04-09-2016 04:20 PM
بقلم : فيصل تايه
لا شك اننا في الاردن جزء من المنظومة الكونية العالمية ونتاثر بما يدور حولنا من تحديات خاصة المتعلقة منها بالأنظمة التربوية والتعليمية في مختلف قطاعاتها نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ما يتطلب استمرارية التعاون بين مختلف شرائح المجتمع ، وعناصر المنظومة التربوية لإيجاد الآليات المناسبة ، والحلول الناجعة للمحافظة على الانجازات والتغلب على كل ما يعترض العمل ويعيقه ، وبذلك فان ايمان وزارة التربية والتعليم بأهمية بناء شراكة حققية وفتح قنوات اتصال مع الحقل التربوي يأتي لما تتطلبه طبيعة تلك التحديات التي يواجه العمل التربوي على مستوى المملكة .
يجب ان نمتلك رؤى تربوية استشراقية هدفها الوقوف عند مجمل القضايا التربوية التي تشكل محور العمل وإيجاد الحلول العلمية والمهنية للمعيقات التي تضمن بداية طيبة موفقة لعام دراسي مفعم بالحيوية والنشاط لدى مختلف القطاعات التربوية .. بل علينا حمل الأفكارا التي تدفع باتجاه فتح كافة القنوات التي من شانها الإسهام في تهيئة الظروف التي تقودنا الى إنجاح العمل بكل همة ومسؤولية بعيدا عن الفتور او التباطؤ والتراخي في اليات العمل والابتعاد عن الاساليب التقليدية التي سئمنا العمل بها ، لذلك علينا ان نؤمن إيماناً مطلقاً بالحوار الايجابي وبأهمية خلق بيئة مناسبة لمناقشة مجمل مقترحات مدراء التربية ومدراء المدارس والمعلمين والمشرفين وأولياء الأمور والطلبة ومؤسسات المجتمع المدني والاهتمام بارئهم التربوية ، وإيجاد منابر للحوار الهادف ، والنقد البناء ، والرؤى الايجابية المثمرة ، وفتح قنوات اتصال وتواصل فيما بينهم وفق أسس علمية ترقى بمستوى الطموح ، من خلال عقد اللقاءات التربوية مع مختلف الشرائح ليكون لها الآثار الإيجابية ، والنتائج الجيدة ، التي تشكل في مجملها اليات عمل من أجل صياغتها وبلورتها للتوصل إلى إجراءات تنفيذية ، وقرارات حاسمة تصب في مجملها لصالح العمل التربوي وفق السياسة التربوية المرجوة ، فوزارة التربية والتعليم قد شرعت وتحت اشراف معالي الوزير شخصيا في تنفيذ العديد من الخطوات الإجرائية المتعلقة بذلك ، كما وتسعى وباستمرار إلى إطلاع الحقل التربوي على اهم المستجدات التربوية المتعلقة بذلك ، تاكيدا على العزم للمضي قدما للاستمرار في التطوير والتحديث في المسيرة التربوية التعليمية؛ لإيمانها العميق بأن عملية التطوير في جميع عناصر المنظومة التعليمية هي ضرورة وطنية حتمية وملحة لا يمكن النكوص او التراجع عنها بكل الاحوال .
ان طبيعة العمل التربوي تتطلب من كل القائمين عليه ابداء التفهم الواضح لطبيعة المرحلة التي نمر بها كتربويين عبر قراءته لمستقبل العمل التربوي المتمحور حول التطوير والتحديث في منظومتنا التربوية و ترجمة للأهداف التعليمية الوطنية، وللخطط والبرامج والأهداف التربوية، وجعلها واقعا ملموسا متمثلا في الكفاءة والجودة في الأداء، والحرص على الارتقاء بالمستوى وصولاً للمخرجات التعليمية المتوقعة.
اننا بحاجة ماسة الى الإنماء المهني للعاملين بوزارة التربية والتعليم وبالأخص للهيئات التدريسية ، وتحديد الاحتياجات التدريبية وبناء خطط الإنماء المهني عن طريق تحويل أهداف الخطط إلى أهداف إجرائية وتحديد مدى تحقق تلك الأهداف ، ومن ثم تحديد مواطن القصور ومعالجتها بالتدريب المستمر، أو التركيز على المهام المطلوبة وتحديد جوانب الضعف وتصميم التدريب المطلوب ، ووضع خطة الإنماء المهني من خلال نتائج تقارير اللجان الفنية وفرق العمل ، وتوصيات الندوات والمؤتمرات والملتقيات ، وتقارير الزيارات الاشرافية الفنية والإدارية والاحتياجات التدريبية ، والتركيز على المدرسة كوحدة إنماء مهني ، وهذا يتطلب وجود خبراء تربويين متمكنين قادرين على الإشراف الجدي على مجمل البرامج التدريبية ودراسة أثرها على الميدان بشكل دوري وهذا يعتمد اعتمادا كبيرا على إدارة التدريب والتأهيل والإشراف التربوي .
وأخيرا دعوني أقول إن الساحة التعليمية في هذا الوطن تزخر بالكثير من المخلصين القادرين على الإبداع وخلق طرق جديدة للعمل .. وفق رؤى تطويريه ارادها سيد البلاد تدفع باتجاه خلق بيئه عمل تربويه تشخص جوانب الخلل ان وجد بدراسات علميه معمقه وتعزز دور العمل التربوي الجاد الذي يمكننا من مواجهه اعباء المستقبل بكل همة ومسؤوليه .
مع تحياتي