حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25613

لهذا فرحت بسقوط الإنقلاب

لهذا فرحت بسقوط الإنقلاب

لهذا فرحت بسقوط الإنقلاب

21-07-2016 09:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رائد علي العمايرة

ظن أقوام أنني أعلنت عن فرحي وفرح الأمة الإسلامية احتفاء بنجاة (أردوغان)
وليس ذلك بصحيح أبدا، فلست معنيا بتقديس شخص أيا يكن بعد (محمد صلى الله عليه وسلم)
الأشخاص يذهبون ومن يعول عليهم سيفشل،ومن يبكي على من مضى منهم فهو عاجز،إنما تبقى الخطط والمناهج الراسخة، ويفنى الناس ويتبدلون بأناس آخرين.
فرحت بفشل الإنقلاب لأنني أرى تشفيا في عيون أعداء ملتي الذين تكالبوا على اختلاف مناهجهم وتضاد ما فيها فلم يمنعهم اختلافهم الفكري من إبادتي وإبادة ديني وانتهاك عرضي ومحو هويتي.
وقد رأوا أن كل السدود التي تمنعني منهم هشة،وهم من يصنعون اصلا تلك السدود ويتحكمون فيها،وهم من قد يقررون ربما وفق خطة جديدة أن يزيلوا هذه السدود، فأغدو عريانا من كل شيء تلفحني ريح التشرد ويذلني اللجوء -إن نجوت من القتل- وينهب مالدي من مؤونة اتقوى بها في وقت الشدة.
ولم يكن أمامهم سد منيع سوى تركيا،وبرغم أنها توافقهم في كثير من مناهجهم الفكرية، إلا أنها لم تكن تنساق وفق برامجهم كما يريدون،وكان لها اختيارات تخصها، ربما ضربت أحيانا بإملاءآتهم عرض الحائط إن اصطدمت بخياراتها .
لم يكونوا يسوقونها سوقاً كما تعودنا من الأنظمة العربية،وقد جاء نظامها الحالي برغم انغماسه في العلمانية، بشيء أعطى حرية للمسلمين هناك، وكرَّس خيراتهم لهم فانتفعوا منها، ولم يصادرها ألأجنبي الحاقد أمام أعينهم والقى اليهم بفتاتها.
كانت تركيا هي السد الأخير الذي يريد المجرمون تقويضه،كانت ملجأ المستضعفين الذين أطبقت عليهم كل قوى الشر لتفنيهم وتذل من يتبقى منهم ففوتت عليهم تركيا بعضاً من ذلك الشر.
كانت مندوحة الحرية التي هرب اليها كثير من مفكري بلداننا المضطهدة فتنفسوا فيها نسمة حرية حقيقية.
لقد رأينا الفرحة في أول نبأ عن الإنقلاب في تصريحات العلمانيين، فلماذا يعادونها وهي علمانية وفيها ما لا ينشدونه في بلدانهم من الحرية والديمقراطية والتقدم والأمان.
ورأينا مثلها فرحة في أعين اليساريين الذين انطلقت حناجرهم ومنشوراتهم بالشماتة.
وراينا فرحة أعظم منها من (القومجيين) الذين يرفضون كل ما ليس بعربي،في خطاباتهم(المكرورة) وينسدحون كالبساط المهترئ البالي تحت أقدام الفرس الصفويين.
ورأينا تشفيا وفرحة أعظم عند الرافضة الشيعة الذين لا يرون تركيا بلدا علمانياً، وإنما بلدا سنياً فوت عليهم إبادة ما تبقى من المسلمين،وأفشل بعضا من خططهم لتتمدد ايران المجوسية وتعيث فسادا في كل بلد سني.
ورأينا سكوتا وترقبا وتمنيا من كل الدول التي ترعى الديمقراطية في الغرب وتنادي بها،تنتظر بأن ينجح الإنقلاب وتصبح تركيا دولة عسكرية تحكم بالبسطار وتفتح زنازينها عندئذ لكل من يعاند الاستكبار الغربي ولو فكريا فيلقى في تلك الزنازين بتهمة الإرهاب.
ورأينا تشفيا أعظم من كل الدول التي أحرجتها تركيا باستقلالها ورفاهها وأمانها وقوتها، رأينا من هؤلاء تشفياً أرذل مما سواه، وتصور اعلامها فورا حالة فانتازيا لسيناريو الانقلاب ولم يتحسبوا أن يأتي انبلاج الصبح بأنباء خيبتهم من كثرة ما تعودوا التفكير والتدبير في الظلام دوما، ولسان حالهم: إن لم تصبح أسوأ مني فلا أقل بأن تكون مثلي.
أعلم بأن أردوغان لا يمثل المشروع الإسلامي الذي ننشده ونتأمل أن يعلو وينتشر،ولكنني أعلم أيضا أن اجتماع كل الشامتين الذين ذكرتهم آنفاً، ليس اجتماعا عبثيا، إنما هو اجتماع فطري جمعهم عليه ما يحملون من الشر والإجرام والمخططات القذرة.
وأعجبني ما رأيته من الأتراك في تعلقهم بمشروع دولتهم،وإفشالهم مخططا يعيدهم الى الوراء،إلى الكبت والنهب والقتل والإرهاب والضياع والسجن والحرمان والفساد.
ولشد ما أعجبني انهم لم ينسبوا النجاح الى شخص مُخَلِّصٍ يختصرون فيه أمتهم وفخرهم وعزتهم وقوتهم وتاريخ بلادهم،وإنما اختصروا ذلك بكيانهم جميعا وهي دولتهم، وعبروا عن ذلك كله بسجودهم لله شكرا،لا برقصٍ وحنجلةٍ وعهرٍ وصفاقةٍ كما فعل غيرهم.








طباعة
  • المشاهدات: 25613
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم