بقلم : هاشم الخالدي
رغم انني ارتبط بعلاقة طيبه مع وزير التربيه الدكتور محمد الذنيبات لكن ذلك لا يمنعني احيانا من انتقاده او سماع وجهة نظر مغايرة لوجة نظره فيما يتعلق بالتشدد في امتحانات الثانويه العامه وصعوبه الاسئله وتلك القائمه الطويلة التي اتهم الوزير بها من قبل طلاب توجيهي وحتى عائلاتهم ؟

صباح اليوم اتصل بي صديق يتولى حاليا منصب نائب مدير عام مؤسسة حكومه وتلا على مسامعي وجهة نظر حول نتائج التوجيهي احترمها واقدمها لكم لعل في طياتها ما يمكن ان نستفيد منه ويكون صحيحآ .

يقول صديقي : وزير التربية وعلى مدار الاربعه اعوام التي مكث فيها وزيرآ لتربيه تقدم لامتحانات التوجيهي ما يقارب 130 الف طالب في كل عام ، فاذا قارنا نسبة النجاح التي يعلنها الوزير الذنيبات في كل عام والتي تتراوح بين 36_40% فمعنى ذلك ان ما يقارب من 64 الى 50 الف طالب نجحو من امتحانات الثانويه العامه كل عام وتبقى ما يقرب من 70_80 الف لم يحالفهم الحظ.

يكمل صديقي قائلا : سنفترض ان 10 الاف من هؤلاء الذين لم يتخرجوا قد استطاعت الاجهزه الامنيه استيعابهم ، وسنفترض ان 10 الاف اخرين سيعزفون عن اعادة الامتحانات وسيتوجهون للاعمال الخاصه مثل شركات عائلاتهم اذا كانو ميسورين، او الاعمال الحره الخاصه مثل الحداده والنجاره والميكانيك فنحن اذا نتحدث عن بقيه تتراوح بين 50_60 الف طالب لم يحالفهم الحظ في امتحانات التوجيهي ولم يتوجهو للعمل في القطاع الخاص .

يتابع : سنفترض ان نصف هؤلاء قامو بالتقدم لاعادة المواد التي اخفقوا فيها وقرروا خوض التجربه مره اخرى فنحن اذا نتحدث عن رقم يتجاوز ال 25 الف طالب اصبحوا محبطين ولا عمل لهم وانفصلوا عن عائلاتهم (نفسيآ ) نتيجه شعورهم بأنهم منبوذين اجتماعيآ ... وهنا تكمن الخطوره .

يقول صديقي : احسن وزير التربيه الدكتور محمد ذنيبات عندما سعى نحو ان يكون امتحان التوجيهي في الاردن نظيفا وقويآ، لكنه أخفق دون ان يدري بمسألة التشدد الكبير والغلو في ذلك الامر، حيث كان من المفترض ان يترك التشدد ولا يذهب الى اللين وان يتخذ امرا وسطا في ذات الوقت لان صعوبه الاسئله والتشدد الكبير في فرض الهيبه على امتحانات التوجيهي كان لها اثارا سلبيه اكثر من اثارها الايجابيه.

يبرر صديقي وجه نظره بالقول : الخطوره هنا اننا اصبحنا نرمي ابنائنا ال 25 الف سنويآ الى الشوارع ما ادى بطبيعه الحال ان يتلقف تجار المخدرات والمنظمات الارهابيه هذه الفئه المحبطه من شبابنا الذين اصبحوا بلا عمل ولا هدف .

يدل على ذلك بالقول : لا احد يستطيع في الاردن من شمالها الى جنوبها نكران ان الاردن اصبح مرتعا للمخدرات التي انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الماضيه بين شبابنا ، ولا احد ينكر ان معظم الذين يتم التغرير بهم من قبل المنظمات الارهابيه تتراوح اعمارهم من 20_30 عامآ ومعظم هؤلاء هم شباب محبطين لا عمل لهم ومنفصلين اجتماعيآ ونفسيآ عن عائلاتهم ولذلك فان التشدد في امتحان التوجيهي ادى لدمار المجتمع وليس اصلاحه.

يقول صديقي ايضآ : لماذا ذلك التشدد ولماذا لم يعلم الوزير الذنيبات على منع تسريب الاسئله وتسهيل الامتحانات لنضمن رفع نسبه النجاح الى 70% على الاقل، لان نسبه كبيره من هؤلاء الناجحون سيتوجهون بطبيعه الحال للدراسه في الخارج ، لذلك وحتى لو كان ذلك الطالب قد نجح بناءا على سهولة امتحان التوجيهي ، فان السنوات الاربع التي سيجلس فيها في المقاعد الجامعيه كفيله يصقل شخصيته ونضج عقله ... ونحن في الاردن شهدنا ابداعات لخريجي جامعات خارجيه كانوا قد حصلوا على نجاح لم يتجاوز ال 60 % في التوجيهي لكنهم ابدعوا في جامعاتهم واعمالهم فيما بعد ... فلماذا هذا التشدد؟؟

هكذا ينهي حديثه لي

هذه وجه نظر اضعها امام وزير التربيه واعتقد انها جديره بالاهتمام
وفيها من التحليل ما يستحق الدراسه
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com