07-08-2016 12:04 PM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذابا)......
بداية الكذب معرفة الإنسان انه كاذب بتمويهه بالصدق، حتى إذا ما اعتاده وأصبح يصدق كذبته هدته إلى الكفر كفر في الخالق وكفر في نعم الهادية ، ليحرم من فضائلها في حياته قبل مماته ...........
الكذب يحمل كل الصفات والخصال المذمومة عند الإنسان ،التي يعادي الإنسان بها نفسه قبل الآخرين ،ليهلكها بسراب الحقيقة كما العطشان إذ يرتوي من سراب الماء في لهيب الصحراء،قال الشاعر
(لا يكذب المرء إلا من مهانته.....أو فعله السوء أو من قلة الأدب
لبعضُ جيفة كلب خيرُ رائحة..... من كذبة المرء في جدّ وفي لعب.)
إن منهج الصدق هو إتباع منهج الحقيقة في الحق التي يسلم بها الإنسان من خديعة الكذب ونهايته هلاك الإنسان جسديا ونفسيا من أمراض الكبر والنفاق وهي الجهل ومرض القلوب ،لهذا فان المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف كون الصدق بحاجة لشجاعة وقوة شخصيه التي تشعر الإنسان بكرامته وعزته واحترامه لنفسه قبل احترام الآخرين له ........
إن من السهل تمييز الكاذب ودرجاته من خلال شخصيته المخادعة إلى المهزوزة التي لا يقدر على استقلالها عن التبعية شخصية عديمة الشعور مع نفسها ،ومع الآخرين كونها مريضة بنفاقها وظنها أنها تحب نفسها بأنانيتها على الآخرين.............
إن للصدق راحة وقوة واحترام الذات يشعر الإنسان بلذتها وحلاوتها وبشعور النصر على نفسه ،ويشعر بتقدير الآخرين له بتجاوزهم عن أخطائه بكل تقدير ولا منة، فهذه من فضائل الصدق على الإنسان التي لا تعد ولا تحصى ،كما أن للكذب لعنة تذوق مرارتها نفس الإنسان ، وتذوقها حتى من اقرب الناس إليها لتفريطه بأمانة الصدق في التربية ومعاملة الآخرين بالصدق ، فالكبر هو عدم إتباع منهج الصدق في الحق ........
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )