حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 54876

هاشم الخالدي يكتب لسرايا: الحكومة الجديدة .. أخطاء وعثرات

هاشم الخالدي يكتب لسرايا: الحكومة الجديدة .. أخطاء وعثرات

هاشم الخالدي يكتب لسرايا: الحكومة الجديدة  ..  أخطاء وعثرات

25-11-2010 05:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

بالنظر إلى التشكيلة الحكومية الجديدة للسيد سمير الرفاعي يغدو الامر ملحاً لتوضيح نقاط الضعف والقوة التي اتسمت بها هذه التشكيلة التي لم يكن إعادة تشكيلها من قبل الرفاعي مفاجئة.

 

ويمكن القول بأن الرفاعي ضحى بالرباعي القوي في حكومته وعلى رأسهم الدكتور رجائي المعشر الذي كان مفصلاً اقتصادياً هاماً في الحكومة السابقة ،  فيما شكلت مغادرة وزير الداخلية القوي نايف سعود القاضي بني خالد مفاجأة أخرى أضعفت صورة الحكومة ، سيما وأن الرجل بذل مجهودا كبيراً في انجاز الانتخابات النيابية الاخيرة .

 

ولعل خروج وزير الصحة المتمكن نايف الفايز كانت مفاجأة على الصعيد العملي، فالرجل طبق بكل قدرة واقتدار مبدأ الوزير الميداني ولم يسجل في عهد وزارته إثارة أي قضية فساد أو فضيحة طبية بحكم أنه كان يعتمد على الشفافية في كل تعاملاته اذ يبقى خروجه يمثل احجيه لا يمكن حلها.

 

أما الرجل الرابع فهو رجل معان القوي والخبير البرلماني توفيق كريشان الذي شكل خروجه مفاجأة كبرى مزلزلة ، إذ كان من المستحيل على الحكومة الاستغناء عن كريشان في هذا الوقت بالذات حيث ستضطر الحكومة للتعامل مع مجلس نواب جديد وهي كانت وضعت كريشان أصلاً في هذا المنصب بحكم حنكته النيابية السابقة ومعرفة دهاليز البرلمان..فما الذي حصل؟

 

 في هذا السياق يمكننا القول بأن الرفاعي اخفق في اختيار الوزير المناسب لهذه الحقيبة، فاختياره لنقيب المحامين أحمد طبيشات في هذه الحقيبة البرلمانية يعتبر مثلبة سلبية ،  إذ أن طبيشات معروف بحنكته وخبرته القانونية وكان يمكن أن يتولى وزارة العدل أو الشؤون القانونية لا أن يتم زجه في مواجهة مجلس النواب وهو لم يقرأ بعد النظام الداخلي له ولا يعرف دهاليز النواب ومطالبهم الجانبية التي أدت في مجالس سابقة لإثارة زوابع حول الحكومة وطرح الثقة بعديد من وزراءها ... والتاريخ يشهد.

 

 ومن الأخطاء التي رافقت التشكيلة الجديدة هو وضع إمرأة حتى لو عرفت بقوتها مثل الوزيرة رابحة الدباس في حقيبة هامة وميدانية كوزارة البلديات، التي يستلزم لمن يتولاها أن يقوم بجولات ميدانية على المحافظات والقرى والبوادي بشكل شبه يومي ، وهو ما كان يرهق وزراء هذه الحقيبة الخدماتية التي كانت تلزم عملهم ليل نهار، إضافة إلى اننا مقبلون على انتخابات بلدية، فهل ستستطيع الدباس تحمل هذه الصعاب الجسام .

أما فيما يتعلق بحقيبة الوزير عماد فاخوري وهي وزارة المشاريع الكبرى، فيبدو أننا في دولة تستطيع اختراع وزارت وهمية وتفصيلها على حجم الوزراء، فالمشاريع الكبرى وإدارتها هي مسؤولية قسم هندسي في وزارة البلديات او وزارة الأشغال العامة والإسكان، فهل كان من الضروري استحداث وزارة لا يعلم مدى فائدتها او لماذا استحدثت ؟؟؟.

 

الاخطاء والعثرات التي رافقت تشكيل الحكومة المستعجل انعكس سلباً على حقائب وزارية أخرى، فأنا لم أستطع فهم الطريقة التي تم بها اسناد حقيبة تطوير القطاع العام للسيدة نسرين بركات التي كانت تتولى منصب مدير عام صندوق المعونة الوطنية وما علاقتها اصلا بتطوير القطاع العام ، إذ كان يمكن أن يسند لهذه السيدة حقيبة التنمية الاجتماعية بحكم تخصصها وبحكم خبرتها في الصندوق لنفاجئ بأنها أصبحت وزيراً لتطوير القطاع العام التي لا نعرف حتى الآن جدوى هذه الوزارة  على الاقتصاد الأردني ولم نقرأ يوماً أي انجاز لهذه الوزارة أو لوزيرها إذ أجزم أنها وزارة الكم الفائض من الحقائب الوزارية التي تزخر بها حقائب هذه الحكومة.

