سرايا - سرايا- يكون رغيف الخبز الدائري "الصاج" حاضرًا على موائد الغزيين في أول أيام عيد الأضحى المبارك، كالطقوس الدينية التي يقوم بها المواطنين في قطاع غزة، يكون وجوده على الموائد، حيث تقوم العائلات الفلسطينية في القطاع بتحضيره في يوم عرفة ضمن التجهيزات التي يتم إعدادها قُبيل دخول أيام عيد الأضحى.

ويعتبر الخبز الدائري الذي تعددت أسماؤه بـ "الصاج"، أو "الرقاق"، أو "الشراك"، جزءًا من التراث الفلسطيني، وما زال يعدّ ويُخبز بالطريقة القديمة ذاتها، التي كانت تستخدمها النسوة الفلسطينيات قُبيل الهجرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويضفي تجهيزه بالطريقة القديمة التي استخدمها الأجداد نكهة خاصة على طعم ذلك الرغيف الدائري، على خلاف إعداده بالطرق الحديثة التي أصبحت تستعمل في قطاع غزة من آلات وأفران تعتمد على الغاز، في حين أن النكهة لذلك الرغيف تأتي عن طريق خبزه على النار وبالطرق القديمة كالقش والتبن المستعمل في صناعة الفرن الذي يُخبز عليه، لذلك يُعد من التراث الفلسطيني القديم.

ويتكون خبز "الصاج" من الدقيق، بنوعيه الأبيض أو القمح، والقليل من الملح والسكر والماء الدافئ، ثم يقطع إلى كرات صغيرة، يُرش فوقها قليل من الدقيق، منعًا لالتصاقها وتسهيلا لرّقها، وهو دائري الشكل، ويبدو شفافًا عند خبزه، ويتم وضعه على الفرن المصنع من الصفيح الحديدي، لعدة ثوانٍ.

ويُعتبر خبر "الصاج" المشهور في قطاع غزة، من أهم التجهيزات التي يقوم بها المواطنين في القطاع بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك، فيكون الأكلة المادة الرئيسية في الأكلة الأولى التي يتم تجهيزها بعد ذبح الأضحية، وهي ما تعرف باسم "الفتة"، التي تتكون من "الصاج" و"الأرز" و"اللحم".

وتقول المُسنة أم محمد جربوع التي جلست أمام منزلها تقوم بتحضير الأدوات التي يتم من خلالها اعداد "الصاج" لتجهيزه لتناول وجبة الغذاء في أول أيام العيد المبارك :"خبر الصاج يعتبر من أهم التجهيزات التي نقوم بها يوم وقفة عرفة، استعدادًا لاستقبال عيد الأضحى المبارك."

وتضيف لـ مراسل "دنيا الوطن" وعلامات الفرحة والسرور واضحة على وجهها بمناسبة قدوم العيد :"أقوم بتجهيز خبز الصاج من خلال اعداده بطريقة تراثية بحتة، كما تعلمته من أمي رحمها لله، لإضفاء نكهة التراث، عن طريق خبزه على النار وفي الهواء الطلق."

وتابعت جربوع وهي تقوم برق قطعة العجين الصغيرة التي تشكلت كالكرة في يدها، بعدها قامت برقها حتى أصبحت كالدائرة وبشكل شفاف ورقيق :"بعد ذبح الأضاحي في أول أيام العيد المبارك، نقوم بإعداد الطعام المفضل لنا في كل عام، وهو الفتة الفلسطينية التي يعتبر خبر الصاج من أهم مكوناتها."

يذكر أن خبر "الصاج" يدخل في عدّة أنواع من الأطعمة الغزية التي يتم تحضيرها، مثل الفتة الفلسطينية، وفي تجهيز وجبة الشاورما، إضافة إلى استخدامه في صناعة شطائر المسخن الفلسطيني، كذلك بعض الوجبات السريعة التي يتم إعدادها كالوجبة الشعبية التي يشتهر بها الغزيين "الفلافل"