بقلم : هاشم الخالدي

قبل ايام شاءت الاقدار ان اصادف احد المواطنين ويعمل مراسل في مكتب مجاور للعماره التي فيها مكتبي بشارع وصفي التل .

كان هذا المواطن واقفاً امام العماره التي يعمل بها وينتظر سياره اجره تقله الى دوار المدينه المنوره وانا اعرف الشاب منذ فتره .

اوقفت سيارتي على الفور واستأذنته ان اقوم بتوصيله سيما وانني كنت متجها الى ذات الطريق .

صعد الرجل وبدأت اسأله عن احوال البلد فمثل هذه الفئه من المواطنين ربما يعلمون عن الفقر واحواله اكثر بكثير من كبار سياسو البلد.

سألتة : كم راتبك
قال : والله يا استاذ انا باخد 350 دينار ..مستورة والحمدالله .

زاد فضولي وقلت له :ساكن بملك او ايجار .

قال: بالايجار طبعآ و ادفع 150 دينار .

بدأ الرجل بعدها يشرح لي ظروفه الماليه عندها سألته: هل يكفيك هذا الراتب ؟؟

قال :ادفع ايضاُ (30)دينار فواتير كهرباء و 10 دنانير بدل فاتوره مياه وزوجتي لا تعمل فيتبقى من الراتب 160 دينار
وهل تكفيك قلت له !!
اجابني : المصيبه يا استاذ اني بدفع كل شهر 100 دينار بدل روضه لاطفالي
(هنا توقفت هنيهه وقلت له : بتحكي جد ؟؟؟

قال : نعم لانني مضطر لدفع (50)دينار عن ابني شهريآ و (50) دينار عن بنتي شهريا للروضه !!
شو جابرك : قلت له ؟؟

(تخيلوا )هنا مربط الفرس : قال : رحت على مدرسه حكوميه قبل سنه وسألتهم اذا كان بالامكان ان اقوم بتسجيل اطفال بالصف الاول فقالوا لي : مستحيل ان نقوم بتسجيلهم الا اذا كانوا من خريجي الروضه... احنا مش فاضيين ندرسهم من الصفر ...روح سجلهم بالروضه ولما تيجي تسجلهم عنا بالصف الاول بكونوا دارسين خالصين ؟

هذه هي الاجابه التي تلقاها المواطن من احدى المدارس الحكوميه مما اضطره لتسجيل اطفاله في الروضه ودفع ثلث راتبه الشهري للصرف عليهم شهريا .

استفزتني هذه المعلومه فهاتفت وزير التربيه لاعرف الحقيقه فاكتشفت انه خارج البلاد فطلبت من شباب سرايا التواصل مع امين عام وزارة التربيه لمعرفه دقه هذه المعلومه .

طبعاً الاجابه جاءت بالنفي القاطع من امين عام وزاره وهذا ما توقعته .

المصيبه ان مواطننا احياناً لا يستفيض بالسؤال ويكتفي باجابه ظالمه صدرت من مدرسة او من مدير او من مديرة مدرسة قالت له تلك الاجابه على عجل او من باب تطفيشه فادى ذلك لتدمير حياه الرجل على مدى عامين اضطر فيها لدفع ثلث راتبه على معلومه خاطئه !
الا يفترض ان تعاقب مديرة المدرسه التي دمرت هذا الشاب ؟؟؟؟

هنا مربط الفرس ايضا ... لماذا لا نجادل للمطالبه بحقوقنا فنكتفي بالاستكانه والخضوع لقرارات ظالمه تكلفنا الكثير .

تخيلوا: مواطن ياخد راتب 350دينار يدفع(150) دينار بدل ايجار و(100) دينار شهرياً لتعليم اطفاله في الروضه و (30) دينار شهرياً بدل كهرباء و(10) دنانير بدل مياه و 60 دينار بدل ماكل وشارب ومواصلات للعمل !!!
لا تقولوا لي بعد ذلك ان الشعب الاردني مرفه !!

نعم...نسبة كبيرة من الاردنيين الآن باتوا تحت خط الفقر والمصيبه اننا لم نجد حكومة واحدة تقف الى صف هذه الشريحه الكبيره التي باتت مدخولاتها بالتآكل يوماً بعد يوم والمصيبه الاكبر ان القطاع الخاص والشركات ايضاً بات معظمه غير قادر على زيادة رواتب موظفيه بسبب تضخم الضرائب وزيادة الاسعار في كل يوم.

معادله خطيره تحتاج الى حل
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com