بقلم : هاشم الخالدي

بعد شهرين ونصف نكون قد وصلنا الى فجر يتوجه به معظم الاردنيين الى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد نتفاءل به خيرآ ، لكنني شخصياً محبط الى درجه كبيرة لأن تركيبته لن تختلف عن المجلس السابق سواء بالوجوه او التوجهات .

وربما يكون الاختلاف الوحيد هو وصول نواب تابعون لجماعه الاخوان وحزب جبهة العمل الاسلامي اذا ما قرروا المضي في قرارهم بالمشاركة.

هذه الانتخابات وبحسب التعديل الذي جرى على قانون الانتخاب سيخوضها المرشحون ضمن كتل انتخابيه، و أزعم ان معظم المرشحين لم يستوعبوا حتى الان كيف ستحسب الحكومه نسبة الناجح من الخاسر في تلك الكتل.

 
وهو ذات الجدل والابهام الذي عشناه عندما تفتق ذهن الحكومه قبل اربع سنوات فاخترعت لنا قصة (نائب وطن ) ، لنكتشف فيما بعد انها مجرد مقلب كبير المستفيد منه فقط هو رئيس الكتله بينما تبين بعد انتهاء الانتخابات وبدء فرز الاصوات ان اعضاء الكتله هم عبارة عن اوراق تجميع  لأصوات الزعيم "رئيس الكتلة" .. او لنقل الاسم الابرز فيها.

ويعلم الجميع انذاك ان مشاكل عدة حدثت على قائمه وطن بعد ظهور النتائج ، اذ تفسخت كثير من الكتل الحزبيه وتفسخت كثير من الصداقات و الائتلافات العشائريه عندما اكتشف هؤلاء المقلب، اذ يصعب او يستحيل ان ينجح اكثر من مرشح في الكتله الواحده الا اذا كانت كتله حارقه مارقه ... وهذا لم يحدث في الانتخابات الماضية.

الان يقوم معظم المرشحين الاقوياء على تشكيل كتل في دوائرهم الانتخابيه ومعظمهم يعلم انه سيكون الاوفر حظأ للفوز وان اعضاء كتلته سينفذون ذات الوظيفه التي أداها في الانتخابات الماضيه اعضاء كتله "وطن " اذ يستحيل كما قلت ان ينجح المرشح رقم (2) في الكتلة الانتخابيه الا في حاله واحده ، وهو ان تجمع عشيرة قوية ذات أصوات كبيرة على كتلة واحده تتيح لهم قوه اصواتهم على ايصال مرشحين اثنين للمجلس وهذا الامر بالطبع يخضع لحسابات عدد الاصوات الانتخابية للعشائر الاخرى التي قد تدعم مرشحين الكتله ايضاً.

بالمحصلة فان اكبر الصدمات ستحدث ربما في العاصمه عمان عندما تظهر نتائج الانتخابات والتي سيكتشف فيها المرشحون انهم عملوا لرئيس الكتله او لأقوى مرشح فيها، كما تعمل أسراب النحل التي تفدي الملكة بروحها ، فتموت تلك النحلات مقابل بقاء ملكه النحل ...اذ سيكون الفوز للأقوى فقط وهو حسب ما اعتقد، سيشكل ظلماً كبيراً للمرشحين الذين يدخلون في كتل مع رموز انتخابيه ويجهدون في صب الاصوات ، ليكتشفوا فيما بعد انهم كانوا عباره عن وعاء تجميع لا اكثر.

طبعا هذه الحاله ربما لا تنطبق على مرشحي جبهه العمل الاسلامي الذي يخططون دائمآ افضل من الجميع حيث يصب جل ناخبين على كتلتهم الانتخابيه اذ من الطبيعي ان نشاهد ثلاته او اربعة من كتلة اسلاميه قد نجحت بالكامل لان لهذه الجماعه سياسه "الصلب الكامل "..على مرشحيهم تختلف عن سياسات الكتل الاخرى.

هذه مجرد خاطرة اسخلصتها من القراءة الاولية لقانون الانتخاب الجديد الذي ازعم انه سيثير الكثير من الجدل... وللحديث بقيه.

الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com