حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,20 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23288

العروة الوثقى للشعب لا تنفصم عراها

العروة الوثقى للشعب لا تنفصم عراها

العروة الوثقى للشعب لا تنفصم عراها

07-08-2016 12:01 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد
لا شكّ ان الوحدة والتلاحم الأردني والعرى الوثيقة التي يمتاز بها الشعب الأردني منذ تأسيس الإمارة وبعد ذلك المملكة الأردنية الهاشمية والصفة القوميّة العروبيّة التي امتاز بها ميّزته عن باقي الدول وظلّت ترافقه حتى اثناء وبعد تبلور الهويّة الوطنيّة الأردنيّة وبالرغم من تدفق اعداد من اللاجئين العرب عليه في مراحل مختلفة من آلام أمتنا العربيّة المتكررة وكذلك بالرغم من الخلافات الواهية بين بعض الحكام العرب في حِقب مختلفة من الزمن .

والشعب الأردني يؤمن بقول الرسول العربي الهاشمي الأمين (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى) والمؤمنون هنا كلٌّ من آمن بالله من أهل الكتاب يجب ان يكون التراحم بينهم فكيف إذا مات احدهم وذهب للدار الأخرى,والتعايش السلمي بين القاطنين على الأرض الأردنيّة بين مختلف الأطياف الدينيّة والقوميّة والعرقيّة تقوم على احترام الغير ومعتقداته واصوله ومنابته ولا تفضيل مواطن او وافد عن آخر إلاّ بمقدار عطائه وانتمائه وإخلاصه للأردن وقال تعالى في سورة البفرة ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)صدق الله العظيم .

وما رسالة عمان التي تدعوا للوسطيّة والإعتدال إلاّ توجيه مسبق للمسلمين ووثيقة تنويريّة لهم وللعالم اجمع حول الإسلام وحوار الأديان وترتكز رسالة عمان التي اصبحت وثيقة تنوير لشعوب العالم للتعرف على الدين الاسلامي في صورته الحقيقية منذ اطلاقها كمبادرة ملكية على استنكار المفهوم المعاصر للإرهاب، وتحريم الاعتداء على النفس الانسانية بصورة باغية متجاوزة لأحكام الله، فلا عدوان على المدنيين المسالمين أو الاساءة الى دينهم ومعتقداتهم، الى جانب تحريم هدم العمران واستباحة المدن , وفي قراءة في الفكر التنويري في مضامين رسالة عمان نجد انه يمكن رؤية الرسالة من منظور ديني واخر تربوي وثالث اعلامي ورابع فكري وخاصة مناداتها بان القواسم المشتركة بين اتباع الديانات، تصلح ان تكون منطلقا للحوار والتقارب من اجل الوصول الى تفاهم مثمر لا يمس الاستقلال الفكري او التميز العقدي لكل منهم، ومن ذلك (السلام والأمن والعدل والتكافل والرحمة والحقوق والواجبات).

وما نراه هذه الأيّام من تعليقات ومقالات خارجة عن سياق اخلاق الشعب الأردني وطبيعة التعايش السلمي العفوي الذي يعيشه ويرفض كل محاولات الفتن والفتاوي الخارجة عن الأديان والأخلاق الحسنة والمخالفة لمبادئ التفاهم والحوار والتسامح وحب الخير للغير .
إنّ ما نشاهده هذه الأيّام من اعتداءات على موظفي الدولة غير مقبول بتاتا إذ ان المسؤولين هم من ابناء الوطن كما هم باقي الموظفين وان الإعتداء سواء باليد او بوسائل اخرى إحتجاجا على قرارات صادرة او إجراءات متخذة هو تصرف خاطئ وغير اخلاقي ولا يدل على حسن سير سلوك وظيفي ومناف لحسن آداب الوظيفة او المهنة التي يجب ان يتمتّع بها الموظّف في حين نصّت التعليمات على وسائل الإعتراض والإحتجاج على مثل تلك القرارات والإجراءت كما نصّت تلك التعليمات على تشكيل المجالس التأديبيّة والعقوبات الرادعة .
وتلك الحالات مشابهة لما يتعرّض له الأطبّاء والممرِّضين والمعلِّمين وغيرهم في احايين كثيرة وكلها تنم على غضب وعصبيّة زائدة وتسرّع في التعامل مع الموقف وقد يكون السبب غير المبرّر لذلك ناجم عن جهل او فقر او بطالة او عاطفة متدفِّقة او عدم معرفة بالتفاصيل او غير ذلك .
والعلاقات الإجتماعيّة الحسنة والنخوة والإيثار تخفِّف من تلك الإندفاعات العنيفة وتجعل المحبّة هي اساس الحوار والتفاهم لأن العرى الوثيقة بين الناس تعزِّز من وشائج القربى والمحبّة بينهم على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم واصولهم ولهجاتهم .
وإنّ ما يُخجل كل اردني ذلك الحوار اللامنطقي واللامقبول من الخوض في موضوع الترحُّم على اخواننا المسيحيِّن وبات الجهلة منّا يسأل هل يجوز لنا الترحم على مسيحي، وهل يجوز مصافحته وهل يجوز معايدته وغير ذلك من اسئلة ساذجة , ألا يشعر من يسأل هذا التساؤل بالخجل، ألا يؤنبه ضميره لسؤاله عن أداء الواجب، ربما نجده في الأيام المقبلة يسأل هل يجوز أن يتقدم لأداء واجبه الوطني في الدفاع عن الوطن والالتحاق بالجيش أم لا؟!
وهل نفكِّر في ديانة الطبيب الذي نذهب له، وديانة التاجر حتى ديانة صاحب السوبرماركت، قبل أن نفكر في جودة منتجه وأمانته في العمل، حتى أن أطباء باتوا يفكرون في ديانة المرضى.
وبات بيننا من هم بحاجة أن يخضع للطب النفسي حتى يعود لرشده ولطبيعته، وقد نحتاج دعم الأزهر في نشر الوسطية التي تحث على التآخي وتستنكر الغش والقتل والسرقة وكل إثم، أيْ الوسطية التي تدعو للتسامح والمحبة والصفح والمغفرة ألا يدري هؤلاء ان أصول معظم الأردنيّون كانوا مسيحيين ألا يدرون انني كمسلم وجاري كمسيحي قد نحب بعضنا اكثر من محبّتنا لأخوتنا لأننا كجيران نرى بعضنا يوميّا.
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وقيادة ووهب اهله المحبّة والتآخي وابعد عنه الفتن والمحن .








طباعة
  • المشاهدات: 23288
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم