بقلم :
كثيرا ما يتهم من يكتب بالصحافة كممتهن لها أو متعاون، بأنه دائم النقد للحكومة ولا يجد لها إيجابية ينشرها وذلك لنيل رضا القراء الذين يميلون دوما لمتابعة الكاتب المعارض دوما لأنه يعبر من هموم المواطن وهذا ليس مطلبا استفزازيا بقدر أنه واقع حقيقي لذا نجد أنفسنا مضطرين لتوجيه عشرات المقالات الناقدة في مقابل البحث عن ايجابية مميزة تتعدى واجب العمل العام الذي لا يشكر عليه ، إلا أننى أعترف أن الكثير من ايجابيات موظفي الحكومة من الوزراء إلى اقلهم درجة تهضم في كثير من الأحيان تجنبا لحكم القراء والتعليق المنتظر دوما ( كم قبضت على هذا المقال ) ومن الطبيعي أن أي كاتب لا تخفيه الخطوط الحمراء ودائم الاستعداد لتحمل النتائج أن لا يجامل عند نقطة ضوء معتمة أو مضيئة لحكومتنا. وصدقا نبحث دوما بل وتفرح قلبونا وترتاح أعيننا عندما نجد أن مظلمة أو تقصير تم التجاوب معه من خلال الصحف الأسبوعية أو المواقع الالكترونية مثلما نجد التجاوب السريع مع ما يكتب في بعض الصحف التي تصل إلى أعين المسئولين وهذا يبدي أن ذلك الموظف لم يكن أصلا معنيا بالوطن إنما خوفا من نقد الأعلى منه مسؤولية . وسأضرب مثلين نتمنى أن يكونا قدوة لكل موظف حكومي ، فقد نشرنا في وكالة سرايا الإخبارية خبرا عن حالات إنسانية قدمت طلبات توظيف لوزارة التنمية الاجتماعية ولم تلق أي اهتمام مع أنهم كانوا يناشدون النواب لمساعدتهم . في تلك الفترة كانت الوزيرة غير متواجدة في الوطن وما أن علمت مديرة مكتب الوزيرة السيدة زين سحيمات بالخبر حتى طلبت من رئيس التحرير تلك الأسماء وهاتفتني شخصيا لتؤكد أنها تسعد عندما يراجعها موظفا طلبا لعمل وليس معونة مؤكدة على أن هذه رسالة سيد البلاد التي تسعى دوما لبثها بين المواطنين وأن يأكلوا من عرق جبينهم . ولا أنكر فرحتي بتلك الكلمات التي سمعتهم من موظفة مؤتمنة على وظيفة في غاية الأهمية وعلى إخلاصها للوطن ، وحقا تابعت زين السحيمات جميع الحالات بعد أن تأكدت من صلاحية طلباتهم وأصرت على توظيفهم بما يتناسب مع قدراتهم ولن أنسى وأنا اشكر هذه النشمية أن أخبر القراء بان إحدى تلك الحالات كانت لشاب عاطل عن العمل منذ عامين وعلى وشك أن تطلق منه زوجته ، إلا أن الوظيفة تلك أعادت شمله و أطفاله الأربع .مثل هذه العمل نشكره ونخبر القراء عنه . مثلما كتبت مستاء قبل شهرين وفي هذا الموقع عندما حملت أحد مقالاتي التي أتحدث بها عن سلبيات نعاني منها في وزارة الثقافة وبعد أن رفضت مديرة مكتب نانسي بكير تسلم الأوراق مثلما فعل تماما قبلها مدير مكتب الدكتور عادل الطويسي في حالة مشابهة . بحثت عن المستشار الإعلامي للوزيرة محمد الملكاوي وسلمته الورقة التي أرجو من الله أن لا تكون رميت في السلة ولكننا لليوم لم نسمع ردا لا من الوزيرة ولا مديرة مكتبها ولا مستشارها الإعلامي وبقي الحال على ما هو . نعم نشكر زين سحيمات التي تعاملت مع خبر يهم وزارتها وسعت إلى حل المعضلة لأنها تقدر انها بأمانة وليس المهم الجلوس على مكتب مدير الوزيرة ، وبحق سعدت عندما سمعت الكثير من المراجعين يمدحون دينمو وزارة التنمية الاجتماعية والتي أتمنى أن أجد في كل مكتب وزير مثلها ومن يظن أنني أمدحها عبثا فليراجع عشرات المقالات التي رجونا من الوزارات أن تنتبه لكثير من السلبيات ولا حياة لمن تنادي لان الموظفين هناك يهمهم فقط الجلوس على كرسي وإلقاء شعار لك الله يا وطن . موقف آخر أحببت أن اشكره وهو للسيدة جوزفين مشحور التي قامت بدعوتي لحضور الإفطار الذي نظمه وزير الاتصال معالي ناصر جودة ، ولم ألبي الدعوة لأسباب خاصة ، ولكني بحق سعدت لأن السيدة جوزفين لم تتخذ موقفا شخصيا لنقدي ضد وزارة الاتصال والذي لم يكن يوما إلا نقد المحب لوطنه وحكومته وأنا بفضل الله لم انتمي يوما لشلة صحفية ولا أعمل مع صحيفة معينة تسيرني هي أو رئيس تحريرها فكنت فقط أنتقد لنحصل على دور كبير من تلك الدائرة التي ستقودها السيدة جوزفين بنجاح طالما تتحلى بروح الوطن والشخص .
Omar_shaheen78@yahoo.com