حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,18 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 29851

عد رجالك وارد الماء

عد رجالك وارد الماء

عد رجالك وارد الماء

21-07-2016 09:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
يعد هذا المثل الشعبي جزء من مورثنا الشعبي الأردني يكثر الحديث عنه في المناسبات التي تستدعي الحاجة إلى العدد ، فتجد الأردني يردد عبارة " الكثرة غلبت الشجاعة " كما أن هذا المثل جزء من الثقافة العربية بشكل عام كون العربي يحب كثرة الأولاد وتحديدا الذكور منهم على مبدأ " بيت الرجال ولا بيت مال " " والأولاد عزوة " وهذا المنطق جزء من الثقافة الإسلامية التي تستند إلى دعوة النبي الكريم عليه السلام إلى التكاثر " تناكحوا ، تكاثروا ، ومما لا شك فيه أن الهدف من هذه الدعوة النبوية الكريمة تكثير سواد الأمة لحمل رسالة الإسلام ، وللدفاع عن كرامة الأمة .
ولا شك أن مورثنا الشعبي " عد رجالك وارد الماء " ومورثنا الثقافي العربي ، ومورثنا الإسلامي المتعلق إلى التكاثر يحتاج إلى إعادة نظر في التعامل مع الكثرة ، فالكثرة مع النوعية مطلوبة ، والكثرة الكمية من غير النوعية تتحول إلى عبء اجتماعي واقتصادي وثقافي ، وهذا يعبر عنه في مورثنا الشعبي بقولهم " عد رجالك عد من الأقرع إلى ...... للتعبير عن الكثرة من غير نفع وفائدة ، ويعنون بذلك أن الكثرة ليست دائما محمودة ، فحين تكون أسدا بين مجموعة أسود فهذا أمر محمود ، ولكن حين يكون الفرد اسدا بين مجموعة من القطيع فهو أمر مذموم .
وفي الفكر الإسلامي الخالي من الفهم الخاطئ دعوة إلى النوعية التي يجب أن ترافق الكثرة ، فالكثرة المطلوبة هي التي تكون قادرة على القيام بدورها في الحياة ، فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، " وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله " وهذه الفئة هي الفئة النوعية المتميزة ،وبالمقابل هناك ذم للكثرة التي هي مجرد عبء وحمولة زائدة " وإن تطع أكثر من الأرض يضلوك عن سبيل الله " .
فالعبرة ليست دائما بالكثرة ، وأظن جازما أن النبي حينما دعا إلى التكاثر إنما دعا إلى التكاثر النوعي الذي يحقق مصالح الأمة وقوتها ، وشواهد ذلك كثيرة في الحياة اليومية ، فكم من رجل لديه عشرة ابناء أو أكثر قد خذلوه ، وكم من رجل لديه ولد أو ولدان قد خدموه واحسنوا البر به ، ونجد هذا في نوعية الرجال ، فهذا ابو بكر يرسل إلى جيشه في العراق رجل واحدا ويقول لقائد جيشه : أرسلت لك رجلا بألف رجل ، " وكم من رجل يعد بألف رجل " ولذلك الحاجة إلى النوعية مقدمة على الحاجة إلى الكثرة من غير نوعية ، فما أغنت الكثرة عن أمة العرب ، وهي تعاني ما تعاني من الجهل والفقر والمرض ، ولديها من التحديات الجسام ما يتطلب وعيا وفكرا وعلما يجنبها كل هذه المعضلات بعيدا عن منطق " عد رجالك وارد الماء " الذي لم يعد يسمن ولا يغني من جوع في زمن القوة للفكر والعقل والعلم .








طباعة
  • المشاهدات: 29851
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم