حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 51833

هاشم الخالدي يكتب : المدرسة المصرية في الإعلام .. منى الشاذلي ومعتز الدمرداش مثالا

هاشم الخالدي يكتب : المدرسة المصرية في الإعلام .. منى الشاذلي ومعتز الدمرداش مثالا

هاشم الخالدي يكتب : المدرسة المصرية في الإعلام  ..  منى الشاذلي ومعتز الدمرداش مثالا

22-11-2010 02:29 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

منذ فترة لا تقل عن عامين وأنا أحاول ما أمكن الاطلاع عن كثب على التجربة المصرية واللبنانية في الإعلام الفضائي  لمحاولة الاستفادة أولاً ،  ولمحاولة تطبيق بعض أو كل هذه النماذج الرائعة ودمجها بالتجربة الإعلامية الأردنية من أجل الخروج بمنتج إعلامي فضائي يستطيع المنافسة عربياً وعالمياً..

 

 في لبنان وجدت أكثر من انموذج إعلامي رائد، فلا أحد يستيطع مثلاً المزاودة على شهرة المذيع اللبناني زافين قومجيان في برنامجه المعروف "سيرة وانفتحت" لكنني وجدت أن السقف الاجتماعي اللا محدود الذي يطرحه قومجيان في برنامجه يصعب تطبيقه على فضائية أردنية سيما أننا معروفون في الأردن بأننا مجتمع عشائري محافظ يحترم العادات والتقاليد، لا بل يقدسها ولذلك يغدو من الصعوبة بمكان أن نطبق جُل هذه التجربة بل يمكن الاستفادة من بعض فصولها.

 

 

 في مصر ... الأمور مختلفة تماماً ... مجتمع محافظ وديمقراطية مقبولة وإعلام حر ونقابة صحفيين شرسة في الدفاع عن حريات أعضائها وفضاء مستقل وآخر حزبي ورؤوس أموال ضخمة تحرص على أن يكون لها منفذها الإعلامي.

 

 

 ولعل أشهر أنموذجين عملاقين في مصر من حيث المشاهدة هما برنامج "تسعون دقيقة" الذي يقدمه المذيع المعروف معتز الدمرداش على قناة المحور وبرنامج "العاشرة مساءاً" الذي تقدمه المذيعة المشهورة منى الشاذلي على قناة دريم ،  وأزعم أن هذين  البرنامجين شبيهين إلى حد كبير من حيث المنتج والإخراج لكنهما يحظيان بمتابعة شعبية كبيرة يلزم أن يتنبه لها الاعلاميون في الأردن لتطبيق مثل هذه النماذج هنا في الاردن.

 

 

 تشعرك منى الشاذلي منذ إطلالتها في العاشرة مساءاً أنك ضيف عزيز وهذا إيجاء هام يجب الالتفات له ، فقد اعتادت بعض الفضائيات الأردنية النظر إلى الموطن الأردني بعين الفوقية بحيث بدأت هذه الفضائيات بمتابعة  القضايا السياسية الساخنة التي لا تهم شرائح الفقراء،  فيما أن كاميرا برنامج العاشرة مساءاً تنقل لك هموم العامة بالصوت والصورة وتضعها على طاولة المسؤول الذي يجد نفسه ملزماً بالرد والاستجابة.

 

 

 بعد لحظات يتفرع البرنامج إلى قضايا مشوقة ... لقاءات ساخنة مع مرشحي رئاسة الجمهورية إلى كفاءات مصرية نادرة واختراعات مدفونة إلى حوارات رياضية سريعة وشيقة تبتعد عن الملل، فيما يكمن السر في نجاح هذا البرنامج أنه يقدم لك مصر من صعيدها إلى جنوبها على طبق من الأحداث المصورة خلال ساعتين، حيث تشعر بأنك أصبحت ملماً بكل صغيرة وكبيرة في أرض مصر.

 

 

 هذا النجاح لم يكن من الممكن أن يصل هذه المرحلة من القبول والشهرة لولا أنه يدار بحكمة وحنكة وخبرة مذيعة بحجم منى الشاذلي التي تجسد دور المضيفة الرقيقة التي تحولك إلى مدمن إيجابي لبرنامجها الذي يلاقي يوماً بعد يوم شهرة عزة نظيرها.

 

 في المقابل .. يمثل الأنيق والقدير معتز الدمرداش مساحة الأسد هو الآخر في برنامجه الشهير "تسعون دقيقة" يتحول فيها من المذيع الرقيق صاحب ربطة العنق الأجمل إلى مذيع شرس يدافع عن قوت الفقراء ويفتح ملفات الفساد من أوسع الأبواب غير عابئ بالنتائج لسبب بسيط هو أن ديمقراطية الإعلام في مصر تفوق ألف مرة مساحة الديمقراطية السياسية فيها، ولذلك يمكن أن ترى منى الشاذلي ومعتز الدمرداش رقمين هامين أكثر بكثير من أعضاء في الحزب الوطني الحاكم.

 

 الإضافة الأخيرة التي يتمتع بها الإعلام الفضائي المصري واللبناني وما يميزه عن الإعلام الفضائي الأردني أن الدولة في كل من لبنان ومصر تحديداً تدعمان التوسع والديمقراطية في هذه الاتجاهات وتحاول ما أمكن ايجاد الدعم المالي لهما، ولذلك ليس من المستغرب أن نجد عملاقين اقتصاديين مثل أحمد بهجت مالك قناة دريم وحسن راتب مالك قناة المحور يضخان أموالا ً هائلة في تلك القنوات، بينما تتنكر الدولة الأردنية لمعظم القنوات الفضائية الأردنية وتحاول خنقها مادياً وتهميشها إعلانياً من أجل وأدها في المهد كما حدث في عديد من الفضائيات الأردنية التي كانت مشاريع تحمل طابع الأمل في الخروج بمنتج فضائي محترم مثل المرحومة قناة "أي تي في" وفضائيات مثل نورمينا وأي ون تي في وجوسات وسفن ستار التي كان يمكن أن تستثمر الدولة صورتها الخارجية في تلك القنوات، وتطبق نظرية المدرسة المصرية في إعلامها الفضائي وأن تكف عن التحرش اللامنهجي بهذه القنوات من أجل خنقها ودفنها دون شاهد قبر.

 

 

 نحتاج في الأردن إلى دراسة التجربة المصرية وتحديداً العاشرة مساءاً وتسعون دقيقة كي ندرك أن القطار الإعلامي على وشك أن يفوتنا ... فهل نتنبه إلى ضرورة أن يكون لنا بصمة في الفضاء الإعلامي ... أتمنى ذلك وللحديث بقية.

الصورة للزميلة منى الشاذلي

والزميل معتز الدمرداش

 

الكاتب: مؤسس موقع سرايا

 

 رئيس اتحاد المواقع الالكترونية

 

Hashem7002@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 51833
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-11-2010 02:29 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم