنا ، وترجل من سيارته السوداء اللون والجماهير تلتف من حوله الى ان دخل الى قاعة المؤتمرات في المطار ، وعقد مؤتمرا صحفيا اشاد فيه بالشعب التركي البطل الشجاع الوفي ، والاحزاب السياسيه ، وكل المعارضه الوطنيه الواعيه التي انحازت الى الوطن والشرعيه ، واشاد ايضا بكل القوات التي تتصدى للشرذمه الخارجه على القانون ، وبعد الإنتهاء من المؤتمر الصحفي ، وجه رساله الى الشعب التركي طالبا منه البقاء في الشارع والميادين ووجه كذالك نداء الى كافة القوى السياسيه والبرلمان للنزول الى الشارع ، وقد استقر الرئيس في مطار اسطنبول يتابع الوضع عن كثب في بلاده ، وقال ردا على سؤال من الصحفيين سوف تعود حركة الطيران في المطارات في تمام الساعه السادسه صباحا إن شاء الله تعالى ، وفعلا عادت المطارات التركيه لتعمل كالمعتاد كما وعد الرئيس التركي ، ثم خرجت تصريحات قويه لبعض وزراء الحكومه التركيه اعلنوا عبرها بأن الوضع تحت السيطره ، وان مجموعه من الجنرالات الموالين لفتح الله غولن المقيم في امريكا من الجيش والدرك والبحريه وسلاح الجو هم من قادوا عملية الإنقلاب وليس الجيش كله ، حيث اظهر قادة الجيش والأركان وقوفهم مع الشرعيه ولا علاقة لهم بما يحدث وسيدافعون عن الدستور والحكومه الشرعيه المنتخبه ، وقد انتشر خبر اعتقال رئيس هيئة الأركان للجيش التركي والتحفظ عليه من قبل الإنقلابيين ، هذا وقد تبين ان قائد الانقلاب العسكري حسب بعض التصريحات الصادره من وزراء في الحكومه هو المستشار القانوني لرئيس هيئة الأركان الجيش التركي ، ويشترك معه قائد قوات الدرك وسلاح الجو والذين تم اعتقالهم من قبل القوات الخاصه بالتعاون مع الشرطه ، وقيل ان قائد قوات الدرك قد قتل.
ثم تسارعت وتوالت الاحداث تباعا حيث ظهرت طائرتان حربيه اف 16 وطائرتان مروحيه وحلقن فوق ميدان تقسيم ، وتبين انها تابعه للإنقلابيين ، وقد هاجمت احدى الطائرات مقر مجلس النواب ، وتم الإعلان عن قتل 12 شرطيا و اضرار ماديه في مشآت المبنى من جراء القصف ، تم بعدها تم ارسال تهديد لطائرات الإنقلاب بالعوده الى قواعدها وتسليم انفسهم للشرطه ، وتم الإعلان عن حظر الطيران الحربي في سماء تركيا ، وفعلا تم استسلامهم ، واسقطت طياره مروحيه والثانيه هربت وحطت في احدى مطارات الجزر اليونانيه وعلى متنها ثمانية جنرلات كبار ،وقد وعدت اليونان باعادة الطائره ومن فيها وتسليمهم للدوله التركيه ، لكنها اعادت الطائره ولم تسلم الضباط الثمانيه .
ولا تزال بعض البؤر للإنقلابيين يعمل الجيش والشرطه على التعامل معها ، ولم يبقى الا بعض البؤر الضعيفه والمحاصره من قبل الشرطه ، وفي آخر تصريح للرئيس رجب طيب اردوغان بأن العمليه الإنقلابيه قد انتهت نهائيا ، وكذلك اعلن وزير الدفاع التركي واكد على ذلك وان الشعب والديمقراطيه قد انتصرت ، وسيق الخونه الى السجون في انتظار المحاكمه .
واقول عقب هذه الأحداث بأنه من الاسباب التي افشلت الإنقلاب هو ان الإنقلابيين يفتقدون لقاعده شعبيه لدعم انقلابهم على الارض ، ومنحهم التأييد السياسي ، بينما الشعب والقوى السياسيه في تركيا كلها التفت حول الرئيس والحكومه الشرعيه المنتخبه والدستور، كذلك هناك اخطاء تكتيكيه وعدم تناغم المتورطين في الإنقلاب سيما وانه يغلب عليهم الرتب العاليه ، ناهيك عن التفاف الشعب التركي كاملا على الشرعيه رافضا العوده لهيمنة العسكر البغيضه المتخلفه ، والذي من شأنه بأن يعيد تركيا اربعون سنه الى الوراء ، وان الشعب التركي اصبح ذو ثقافه ديمقراطيه عاليه تذوق طعمها الحقيقي بعد ان حكم تركيا حزب العداله والتنميه ، ولا يمكنه ان ينجر الى مثل هذه السقطات العسكريه المضره بالوطن ، ومن خلال هذه المقاله ومن على هذا المنبر الإعلامي الموقر ، اتقدم الى الشعب التركي ، والرئيس التركي ، والحكومة التركيه ،وكل القوى الوطنيه والحزبيه في تركيا لأقول لهم لقد سطرتم كل معاني الوطنيه والديمقراطيه الحقيقيه الشفافه والدفاع عنها ، وضربتم مثلا عاليا ومميزا غير مسبوق في العالم لا من قبل ولا من بعد ، وكذلك اتقدم بالتهنئه والمباركه لكل المؤيدين والمتعاطفين في وطني الاردن الحبيب وفي كل العالم مع الشعب التركي ونظامه الشرعي والذي جاء من رحم الديمقراطيه الحقيقيه .
حمى الله دولة تركيا المسلمه وعاش الزعيم التركي الشجاع رجب طيب اردوغان ورفاقه الشجعان الميامين ، والذين سطروا بحروف من نور في صفحات تاريخ الدوله التركيه مثلا عاليا في الشجاعه والوطنيه وإدارة الدوله التركيه بامتياز وبنجاح باهر منقطع النظير وفي كل الميادين وعلى كل الصعد .
dabbasmnwer@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 29341
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم