في ربوع بلادي تتلاقى الحضارات بالشعوب , وفي سوق الجمعة في العبدلي يتلاقى الفقراء بالأغنياء وأهل الريف بأهل المدينة , وهذا بحد ذاته يبعث على الاطمئنان بأننا شعب واحد , ولكن كمشهد سياحي مجرد من الحضارة , ولا يعقل ونحن نبني حضارتنا الحديثة ان نرتكب اخطاء بحق الوطن والمواطن , والعبدلي يعتبر قلب العاصمة عمان , ووجود سوق شعبي في قلب عمان موقع جيد بالنسبة لجميع السكان وللمدن المجاورة لعمان , ولكن هل نسيت امانة عمان الكبرى بأن موقعا استراتيجيا مثل العبدلي , يجب ان يجهز على مستوى عال من الرقي , وبطريقة تتناسب والذوق العام , وفي بداية دخولنا الى السوق نلتقي موظف البوابة الرئيسية وبعبارته المعروفة ممنوع دخول السيارات نهائيا مع العلم تخل سيارات المعارف والأصدقاء والمحسوبية والسيارات الراقية والسيارات ذات الصبغة الحكومية والعسكرية , ولأنه لا يوجد كراج مخصص للسيارات سوى واحد صغير جدا وبأسعار خيالية وبأسلوب حدث ولا حرج نضطر للاصطفاف على جوانب الشارع الرئيسي واطراف الشوارع ونعيق حركة السير , وهنا كل واحد يجب ان يقوم بوظيفته وخصوصا الشرطة لحفظ الأمن والنظام ويبدأ بتحرير المخالفة لكل سيارة , ويعمل بسرعة البرق لكثرة السيارات , وبعد دخول السوق تتناثر المواقع الصغيرة والضيقة والتي لا تتسع للناس , والأكثر جاء للفرجة والتعليق ناهيك عن ثقافة الباعة المميزة والأصوات العالية والتعليق وكلام لا نريد سماعه . والنظافة في السوق من خضروات وملابس ممزقة واحذية استبدلت ورائحة كريهة وبضاعة داخل الممرات والأطفال يبحثون عن اهلهم وكأن البضاعة اهم من الطفل ورأيت بعيني من تبكي بحرارة وألم وقد اضاعت طفلها بعمر سنتان ونصف والمهم عندما وجدته قالت وبالحرف الواحد والله لن اعود مرة اخرى الى السوق وكأننا بالعصور القديمة . وانا لا انكر بأن هذا السوق اخذ شهرة قوية جدا على المستوى المحلي ...ومن واجبنا ان ننقله ونطوره بصورة وطريقة حضارية تليق بنا كشعب متحضر , حيث نعمل على ايجاد مساحة واسعة وبناء محلات جيدة بترتيب ممتاز و ليس بخيش وقماش عفا عليه الزمن وتقسيم السوق بشكل حضاري وكل قسم لوحده سواء كان خضروات او فواكه او ملابس او احذية وهكذا وان تكون طريقة البيع حضارية لنعكس صورة الأردن المشرقة في عيون الناس وعيون الأجانب والعرب والذين يتوافدون بأعداد هائلة . وبالنسبة لسوق صويلح وبعد ان هدم على رؤوس البائعين والناس الموجودة وموقعه الغير قانوني لوجوده على دوار صويلح الرئيسي ولعدم توفر كراج يجب على الأمانه نقله وبالسرعة الممكنة لتفادي اعاقة حركة السير ةالتقليل من الحوادث في ذلك الموقع . ومعا يدا بيد ولنراجع انفسنا مواطن ومسؤول والمصلحة الوطنية فوق اي اعتبار والشعور بالغيرة على الوطن واجب قومي لكل من يحب وينتمي لهذا الوطن المعطاء والذي لم يبخل يوما على ابنائه بالعطاء , واخيرا وليس اخرا هذا ليس نقدا وانما حقيقة لأنه وطننا واردننا وكل ما نملك في حياتنا