حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,18 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 22117

النسيج الوطني .. مسلم مسيحي

النسيج الوطني .. مسلم مسيحي

النسيج الوطني ..  مسلم مسيحي

03-08-2016 01:06 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف الأبراهيمي
عندما حارب النبي صلى الله عليه وسلم اليهود لم يحاربهم بسبب الاختلاف معهم في الدين، وإنما كان سبب الحرب معهم هو نقضهم للمعاهدات التي كانت بينهم وبين المسلمين، إضافة إلى سعيهم الدائم لتأليب العرب والمشركين ضد النبي والإسلام، فالحرب كانت دفاعية وقائية بالدرجة الأولى، ولما توسعت رقعة الدولة الإسلامية زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان هناك مجموعة كبيرة من القبائل المسيحية العربية وبخاصة في نجران، فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن أقام معهم المعاهدات التي تؤمن لهم حرية المعتقد، وممارسة الشعائر، وصون أماكن العبادة، إضافة إلى ضمان حرية الفكر والتعلم، فلقد جاء في معاهدة النبي لأهل نجران: ((ولا يغير أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته ولا كاهن من كهانته وليس عليه دنية)) وكان لهؤلاء ولغيرهم الحرية التامة في التنقل والحركة وممارسة أي نوع من أنواع التجارة والنشاطات الاجتماعية، فهذه هي الأسس التي قام عليها التعايش بين المسلمين الأوائل مع غيرهم...(فقرة منقولة).

ربما حادثة الشاب أبو جابر كانت من أحد أسباب التطرق لموضوع النسيج الوطني مسلم ومسيحي... وبعد أن أبتلينا منذ عقدين من الزمن بظهور فرق مختلفة في الجنس والعقيدة تختبئ تحت عباءة الإسلام...وهم في الحقيقة مرتدون مارقون...يفتون كما يشاءون ويحللوا ويحرموا كما يرغبون.... فأصبح من يؤمن بديانة أخرى سماوية كالمسيحية واليهودية أو كان من إتباع الديانات الأخرى أصبحوا ينظروا إلى الإسلام بنظرة جديدة محملة بالكراهية والتخلف ضد هذا الدين... إلا أنني أتمنى من الله أن ينظروا هم أيضاً إلى طوائف ظهرت في دياناتهم ومنهم من أساء إلى دياناتهم أما بالتفسير أو التحريف..فنحن أبتلينا فيهم شر بلاء فالمسلمون ليسوا... داعش.. والمسلمون ليسوا من يضربوا أنفسهم بالسيوف والجنازير.. والمسلمون ليسوا من يقطعوا رؤوس الجنود والأسرى على شاشة التلفاز...فطوبى لكم أن تحسبونا منهم ...نحن إتباع أبا القاسم... الذي لم يقتل مسناً ولا أمراءه ولا طفلاً ولا أسيراً ولم يقطع شجرة.

أما حادثة الشاب أبو جابر فنحن تعودنا أن نتعايش صفاً واحداً في هذه البلد ويجب أن نكون على قدر المسؤولية لنحافظ على هذا البلد...فلا داعي أن نتحول إلى مفتين نفتي في كل مساءلة أو حديث نسمعه...فلا تصل الأمور أن تقف عند موت شاب أردني.. في لغواً بلفظ الرحمة عليه... برائي الشخصي أكتفي بقراءة الخبر أو المنشور ولا تعلق عليه ولا تنتقد من ترحم علية... وأنتهي الأمر بذلك...أن دعوت بالرحمة له لن تعيده لأسرته التي انفطرت قلوبهم.. وأن لم تدعوا له لن تعيده للحياة أيضاً... لكن أن يتحول موته إلى سجال أعلامي بين الديانتين ليعطي الفرصة للمتربصين فهذا هو الجهل بعينه.

youseftalab@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 22117
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم