حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12128

ليالي الشتاء في عمان

ليالي الشتاء في عمان

ليالي الشتاء في عمان

23-11-2010 12:14 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 الاخرس كان الشتاء في الماضي له وقع خاص في قلوبنا و كان يسحرنا بجمال لياليه و كنت أستمتع بتجمعنا حول مدفئة ( الفوجيكا ) و أختلافنا على الخبز المقرمش و البلوط و البطاطا ، صوت المطر يداعب الصفيح و الزجاج و أكياس قمامة تركت في الخارج على عجل ، و صوت الرعد يهز أركان غرفتنا الوحيدة و بركة ماء صغيرة تكونت عند الباب و أبن عم أتى للتو ليشاركنا الدفئ و البلوط .

التلفاز في زاوية الغرفة و غطته أمي خوفآ عليه من نقاط الماء التي تدلف من السقف و شاشة متعرجة ومشوشة تشير للقناة الأردنية و كنا لا نعرف غيرها في الشتاء حيث أن قناة ٦ كانت تتوقف مع حبات المطر و أصوات الرعد ، كانت نشرة الأخبار مملة و كنا ننتظر المسلسل بشغف مع أننا حفظنا مشاهده عن ظهر قلب لكثرة تكراره .

 برد قارص ، ضباب ، التصاق ، وقوف بجانب الشباك لمشاهدة مناظر اندفاع الماء من قمة جبل يقابلنا ، و صوت خريره يداعب أسماعنا ويصدح فيها مثل صوت فيروز في صباحات عشقً , مراقبة حثيثة لتحركات الناس من حولنا حيث يزيد الطلب على الخبز و الكاز و الغاز والدفيء .

 في الصباح تنطلق العصافير من حولنا مطلقةً زقزقاتها الجميلة وباحثة عن رزقها بين أفنان حييّنا الفقير وننطلق نحن لتفقّد أطراف بيتنا و سطحه من أثار الأمطار و كل في يوم شتاء كان لابد لنا من تعديل مسار الشلالة التي تتدفق على باب بيتنا وتحضر معها الطين والأحجار والأشواك , وتتدفق المياة من المناهل و المصارف وتعج حارتنا بالفوضى و الذهول .

 تعطل المدارس و ينادي احد كبار المسؤولين عبر الاذاعة كل رئيس جامعة مسؤول عن دوام جامعته وحسب مقدار الشتاء  و تعلن حالة الطواريء و يقف بك اب ذي نمرة حمراء مقابل بيتنا و فيه اربعة موظفين مناوبين لمراقبة الخلل الذي يحدث كل شتاء ويتكرر في الشتاء الذي يليه و تلف في شوارعنا سيارة اخرى حمراء لشركة الكهرباء و تنقطع الكهرباء .

 تنقطع أخبار العالم عنّا ولم نعد نشاهد التلفاز ولا ندري ما يحدث في وسط البلد أو حي نزال و نلملم ما نجد من بطاريات لمحاولة سماع الاخبار من راديو عتيق خبئناه لحاجة أو لحرب , وفي الصباح يصرح الناطق بأسم دائرة الارصاد الجوية بأن الأمطار التي هطلت على عمان كانت 20 ملم , ونصاب بالدهشة , لابد أنه يمزح , لابد يقصد 120 ملم , يا الله كم هي جميلة عمان وكم كان خدها ناعماً و يخدشه المطر .








طباعة
  • المشاهدات: 12128
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-11-2010 12:14 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم