14-08-2016 10:52 AM
سرايا - سرايا - الهدف الذي تسعى اليه الهيئة المستقلة للانتخاب في خضم عملها المكثف للانتخابات البرلمانية التي ستجري في العشرين من الشهر المقبل لا زال وسيبقى حتى ظهور نتائجها هو اعادة الثقة للعملية الانتخابية عبر اجراء انتخابات نظيفة بأعلى درجات النزاهة والمصداقية فهذه المبادى التي ينادي بها الجميع اعاد التاكيد عليها مجددا رئيس الهيئة الدكتور خالد الكلالدة في سياق الحديث عن المرحلة التي وصلت اليها العملية الانتخابية للبرلمان المقبل.
صحيح ان على الهيئة بصفتها من يدير ويشرف على الانتخابات مسؤولية ضمان تحقيق عوامل ومعايير النزاهة باعلى درجاتها لكن المسؤولية تقع بذات القدر على الجميع ناخبين ومرشحين وانصارهم في الجانب غير الرسمي لتشكيل شبكة امان تحقق المصداقية والنزاهة بلا اي اختبارات مزعجة.
وحتى لا تبقى عناوين اساسية مثل المصداقية والنزاهة ، مفاهيم ومبادى مجردة بلا حمايات وضمانات ، فان الهيئة المستقلة للانتخاب التي تقوم بجهودها على هذا الصعيد تبدي اكبر قدر من التفاؤل بان الفوز بانتخابات برلمانية ممتازة هذه المرة ، يسير على طريق معبد لا توجد ( مطبات ولا منعطفات خطرة ) على مساره بل ان ما تم حتى الان هو شكاوى معزولة بعضها كيدي وجلها الباقي ومجموعها 43 شكوى كانت اليات العمل اليومي كفيلة بمعالجتها لا سيما انها لا تشكل خطورة ماثلة على مسار الانتخابات.
اركان الدولة كافة تبدي اقصى اوجه التعاون والاسناد للهيئة كما يؤكد الدكتور الكلالده ، وبارادة سياسية عليا لانجاح الانتخابات التي ابدت كافة القوى السياسية والحزبية والمجتمع المدني المشاركة بها التي تقع عليهامسؤولية الحرص على النزاهة وترك الارادة الحرة للناخبين لاختيار الافضل الذي لا يتعارض مع حق كل تلك الجهات والقوى المجتمعية من القيام بكل ما يلزم وفق القانون لاحراز الفوز وفق نظام القوائم النسبية المفتوحة التي تشجع التعددية والمضي قدما في تطوير التجربة خلال المراحل المقبلة.
ومع اقتراب موعد بدء الترشيح للانتخابات الثلاثاء المقبل ، ستاخذ الانتخابات زخما جديدا وسيزداد ايضا ترديد وطرح سؤالي النزاهة ونسبة المشاركة ، وان كان البعض سيستخدمها ككلمات حق يراد بهما باطل ، الا انه في المحصلة هي اسئلة محقة ستبقى تلازم الانتخابات حتى ظهور النتائج ، والشي ء الايجابي هذه المرة ان اللغة الوحيدة السائدة من الجميع هي الحفاظ على المصداقية والنزاهة في ظل اوسع مشاركة تشهدها الانتخابات النيابية بصرف النظر عن حسابات نسب المشاركة التي سيتم الحكم عليها في نهاية يوم الاقتراع في العشرين من الشهر المقبل.
بالتاكيد فان معيار النزاهة هو معيار اساسي لاتساع نسبة المشاركة لكنه ليس المعيار الوحيد فاذا كانت الحسابات ستكون لهذه المرة فانه يجب عدم اغفال عدم وجود تسجيل للانتخابات المقبلة وانه من بين اكثر من اربعة ملايين ناخب في جداول الناخبين التي صدرت امس يوجد نحو مليون مغترب اردني لن يقترعوا بالاضافة لازالة الوفيات الى حد بعيد من جداول الناخبين وكل من لا يجيز له القانون الاقتراع وفق القانون.
في الانتخابات الماضية صوت نحو ميلون و150 الفا في الانتخابات من اصل نحو ثلاثة ملايين كانوا سجلوا وفي الانتخابات المقبلة فان الهيئة تبدي ارتياحها وتعبتر نسبة التصويت ستكون معقولة ومقبولة اذا ما فاقت رقم ونسبة التصويت في الانتخابات البرلمانية الماضية مع تشديدها على ان ظروف الماضي ومسائل تعزيز النزاهة والثقة بالعملية الانتخابية لا تقل اهمية ان لم تتفوق في اهميتها الاستراتيجية على نسب المشاركة خصوصا انه لا توجد مقاطعة للانتخابات وهذا يعزز صدقيتها ونسب المشاركة بها.
وبالتاكيد ان المرحلة المقبلة بعد بدء الترشح ثم الدعاية الانتخابية وصولا الى يوم الاقتراع ستكون هامة للغاية بالوصول الى نسب مشاركة تؤشر على الرغبة والارادة في تعزيز المؤسسة البرلمانية بالافضل والاوسع تمثيلا خاصة ان نظام القوائم هو ( صديق للتعددية والمشاركة ) ومن يؤمن بها ، فكل قائمة ستسعى لحشد اكبر تأييد لها
مع الافاق التي تتيح لذات القوائم الترشح باكثر من دائرة انتخابية وصولا الى كافة الدوائر وايضا لزوم اجراء الائتلافات والتحالفات لتحقيق اكبر فرص للفوز اذ ان العمل الفردي وفق القانون الجديد هو اقرب طريق للخسارة لم يصر على محاولة اعادة انتاج الصوت الواحد خصوصا من بعض المترشحين.
اذا العملية الانتخابية ، امام مرحلة حاسمة ، وامام طرح القوائم وبرامجها وجهودها ، وتاكيدات الضمانات والحرص على النزاهة والثقة بالعملية الانتخابية لا تتوقف واليات تحقيق ذلك موجودة وتتطورمع كل متغيرات ومع كل نوع من المخالفات يمكن ان تحدث ،ولا تريد الهيئة ان تترك مجالا للشك بانها يمكن ان تتردد في استخدام ردع القانون واذرعه الطويلة بوجه اي مخالف هذا بالاضافة الى حزمة اجراءات الامان الفنية الواسعة لسد اي تغرات ومعالجة اي مشاكل.
وفي يوم الاقتراع سيكون هناك اجراء تحصين اخير للورقة الانتخابية من اي تلاعب ، لن يتم اعلانه الا مع بدء التصويت ، لتعزيز حزمة اجراء الانتخابات والخروج بها باعلى درجات المصداقية والنزاهة وهو المأمول والمعول للحاضر والمستقبل للنموذج الاردني الذي تجاوز تحديات المنطقة المشتعلة وليس صعبا عليه باي حال تجاوز اي تحديات او معيقات امام استحقاقات الاصلاح ومخرجاته ..الرأي