بقلم :
بعد ما طلعت نتائج التوجيهي ورسب حمدان وحَمَل خمس مواد، قَعَدِن نسوان الحارة عند أم حمدان يواسنها ويخففن عليها مصيبتها...وبلشن يحللن سبب رسوب حمدان وإخفاقه بالتوجيهي.. وأكيد بعض الجارات جايات يتشمتن فيها وعاملات حالهن متضايقات على رسوب حمدان لكن من الداخل بزغردن و كأنك بتحكّلهن على جَرَبه ...المهم كل وحده من الجارات صارت تحلل سبب الرسوب ...وحده قالت: السبب صيبة عين..والثانية قالت : يمكن السبب خوفه ورهبته من قاعة الامتحان والمراقبين... والثالثة حكت : يمكن أخذ من حد أجوبة غلط...أم حمدان بعد ما تنهدت وقالت آوووووف ...حكت : والله إني عارف سبب رسوب حمدان الحقيقي .. السبب هو لما خلَفت حمدان وبعد ما سقطت صُرته قلت لأبوه يأخذها ويرميها إما بالمدرسة أو بالجامعة، لكن أبو حمدان ضيع الصُرة بالشارع وما لقيناها .. لأجل هيك رسب حمدان بالتوجيهي...
أم حمدان نسيت انه حمدان ما بعرف يكتب اسمه ، وقاعد بالدار شغل أكل ونوم، وما فتح الكتب طول السنة ، وهي بتعرف إن ابنها حمدان وصل للتوجيهي بطلوع الروح والواسطة والهدايا وبوس اللحى ..لكنها عملت السبب الرئيسي للرسوب هو صرة حمدان اللي ضاعت بالشارع .. ( طيب يا أم حمدان ما مليون وحده مثلك بعثت صرة ابنها على الجامعة والمدرسة وطلعوا أولادهن ما بفكوا الخط وما بميزوا بين الظاء والضاد)
فهذه الخرافات والخزعبلات وهذه الطقوس الكاذبة ما زالت تمارس حتى في أيامنا هذه ..فيبعثوا بصرة المولود مع احد الطلاب ليرميها داخل الجامعة، حتى أنهم يختارون بأي كلية ترمى الصرة طب أو هندسة أو حاسوب أو إعلام ......الخ ، فقد أشبعونا سابقاً بخرافات كثيرة مثل خروج الغولة والمرأة الطويلة والأشباح في المساء ، لتبقى هذه الخرافات تعيش مع بعض الناس ويخاف منها وهو كبير ...وكذا لما يقرأ احد المشايخ أو الرجال الرقية الشرعية على أحد الأطفال ويقوم أحدهم بتقبيل الطفل يعتقدون بأن هذه القبلة والبوسه تبطل الرقية..
فمتى سنتخلص من هذه العادات والمعتقدات الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان ، والتي تسوق الأمة إلى الهلاك والدمار ...
والمصيبة لما رَوَحن نسوان الحارة من عند أم حمدان ... سألت أم حمدان جوزها متذكر وين وقعت منك صرة حمدان؟