13-08-2016 02:17 PM
بقلم : فيصل تايه
إن العلاقة الحتمية بين الديمقراطية وصناديق الاقتراع في دول العالم المتحضر تعني بالضرورة وجود مجتمع ديمقراطي يتم فيه ترسيخ علاقة صحية سليمة بين الحكومات وأبناء الشعب من خلال ضوابط شرعيه يفرضها الأفراد عبر صناديق الاقتراع ، وهي احد الأسباب التي تؤدي إلى تحويل الحياة المجتمعية برمتها إلى بيئة ديمقراطيه تشهد تحولات اقتصادية وثقافية وسياسية هامة ، بحيث تكون الديمقراطية كثقافة وآليات ووسائل ونظم ، هي السائدة في مجمل الحياة السياسية وإدارة شؤون الدولة والسلطة ، كما هي جزء حيوي في النسيج الاجتماعي والثقافي ، فلا توجد ديمقراطية حقيقية بدون انتخابات ، لكن قد توجد انتخابات بدون ديمقراطية ، هذا في أسوأ الأحوال ، أما في الوضع الطبيعي فالانتخابات ظاهرة ديمقراطية، بل بما تعنيه هي الإسم الحركي للديمقراطية على المستوى السياسي.
ووفق الفهم الشمولي للديمقراطية فهي ثقافة وسلوك ومنهج ونمط حياة ، والانتخابات هي الوسيلة الديمقراطية التكتيكية الضمنية التي تجسد التجدد والتغيير، وهي المعنية مرحلياً بتحديد أوجه الحياة الديمقراطية المستقبلية ، والديمقراطية معنية دائماً بحمايه الحياة السياسية والحريات ، ولذلك فنحن أبناء الشعب الواحد علينا الانتصار للديمقراطية ، ولا يهم بعدها من يفوز أو يخسر في الانتخابات ، الفوز والخسارة الانتخابية قضايا جزئية تكتيكية آنية متغيرة فلذلك الانتصار للديمقراطية هو انتصار لجميع مكونات الدوله من سلطة وشعب وقوى يسار وللعملية السياسية بمجملها .
ولأننا يجب أن نجعل من مفهوم الديمقراطية نهجاُ في كافة مناحي الحياة ، لتتشكل العلاقات داخل جسم الدولة الواحدة على أسس تلغي من خلاله كافة التوجهات الضيقة التي تقودنا إلى التمييز الطائفي والمذهبي والمناطقي ولتتجدد الحياة السياسية بالتنوع من كافه المكونات ، وصولا إلى بناء مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات ، وفق رؤى مفاهيميه تعزز النهج الحر، وتوسد التغيرات الإنسانية الطموحة في بناء العلاقات بين الأفراد وبين المجتمع والسلطة ، والسماح للرأي المقابل بأن يعبر عن نفسه ، بعيدا عن تكريس أية أساليب تسلطية تؤدي الى عرقلة بناء المجتمع ، ما يتطلب إيجاد البنى الكفيلة التي تعزز الثقافة السياسية التي تتجاوز أية مواريث تقليدية عبثية وتشيع النهج الثقافي الديمقراطي والذي لا ياتي الا من خلال عمليه انتخابيه نزيهه تجسد التحول الديمقراطي الحقيقي .
ان نجاح العملية الانتخابية المقبلة يعني نجاح التجربة الديمقراطية ، وكي نقطع الطريق على أصحاب الاجنده المعروفة ندعو وباستمرار الى مشاركات واسعه من اجل دحر الاستحواذ على مجلس النواب القادم من قبل فئة استوطنت مقاعده وان لها ان ترحل باراده الاردنيين الشرفاء والترويج للمشاركة الفاعلة من كافه المنابع والاصول في البوادي والارياف والمدن والقرى والمخيمات من خلال توعيه حقيقية للممارسة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع ، من اجل فرز تيارات شمولية تقدس الديمقراطية ككل متكامل ، فبالمشاركة الفاعلة لا يمكن استئصال صندوق الاقتراع عن جسد الديمقراطية ، والعزوف يؤدي إلى انتصار فئة مكررة ، لا الشعب ولا العملية الديمقراطية بحاجتهم .
ولاننا على ثقة تامة بالمواطن الاردني الذي سيتحمل المسؤوليه ، وأن لا سبيل إلى العيش الكريم إلا بالمشاركة والمكاشفة والشفافية والحوار ذلك ما تمليه علينا المصلحة الوطنية ، وفق منهجيه يتم من خلالها تحقيق العدالة واحترام الكفاءة وسيادة القانون ، وترسيخ ثقافة الشراكة للجميع في تحمل المسؤولية ، فالتحديات أمامنا كبيرة والظروف تحتاج منا الوقفة ..