 

أما منصب الزميل أيمن الصفدي المستشار الاعلامي  السابق لجلالة الملك فقد كان هو الآخر مفاجأة، إذ لم يتوقع أحد أن يتولى الصفدي موقع نائب رئيس الوزراء بحكم خبرته المتواضعة في العمل الوزاري، لكن حصوله على منصب "وزير دولة" وناطق رسمي باسم الحكومة يعني سياسياً أنه حل مكان وزير الإعلام والاتصال علي العايد بخصوص منصب "الناطق الرسمي" وحل مكان الزميل سميح المعايطة المستشار السياسي لرئيس الوزراء ،  إذ أصبح الصفدي عملياً هو المتحكم بهذين المفصلين ما يلزم مغادرة المعايطة "أدبياً" إلى موقع أخر وتحجيم صلاحيات العايد رغم أن الأخير بذل مجهوداً طيباً ابان كان الناطق الرسمي باسم الحكومة وعمل بشفافية.... لاحظوا ما أقول ... عمل بشفافية قل نظيرها ويبدو أن هذه الشفافية قد أحالته إلى أن يكون وزيراً "غير ناطق "؟!

 

بالمناسبة ... الصفدي كان قد كرر عملية القفز على مناصب زملائه سابقا ، فقد قفز ذات يوم على منصب الزميل الاديب أمجد العضايلة في موقع مدير الدائرة الإعلامية في الديوان الملكي ما اضطر الأخير للمغادرة كما سيفعل المعايطة .. ولله في خلقه شؤون.

وزير السياحة الجديد زيد القسوس هو صاحب مطعم "روميرو" ،  وبالتالي يعتبر استلامه لحقيبة السياحة مثلبة ضد الحكومة ، إذ أن مصالحه السياحية وامتلاكه لعدة مشاريع سياحية قد تتقاطع مع عمله  الوزاري خلافاُ للدستور ،  إلا إذا كانت زيارات رئيس الوزراء الدائمة لهذا المطعم وحظوته بالترحيب من قبل صاحب المطعم زيد القسوس كانت شفيعة للرجل ليكون وزيراً في حكومة الرفاعي أو "حكومة الروميرو " ، الذي يرتاده معظم الوزراء حتى منتصف الليل؟؟

أما دخول الوزير سعد هايل  السرور على خط الحكومة لاستلام أهم وزارة سيادية فيها فالواضح ان حكمه استقطاب السرور لم تكن من الرفاعي نفسه، بل من جهات عليا فرضت هذا الاسم القوي والذي سبق أن اشتكى لجلالة الملك ما حدث معه في الانتخابات من مضايقات أدت لخسارته مقعد البادية الشمالية، ولعل الرسالة التي سلمها للملك في حفل التسليم يوم العيد جاءت منقذة للرجل من الظلم الذي لحق به وساهمت بشكل فعال في توزيره...

 

وبالمحصلة فإن اسم السرور أضاف شيئاً من القوه بين صفوف هذه الحكومة وساهم في إضفاء صفة الثقل السياسي للحكومة "لمجرد دخوله.

 

وأخيراً ... فإن قدوم وزير الصحة الجديد  د .محمود الشياب لم يكن موفقاً لأنه يخلف وزيراً ديناميكاُ بحجم نايف الفايز وأن كنا نتمنى نجاحه في هذه الوزارة الهامة، لكن الطرافة تكمن في أن الرجل حين سلم سيرته الذاتية لرئاسة الحكومة التي قامت بنشرها في وسائل الإعلام كتب بمحاذاة هواياته عبارة : (NA) ،  وأنا تحديداً لم استطع تفسير هذه العبارة أو ترجمتها أو إيجاد أي علاقة بينها وبين تخصصه المثير في أمراض الدم وكل ما نعرفه في هذا العلم هو ال (DNA) ... الحمض النووي للانسان الذي يحتاجه العلماء لاثبات النسب او معرفه هوية جثة الموتى ...عافانا الله وإياكم منه ومن الـ NA حيث أتمنى ان يفسرها لي معالي وزير الصحة .. لأن فهمي على قدي ... وللحديث بقية.

 

الكاتب: مؤسس موقع سرايا

رئيس اتحاد المواقع الالكترونيه

Hashem7002@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 54876
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-11-2010 05:20 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم