13-08-2016 12:47 PM
سرايا - سرايا - سيف عبيدات - لازالت المنظمات الحقوقية تهاجم الاردن بعد اعلانه منطقة الركبان "منطقة عسكرية" مغلقة ، على اثرالحادث الارهابي الذي استهدف موقعاً عسكرياً لقوات حرس الحدود قبل حوالي شهرين و نتج عنه استشهاد (5) من العسكريين الذين كانوا في موقع التفجير بسيارة مفخخة جاءت من مخيم الركبان للاجئين السوريين.
الضغوطات السياسية والاعلامية جاءت من كل حدبٍ و صوب تجاه الاردن بعد هذا القرار، وسط تعالي الاصوات للمطالبة بإعادة فتح الحدود امام اللاجئين ، رغم الآلم الذي اصاب الاردن جراء هذا الحدث الارهابي ، إلا ان بعض الدول لم تكترث لأمن واستقرار الاردن و حدوده ، حيث ان همها فقط هو الحديث و التنظير عما يجب على الاردن ان يفعله تجاه اللاجئين السوريين ، الذي احتضنهم الاردن منذ بدء الازمة السورية قبل حوالي 5 سنوات .
الحديث عن اعادة فتح الحدود اصبح شبه مستحيلاً بالنسبة للجهات السيادية في الاردن في الوقت الراهن ، لأن اي خطأ اخر يحدث او اختراق للحدود سيكون كارثياً وسيقع عاتقه على كبار المسؤولين بسبب الرضوخ للضغوطات الدولية التي لا تأبه لمشكلات الاردن " الذي يأكل العصي ليس كالذي يعُدها"، هذا هو حال الاردن مع المجتمع الدولي ، خصوصاًُ مع وعود مستمرة من الدول المانحة بدعم الاردن الذي واجه تحديات اللجوء منذ اندلاع الازمة و تأثيراتها الاقتصادية السلبية على المملكة و التضخم السكاني الذي ارتفع بشكل كبير مع دخول اكثر من مليون و 700 ألف لاجىء سوري و لاجئين ليبيين و عراقيين ويمنيين و غيرهم ، إلا انه بدى واضحاً من خلال التلميحات بأن بعض الدول سترفع يدها عن دعم الاردن في حال استمر اغلاق الحدود ، لكن لم يكن اي من الحديث عن هذا الامر بما يخص وقف المساعدات و "الاعطيات" بشكل رسمي ، إلا ان القراءات بدأت تتضح بأنها تسير بهذا الاتجاه .
منظمة العفو الدولية لم تترد في انتهاز الفرصة لإصدار بيان تطالب فيه الحكومة الاردنية لفتح الحدود امام الحالات الانسانية من اللاجئين ، حيث رد الاردن بأن الحالات الانسانية لن يتم منعها من الدخول بعد التدقيق الامني و التأكد من تلك الحالات ، ومن حق الاردن ان يحمي حدوده من كل الاخطار التي تحيط به في المنطقة ، حيث كانت الامم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية قد اعلنت في سابق عن ادخال مساعدات لنحو 75 الفا عالقين على الحدود الاردنية السورية، للمرة الأولى منذ اعلانها منطقة عسكرية مغلقة اثر اعتداء ارهابي بمنطقة الركبان الحدودية .
السر في حظر الدخول للاردن لقاطني مخيم الركيان ، كشفت عنه الحكومة قبل وقوع التفجير قبل حوالي 4 اشهر ، حينما خرج الناطق الرسمي بإسم الحكومة الدكتور محمد المومني، و اكد بأن هنالك اشخاص من بين اللاجئين من المحتمل ان يكونوا منتمين لتنظيم داعش او موالين له ، حيث ان عدد كبير من الاشخاص المتواجدين في المخيم جاؤا من مناطق يسيطر عليها داعش ، حيث يجب الحرص في التعامل معهم "امنياً" ، ومن حق كل دولة ان تحمي مواطنيها و اراضيها من اي اعتداء.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل ايام فيديو لطفل اوضح ناشطون انه في مخيم الركبان ، يستغيث بالاردن لإدخاله لتلقي العلاج ، الاردن بدوره قام على الفور بالبحث عن الطفل الذي ظهر في الفيديو و نفى من خلال بيان صادر عن الجيش بأن القوات المسلحة من تم تداوله حول قيام قوات حرس الحدود بمنع ادخال طفل من مخيم الركبان إلى الأردن لغايات العلاج ، واضاف إنّ القوات المسلحة الأردنية انها قدمت العلاج لمئات الآلاف من السوريين دون مقابل أو منَّة، ولم تتردد في يوم من الأيام عن تقديم الخدمة الطبية لمن يحتاجها، وفي أي مكان من العالم فكيف بالسوريين.