21-08-2016 11:03 AM
بقلم : فيصل تايه
يجب ان نعترف ان التحدي الأكبر الذي ينبغي على الجميع تجاوزه هو التخلص من التمترس خلف الأفكار الجامدة والطروحات العقيمة التي أثرت سلباً على الحياة السياسية والاجتماعية وأنتجت التناقض والضعف في اداءات المجالس النيابية السابقه ، ولا يمكن التخلص من ذلك إلا بصدق النوايا وتحقيق رغبات المواطنين وزرع الثقه في نفوس السادة الناخبين واعتماد الاعتدال والوسطية والقبول بالآخر كنهج وطني مقدس ، وعدم الإساءة باي حال للآخر أو القول بما ليس فيه بهدف التحريض ضده والتخفي وراء الادعاءات الباطله ضد برامج السادة المرشحين الانتخابية بقصد النيل منهم وكسب التاييد غير المشروع بالطرق الكاسدة ، وهذا الاتجاه يحتاج بالفعل إلى صدق النية والالتزام والشفافية والكف عن الإثارة النارية التي تسبب تأزيم الحياة وتشتيت فكر الناخب وتفكيك بنى المجتمع الأردني الواحد .
لقد مررنا بالعديد من التناقضات ابان الانتخابات النيابية الماضية الى ان تولد القانون الانتخابي الجديد وجاء بمضامين ايجابية ، وان اختلف البعض إلا أن الاختلاف حالة صحية مشروعه في نظام ديمقراطي عصري ولتأخذ كافة القوى حقها في خضم التحديات المتسارعه ، حيث ان من الواضح ان الوصول الى هيئة عليا للتشريع عبر صناديق الاقتراع هو الوسيلة الوحيدة المشروعة ، ولذلك فإن على القوى المتنافسه أن تكف عن التأزيم والعبث وتعمل بإخلاص من أجل الوصول إلى الانتخابات التي هي الطريق الوحيد للكسب المشروع للوصول للمشاركة ، ولذلك عليها أن تستفيد من الوقت لمد جسور التواصل مع الجميع من أجل زرع الثقة وإزالة مخلفات الفترة النيابية الماضية وارهاصاتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولنعمل بعيدا عن المماحكة العبثيه التي استنفذت افكارنا وأهلكت عقولنا.
يجب ان نبتعد عن لغة المكابرة والغرور لان مصلحة الوطن أعلى من كل الاعتبارات وان المطلوب اليوم هو بالفعل الاتجاه نحو القواعد الشعبيه في كافة مناطق الوطن ومكاشفة المواطنين الذين هم مصدر السلطة وأصاحب المصلحة الحقيقية في الحياة السياسية ، والسعي للتخاطب معهم بعين العقل وروح الحكمة وبلغة صريحه تلمساُ لحاجاتهم والوقوف عند مطالبهم والاستمرار في هذا النهج ، باعتبار ذلك علامة تبعث تفاؤلهم وتدفع نحو الاستبشار بحياه كريمة فضلى ومستقبل واعد لهم ولابنائهم .
واخيرا فان الانتخابات القادمة بقانونها الحديث تفتح الباب أمام أبناء الوطن جميعاً من مختلف المنابت والأصول والمشارب لتتشابك الأيدي من أجل عيون الأردن ومن اجل المساهمة في تحديث الدولة الأردنية ، فنحن بحاجة الى المعالجات الحاسمة لمختلف القضايا المتعلقة بمستقبل الأجيال والشعور بأمانة المسؤولية بالمشاركة الفاعلة من خلال ما تفرزه صناديق الاقتراع في الاختيار الحر الذي يحقق القبول المطلوب للجميع , لتحقيق الآمال والتطلعات بحرية ونزاهه ..