26-07-2016 12:01 PM
بقلم : محمد خالد الصبيحي
بدأت في موريتانيا بالأمس أعمال القمة العربية الدورية العادية في ظرف بالغ التعقيد وشديد الحساسية والخطورة؛ حيث تدهورت حالة الأمة العربية للحد الذي لم يعد مسموحا معه قبول أي تراخي أو تهاون أو تلكؤ في اتخاذ تدابير صارمة وبمنتهى الوعي والمسؤولية بما يكفل في الحدود الدنيا التصدي لهذا الأنحراف المستفحل الذي يضرب المنظومة القومية العربية ويهدد الوجود العربي من الأساس؛ وبالتالي وضع اللبنات الرئيسية للانطلاق في معالجة حالة الوهن الشامل الذي أفسد على العرب حياتهم.
تشرئب إذن؛ أعناق العرب نحو موريتانيا وقمتها العربية أملا في أن تمنحهم بصيص أمل حقيقي يبدد من وحشة هذا الظلام الحالك العاصف والمسيطر على خيمة العرب والعابث بها عبثا أهوج.
إن الجماهير العربية وقد عانت طويلا من البطش المزدوج والتنكيل متعدد المظاهر والأبعاد والمصادر؛ وهي التي تصدت في المقابل لكل التهديدات التي ما انفكت ترزح تحتها؛ تتطلع لأن تحمل لها فعاليات هذا الحدث بارقة تغيير جدية بعيدا عن الطوباوية و اللامبالاة التي لطالما ميزت أغلب القمم السابقة التي غاب فيها الإحساس بالمسؤولية الرسمية تجاه الأمة وقضاياها المصيرية الحارقة؛ ليتعالى بذلك سقف رهانات الجماهير على هذه القمة بما تشكله من فرصة قد تكون الأخيرة لرؤوس النظام العربي ليبرهنوا أنهم مازالوا معنيين بهواجس الأمة ومشاغلها.
إن الوضع المأساوي العربي لا يمكن أن يخفى بحال من الأحوال على ملوك العرب وأمرائهم ورؤسائهم؛ ولا يخفى عليهم ما يأمله جمهور العرب من ثمرة اجتماعهم هذا في هذا الظرف التمفصلي الدقيق.
وعليه فإن هذه القمة لا ينبغي لها أن تتسم بطابع غير الثورية الشاملة والجرأة المنتهاة بل وحتى المغامرة والمقامرة؛ وبالتالي لن يقبل ولن يعقل أن تغرق هذه القمة في الفنيات والإجراءات الشكلية والروتينية فلا الظرف موات لذلك ولا الهدف منها ملائم أيضا.
وبدون مغالطات ولا تنميقات؛ فإن الأمة العربية تعاني الاستعمار وويلاته ومخلفاته وخصوصا نهب خيراته واستعباد أهله وتشظيتهم وتقسيمهم على أسس مذهبية وصراعات طائفية مفتعلة وواهية؛ هذا فضلا عن تعاظم أخطار المشروعين الاستيطانيين العنصريين الصهيوني والفارسي الصفوي. ليس من النبوغ في شيئ التشديد على أن أوكد مهمات هذه القمة تنحصر فيما يلي:
1- العمل على استعادة الزخم القومي والرقي بالوعي الشعبي بما يضمن تلاحم الجهود لتفويت الفرص على وأد كل مساعي الجماهير في خط معالم الخلاص القومي العربي الشامل.
2- مراجعة السياسات العربية الرسمية وتوحيدها توحيدا شاملا واعيا مسؤولا بلا مخادعة ؛ والبحث الفوري في القطع مع سياسات المحاور الهدامة وذلك باتخاذ المصلحة القومية العربية الاستراتيجية العليا بوصلة تتناسق فيها كل جهود وقدرات وإمكانيات النظام الرسمي العربي؛ وفك الارتباط بالجهات الاستعمارية والشروع جديا في طرق منافذ أخرى لقطع دابر الإملاءات والابتزازات الأمريكية والأروبية خصوصا.
3- مراجعة كل القرارات الاستسلامية وإلغاؤها فيما يخص قضية العرب المركزية الأولى فلسطين.
4- تسخير كل طاقات الأمة ونفوذها لفلسطين ورفع المعاناة عنها.
5- الإقلاع الفوري عن كل مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني وأشكاله باعتبار الصراع العربي الصهيوني صراعا مفتوحا لا يتوجب التراخي في خوضه في كل مكان وزمان وبالأشكال القانونية والسياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها.
ير والتصدي لكل مخططات تقسيمه على أسس طائفية وعرقية.
6- الوعي بأن تحرير العراق لا يمر إلا بإسناد المقاومة العراقية الباسلة والانخراط في مشروعها التحرري الوطني والقومي.
7- البناء على تقرير تشيلكوت واستغلاله قانونيا لدفع رأسي كارثة غزو العراق بريطانيا وأمريكا لتحمل مسؤوليتهما القانونية والسياسية والأخلاقية والمادية المتوجبة لخطيئتهما الآثمة بحق العراق.
مع قناعتي ان شيء من هذا لن يحصل . مما سيؤدي الي استمرار امتداد نيران الدمار
لتشمل العديد مناقطار الوطن العربي. بالرغم من الفرصة مواتية للفبام باتخاذ فرارات تخدم الأمة العربية خاصة بعد احداث تركبا التي كشفت المستور وما سيترتب عنها